المخرج العالمي باز لورمان يكشف كواليس فيلم «ألفيس بريسلي ELVIS»

فيلم ELVIS
فيلم ELVIS

إنجي ماجد

شارك المخرج الأسترالي الكبير باز لورمان، في دورة مهرجان “كان” السينمائي الأخيرة بأحدث أعماله السينمائية “Elvis”، وهو العمل الذي على الرغم من أنه حاز على وقفة تحية وتصفيق طويل من الحضور بعد عرضه، إلا أن النقاد لم يعجبوا به بشكل كبير، لكن لورمان الشهير بكونه أحد أكثر صانعي الأفلام حدة وتمسكا بأرائه، بدا أنه يتعامل مع الفيلم على أنه قطعة فنية تتحدث عن نفسها.

 

لورمان الذي تواجد لأول مرة في مدينة “كان” قبل 30 عاما مع عمله الإخراجي الأول “Strictly Ballroom”، والذي تذكر أنه كان يكافح به لإحداث أي ضوضاء ينال بها إعجاب الصحافة والنقاد، بالتأكيد لم يحدث ذلك مع فيلمه”Elvis”، وهو ملحمة موسيقية حول أسطورة المطرب الأكبر في التاريخ.

بالطبع سيطرت الرؤية المتوهجة الحرة المميزة للورمان على روح الفيلم - الذي تطرحه استوديوهات “وارنر بارزرز” في دور العرض نهاية الشهر الجاري - في تقديم صورة حية لألفيس بريسلي - والذي يلعب دوره الممثل أوستن بتلر - وهي الصورة التي رواها مدير أعماله سيء السمعة الكولونيل توم باركر - ويجسد دوره النجم توم هانكس - وهو الذي ساعد في أن يجعل من بريسلي نجما، رغم أنه كذلك تلاعب به وسيطر عليه.

 

وسواء كنت تصنف بريسلي علي أنه “ملك موسيقى الروك آند رول”، أو حتى تراه على أنه أفضل نموذج للفنان الذي يشكل الوعي الثقافي، يسعى لورمان من خلال “Elvis” لاحياء قوة بريسلي كقوة فنية جذرية،  تشكلت من موسيقى البلوز السوداء، ليجد نفسه وقد صار بشكل غير متعمد تهديدا لتيار الموسيقى الرائجة في أمريكا.

 

خلال وجوده في المهرجان، تحدث باز لجريدة ”ABC News” الأمريكية عن فيلمه، ليطلق عدد من التصريحات النارية نقرأها في الحوار التالي..

 هل كانت رؤيتك ”Elvis” قائمة على الابتعاد تماما عن صورة السيرة الذاتية التقليدية؟

لم أخطط مطلقا لتقديم فيلم سيرة ذاتية بمعناه التقليدي، فأنا أتبع الأسلوب الذي كان يقوم به ويليام شكسبير، فهو يأخذ شخصية تاريخية وانطلاقا منها يستكشف فكرة عظيمة وملهمة، ومن أعظم الأفلام التي سارت على هذا النهج “Amadeus”، فأنا من أشد المعجبين به، وهو في الحقيقة لا يتعلق بموتسارت، لكن الفيلم يقوم بالأساس على فكرة الغيرة.

وقد وجدت أن تلك أنسب رؤية لتقديم “Elvis”، فسواء كنت تحب الموسيقى أو لا تحبها، يظل بريسلي أسطورة ممتدة منذ الخمسينيات وحتى السبعينيات، وكنت أرغب حقا في أن أناقش بالفيلم فكرة الفن مقابل التجارة.

 قمت في الفيلم بتناول حياة بريسلي وكأنها محاطة بالمعارك الثقافية والتاريخ الأمريكي والحرية من جانب، في مواجهة جانب آخر وهو سلطات القمع.. فهل تعتبر أن هذا الفيلم هو في نهاية المطاف فيلم عن أمريكا؟

بالفعل، هو عمل مرتبط تماما بفلسفة أمريكا الجيدة والسيئة والقبيحة، ففي رأيي كان ألفيس يمثل إحدى القوى المسيطرة على المجتمع الأمريكي، وهو الذى نشأ في أحد البيوت البيضاء القليلة في مجتمع السود، قبل أن يصبح أحد الوجوه البيضاء القليلة في “Club Handy” في شارع “بيل” - مسقط رأس “البلوز” والتي صارت فيما بعد موسيقى الـ”روك آند رول” -  بإختصار بريسلي كان شاهدا على فترة تعد من أهم فترات تاريخ المجتمع الأمريكي، ومن هنا تعاملت معه ليس كمطرب أسطوري فحسب، لكن على أنه مؤثرا في التاريخ الموسيقى الحديث.

 توفى بريسلي عن عمر ناهز 42 عاما، وطوال حياته لم يقم بأي جولة خارج الولايات المتحدة - وكما يظهر في الفيلم - كان يعيش كالسجين في لاس فيجاس بنهاية حياته.. هل جاء “إلفيس” مثل فيلمك “روميو وجولييت” مأساة تراجيدية؟

بريسلي كان يتمتع بروح مثابرة لا تيأس بسهولة، لكنه في سنواته الأخيرة شعر أنه لن ينجو بنفسه من الحالة التي تم فرضها عليه، لتكون ماسأته أن يظل محاصرا في ذلك الكازينو، من قبل شخص احتاج إلى إبقائه هناك لأسباب شخصية، وكانت هذه بداية مرحلة فساد روحه، لتكون حياته بدون أدنى شك من أكثر القصص التراجيدية في عالم المشاهير.