موجة اللاجئين الأفارقة لأوروبا وأمريكا ضريبة «أزمة المناخ»

الجفاف مع ارتفاع درجة الحرارة دفع الملايين من الأفارقة للهجرة
الجفاف مع ارتفاع درجة الحرارة دفع الملايين من الأفارقة للهجرة

كتبت : مرام عماد المصرى

«يمكنك المشى حتى تموت، لكن لا يمكنك الجلوس ساكنًا حتى تموت من الجوع». «كل عام أسوأ من العام السابق».. كلمات قالها أحد اللاجئين الافارقة الذين يحاولون الهروب من بلادهم بسبب الفقر والجوع الناتج عن أزمة المناخ.. حيث من المحتمل أن يصل عدد الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة إلى رقم قياسى هذا العام.


ومن الكونغو ومالى والسنغال وغانا والصومال وغيرها من الدول الإفريقية.. يهرب الكثير بسبب الأحداث المناخية التى تدمر سبل العيش. حيث تواجه القارة الإفريقية منها كوارث طبيعية بمعدل أسرع من بقية العالم.

وهى غير مستعدة إلى حد كبير للتعامل معها. فعلى الرغم من أن إفريقيا لم تتسبب سوى بالقليل فى أزمة المناخ العالمية- حيث أنتجت 4٪ فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى العالم- تتعرض لضربات قياسية من العواصف والفيضانات والجفاف مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.. مما يدفع الملايين من ضحايا المناخ إلى الهجرة بعد جفاف أراضيهم وذبول محاصيلهم، إلى أجزاء أخرى من بلدهم أو إلى دولة مجاورة، لكن أولئك الذين يمكنهم جمع بعض الأموال يغامرون بمشاريع أبعد كمحاولة الهجرة إلى أوروبا والولايات المتحدة.


وبحلول عام 2050، سيضطر نحو 86 مليون أفريقى، أو حوالى 6.6٪ من سكان المنطقة البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة، إلى الهجرة بسبب تغير المناخ، وذلك وفقًا لتقديرات البنك الدولي.

هذا علاوة على أولئك الفارين من النزاعات والاضطهاد التى غالبًا ما ترتبط بالمناوشات المتعلقة على الموارد الشحيحة بسبب المناخ. ومن المتوقع أيضا ارتفاع هذه الأرقام مع تضاعف عدد سكان إفريقيا بحلول عام 2050.


ومع عبور أكثر من 4500 أفريقى الحدود بين كولومبيا وبنما بين يناير وأبريل هذا العام، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، أصبحوا ثانى أكبر مجموعة-بعد أمريكا اللاتينية-تحاول الوصول إلى حدود الولايات المتحدة.

وفقًا للمنظمة، فعلى الرغم من تشديد أوروبا للضوابط، إلا أنه فى أول شهرين من هذا العام، عبر أكثر من 89000 شخص الصحراء الكبرى فى شمال النيجر. كانت الغالبية العظمى فى طريقهم إلى- أو عائدين من - الجزائر وليبيا، الطريق البالى إلى أوروبا .


ويقول أيان آدم، الرئيس التنفيذى لشركة AFC Capital Partners، التابعة لشركة Africa Finance Corp وهى مؤسسة مالية للتنمية متعددة الأطراف فى إفريقيا، إن مساعدة الأفارقة على البقاء فى ديارهم من خلال تنمية مستدامة لها ثمن باهظ حيث تحتاج نحو 1 تريليون دولار لـ «مقاومة المناخ» للبنية التحتية التى تحتاجها.

والتى ستتكلف بحد ذاتها 2.3 تريليون دولار. ويقول القادة الأفارقة إن الصين والولايات المتحدة وأوروبا، التى تنتج مجتمعة أكثر من 50٪ من انبعاثات العالم، يجب ان تساعد فى تمويل هذا الجهد.

لقد مر أكثر من عقد من الزمان منذ أن التزمت الدول الغنية بمساعدة الدول الفقيرة فى العالم على خفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ بما يصل إلى 100 مليار دولار سنويًا. إلا أنهم لم يلتزموا بما وعدوا به.


ويقدر القادة الأفارقة أن التكيف مع تغير المناخ-من خلال تحصين السواحل ضد ارتفاع مستويات سطح البحر، ومكافحة التصحر وبناء طرق وجسور مقاومة للمناخ-سيتطلب 33 مليار دولار سنويًا، كما يقول باتريك فيركويجين، الرئيس التنفيذى للمركز العالمى للتكيف « GCA».

ويتعامل القرن الأفريقى حاليًا مع أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود على الأقل، مما يعرض 16 مليون شخص فى جميع أنحاء كينيا وإثيوبيا والصومال للخطر ويزيد من شبح المجاعة.. وفى مايوالماضى تسببت الفيضانات بجنوب إفريقيا.

وهى الأكثر فتكًا منذ ما يقرب من ثلاثة عقود فى حدوث انهيارات أرضية أدت لمقتل 435 شخصًا وتدمير آلاف المساكن.كما تسببت الفيضانات التى أعقبت الأعاصير فى حدوث أسوأ انتشار للجراد منذ ربع قرن، مما ترك 9.6 مليون شخص فى السودان بدون طعام ودفع آلاف المزارعين فى الصومال للهجرة.

وتخسر إفريقيا 4 ملايين هكتار من الغابات كل عام بسبب تدهور الأراضى، وتقلصت بحيرة تشاد بنسبة 90٪ فى السنوات الأربعين الماضية.

اقرأ ايضا | أوكرانيا ونزاعات أخرى دفعت إجمالي عدد النازحين لأكثر من 100 مليون شخص