أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، لاستكشاف المريخ الداخلي باستخدام التحقيقات الزلزالية، والجيوديسيا، والنقل الحراري مركبة الفضاء إنسايت (InSight) في مايو 2018، وقد هبطت بأمان على سطح المريخ في نوفمبر من نفس العام.
وكانت المهمة التي استغرقت عامين، تستهدف دراسة المناطق الداخلية العميقة للمريخ، لمعرفة كيفية تشكل الأجرام السماوية ذات الأسطح الصخرية، مثل الأرض، والقمر، وقد سجلت مؤخرًا تسجيلًا قياسيًا، لزلزالًا وحشيًا على سطح المريخ.
وإحدى أدوات إنسايت InSight الرئيسية لهذه المهمة، هي التجربة الزلزالية للهيكل الداخلي (SEIS)، وتأخذ وترصد هذه الأداة المستديرة على شكل قبة "النبض" أو الاهتزازات الزلزالية للمريخ، وباستخدام بيانات من SEIS ، توصل العلماء إلى اكتشاف جديد حول المستنقعات على سطح الكوكب الأحمر.
ويقترح علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) أن النشاط البركاني تحت سطح المريخ، يمكن أن يكون مسؤولاً عن إحداث زلازل متكررة تشبه الزلازل في منطقة معينة من الكوكب الأحمر.
وأظهر بحث جديد نُشر في Nature Communications أن علماء من ANU والأكاديمية الصينية للعلوم في بكين اكتشفوا 47 مستنقعًا لم يتم اكتشافه سابقًا تحت قشرة المريخ في منطقة تسمى Cerberus Fossae - وهي منطقة نشطة زلزاليًا على سطح المريخ يقل عمرها عن 20 مليون سنة.
وتشير النتائج إلى أن الصهارة في عباءة المريخ، لا تزال نشطة ومسؤولة عن الزلازل البركانية، على عكس المعتقدات السابقة للعلماء بأن هذه الأحداث ناتجة عن قوى المريخ التكتونية.
ووفقًا لعالم الجيوفيزياء والمؤلف المشارك البروفيسور هرفوجي تكالتشيك، من كلية أبحاث ANU لعلوم الأرض، فإن الطبيعة المتكررة لهذه الزلازل وحقيقة أنها تم اكتشافها جميعًا في نفس المنطقة من الكوكب تشير إلى أن المريخ أكثر نشاطًا زلزاليًا مما كان يعتقد العلماء سابقًا .
وقال البروفيسور تكالتشيتش: "وجدنا أن هذه الزلازل حدثت مرارًا وتكرارًا في جميع أوقات نهار المريخ، في حين أن الزلازل التي اكتشفتها وكالة ناسا، وأبلغت عنها في الماضي، بدت وكأنها حدثت فقط خلال منتصف الليل عندما يكون الكوكب أكثر هدوءًا".
وأضاف: "لذلك، يمكننا أن نفترض أن حركة الصخور المنصهرة في عباءة المريخ، هي الزناد لهذه المستنقعات الـ 47 المكتشفة حديثًا تحت منطقة «سيربيروس فوساي»."
اقرأ أيضا : ««المثابرة» تبدأ عمليات البحث عن وجود حياة على المريخ»
