شد وجذب

حرب الخبز العالمية

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

وبعد مرور مائة يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، اكتشف العالم فجأة ان الحرب تحولت الى حرب غذاء وأن إمدادات القمح لكافة دول العالم تأثرت بشدة، ويتوقع الخبراء ان تتعرض بعض الدول الفقيرة لمجاعة حقيقية.. لو استمر الوضع كما هو عليه.. من يتصدرون المشهد فى المعركة لم ولن يتأثروا بأزمة الغذاء.. امريكا لديها ما يكفى من القمح والبترول.. ولذلك لم تفكر للحظة فى انهاء الحرب.. ولكنها تعمل جاهدة على استمرارها لاطول فترة ممكنة.. وتقوم برصد المليارات كل يوم لتزويد اوكرانيا بالسلاح ليموت الجنود الاوكرانيون.. وتتوقف صادرات الحبوب.. ويدفع الفقراء فاتورة الحرب.. ويتحملون موجة غلاء لم يشهدها العالم من قبل.. عالم بلا ضوابط .. الاقوياء واصحاب النفوذ هم وحدهم يحكمون ويتحكمون فى اقدار الشعوب.. الغريب اننا كدول عربية وافريقية نمتلك كل مقومات القوة والحياة المستقرة.. ولكننا مازلنا نبحث عن صراعات داخلية تضعف من مواقفنا.. وتجعلنا تابعين لمن يتحكمون فى العالم.. فى الدول العربية والافريقية نمتلك المال والبترول والاراضى الزراعية والكوادر البشرية والمياه والثروات الطبيعية الاخرى.. ومع ذلك دائما ما نتحدث عن الوحدة والتكامل الوهمى..

وفى النهاية نجد انفسنا نقف فى طابور المستوردين.. ونتأثر بشدة بكل ما يحدث حولنا.. ولكننا لا نمتلك القدرة لنكون مؤثرين بسبب قلة الحكمة وعدم الاقدام على خطوات جادة لانقاذ بلادنا من شر اباطرة العالم الذين يشعلون الحروب ويدمرون الدول.. مثلما فعلوا فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.. المتغيرات العالمية المنتظرة والنظام العالمى الجديد الذى سيحكم العالم بعد الحرب يتطلب من الجميع تغيير الفكر والمواقف.. ليس مطلوباً منا ان نقف مع دول ضد دول اخرى.. ولكن المطلوب ان نقف مع انفسنا ونخرج بدروس مستفادة من الحرب.. واهمها اننا نفكر كيف نعتمد على انفسنا ونبنى دولنا بالفكر والعلم والاستغلال الامثل للامكانيات.. بدلا من ان نكون من اكبر المستوردين لكل شيء.. وفى النهاية نجد انفسنا على ابواب مجاعات.. لان تجار الحروب قرروا وقف تصدير الحبوب والزيوت..

وعلى الفقراء ان ينتظروا المعونات او يموتوا جوعا .. حتما ستنتهى الحرب وستظهر حقيقة من اشعلها.. وستخرج بعض الدول بمكاسب.. وسيظهر اغنياء الحروب بشكل جديد.. ولكن ستكون هناك خسائر كبيرة لدول عديدة.. لانها اعتمدت على الغير ولم تفكر فى توظيف امكانياتها لصالح شعوبها اولا واخيرا.. اعتقد اننا فى مصر سنخرج من هذه الازمة اقوى مما كنا قبلها.. لاننا دولة يقودها زعيم يعرف جيدا كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.. بجانب ان الشعب المصرى العظيم قادر على تخطى الصعاب.. الجمهورية الجديدة ستكون جمهورية الاعتماد على النفس بقدر الامكان.. لاننا تعلمنا جيدا من الدروس الماضية.. وسنتعلم اكثر من الازمة الحالية.. وتحيا مصر..