عادل العسومى رئيس البرلمان العربى لـ «الأخبار»

رئيس البرلمان العربي: الرئيس السيسي يمتلك إرادةً على تغيير الحياة المصرية للأفضل

عادل العسومى رئيس البرلمان العربي خلال حواره مع الأخبار
عادل العسومى رئيس البرلمان العربي خلال حواره مع الأخبار

«مصر – السيسى» تسير فى الطريق الصحيح نحو البناء والتنمية بإرادة سياسية وشعبية تستحق الإشادة

نحمّل المجتمع الدولى مسئولية الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة ضد الشعب الفلسطينى

نحتاج لتكتل اقتصادى عربى لمواجهة التحديات الراهنة

وضع على عاتقه هموم الشعوب العربية، ومنذ توليه منصبه رئيسًا للبرلمان العربى كان شغله الشاغل أولًا وأخيرًا القضية الفلسطينية ومواجهة التعنت والصلف الإسرائيلى تجاه المقدسات الإسلامية، لم يتراجع عن مواقفه الثابتة للدفاع عن القضايا العربية من المحيط إلى الخليج..

هو برلمانى بحرينى مخضرم  يملك من الشجاعة أن يجاهر بالحق العربى فى التوحد والوئام والتكامل التام..

يفنّد العراقيل والعقبات ويضع الحلول والتفاهمات، حتى أضحى الصوت العربى الذى تدوى كلماته فى كافة المحافل الدولية ممثلًا عن البرلمان العربى الذى يعد صوت الشعوب العربية قاطبة..

فى حواره الذى اختص به جريدة «الأخبار» فى تلك المرحلة الراهنة من عمر المنطقة العربية كشف عادل بن عبد الرحمن العسومى رئيس البرلمان العربى، الكثير من التحديات والمخاطر التى تواجه وتحيط بالمنطقة العربية، وطالب بوجود تكامل اقتصادى عربى ينقذ الشعوب العربية من مخاطر المجاعة والاستجداء من الآخر ..

وإلى نص الحوار  :

فى بداية الحوار وجه «العسومى» جزيل الشكر إلى الإعلام العربى الهادف، وخص بالذكر دار أخبار اليوم العريقة التى تعد من أهم المدارس الصحفية فى العالم، كما وجه جزيل الشكر لجريدة الأخبار والقائمين عليها لما لها من دور كبير وفعال فى صياغة الخبر الصحفى الهادف والمسئول، فى ظل موجات إعلامية من مواقع إليكترونية وفضائية تبث الفتن ولا تلتزم بالمصداقية ولا معايير العمل الصحفى، مؤكدًا أن مدرسة الأخبار الصحفية لاتزال من المدارس الصحفية الثابتة فى نقل الخبر وصياغة التقارير ونقل هموم المواطن العربى من المحيط إلى الخليج بقدر من الكفاءة والمهنية والمصداقية العالية، كما لها مكانة كبيرة فى نفوس الجميع.

ما دور البرلمان العربى فى المرحلة الراهنة وسط حالة من عدم الاستقرار والصراعات العربية؟
 

منذ توليت مسئولية رئاسة البرلمان العربى الذى يمثل برلمانات جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج، أسعى إلى جعل البرلمان العربى نشطًا على الدوام ومطلعًا على كافة القضايا العربية بل ومشاركًا فى وضع الحلول وتقارب وجهات النظر من أجل الاستقرار والمضى نحو التنمية وتحقيق الرخاء لجميع الشعوب العربية، ويضع البرلمان العربى ضمن مسئولياته تحقيق الآمال والطموحات للأمة العربية مهما كانت الصعاب والمعوقات، «لكننا نسعى جاهدين وبفضل تكاتف جميع أعضاء البرلمان من جميع الدول العربية إلى نقل نبض الشعوب العربية لصانعى القرار وخاصة جامعة الدول العربية التى تعد المنبر العربى الذى يعكس ضمير الأمة».. فالقضايا العربية الراهنة تحتاج إلى تدبر وطرح الرؤى والنقاش البنّاء والطرح الأمثل للخروج من كافة المشاكل التى تحيط بنا من كل جانب وتعرقل تقدم الشعوب العربية ورقيّها، وهو الأمر الذى يحتاج من الجميع إلى التكاتف ونبذ الفرقة والتعصب والنظر إلى المستقبل بعين ثاقبة والوعى بأن التوحد والتكامل هو سبيل النهوض بالأمم وتقدمها وأن العنف والخلاف والتعصب مصيره الجهل والتخلف والرجعية وعدم الاستقرار.


تكتلات اقتصادية


ذكرتم فى معرض حديثكم أن العالم العربى يمر بتحديات كبيرة تحتاج إلى تكاتف، ماذا يعنى ذلك؟

الحقيقة التى لا يمكن إغفالها أن المنطقة العربية جمعاء تمر بمنعطف خطير وتحديات جسيمة، وهو الأمر الذى يجعلنا نطرح العديد من المبادرات للمضى قدمًا نحو طرح الحلول وتجاوز المحن والأخطار التى تحيق بنا من كل جانب..

إن العالم من حولنا يتغير ويتجه نحو التكتلات الاقتصادية العابرة للقارات..

هناك عقبات كثيرة تواجهنا لا نستطيع أن ينكرها أحد، لكن يجب علينا التغلب على تلك المشكلات والعقبات فى سبيل تحقيق الرفاهية والرخاء لشعوبنا..

بالفعل لدينا تكتلات، لكن على الاسم فقط وعلى أرض الواقع الأمر مختلف تمامًا..

لقد حان الوقت أن تتحول تلك التكتلات العربية إلى صيغة تنفيذية تستفيد منها الشعوب العربية وهو ما نسعى للوصول إليه بشتى الطرق المشروعة .

أضحى دور البرلمان العربى هو الصوت العالى دفاعًا عن القضايا العربية ما هى النتائج؟

بالفعل، البرلمان العربى بما يمثله من أعضاء تم ترشحهم من قبل جميع برلمانات الدول العربية، يشكل رحم الشعوب العربية، وهى مسئولية كبيرة علينا لا يمكن أن نتراجع أو نتخلى عن هذا الدور المهم والفعال فى طرح المبادرات ونشجع على تجاوز الخلافات وندافع عن قضايا الأمة ونتصدى بحزم إلى كل ما ينال من آمال وطموحات الشعوب العربية..

بالفعل هذا دورنا الحقيقى، كما أننا نسعى جاهدين إلى تحريك الأطراف العربية والدولية الفاعلة لكى تشترك مع البرلمان العربى فى تحريك الأمور والقضايا العربية، والعمل على أن تكون لدينا رؤية عربية قادرة على التصدى لما يُحاك للأمة العربية من فتن ونزاعات، بالإضافة إلى دور البرلمان العربى فى خدمة القضايا العربية والحفاظ على مقدرات الأمة العربية .

تطلعات وآمال

لكن ما زالت الآمال والطموحات تنقصها إرادة عربية للتنفيذ، أليس كذلك؟


هذا صحيح ..

نحن نحتاج إلى إرادة عربية قوية وشجاعة على تنفيذ تطلعات وآمال وطموحات الشعوب العربية..

لكن أعتقد أن هناك , وفى ذلك التوقيت , إرادة عربية على التوافق والتكامل وتحقيق آمال الشعوب العربية..

والحقيقة أرى امتلاك الرئيس عبد الفتاح السيسى لإرادة وقوة وإصرار على البناء والتنمية وتغيير كافة مناحى الحياة المصرية للأفضل..

وفيما يخص الشأن العربى يسعى الرئيس السيسى بقوة وإرادة خالصة للم الشمل العربى، من خلال إيمانه الشديد بأن تكون الأمة العربية قوية متماسكة قادرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات، ما يعكس قدرًا كبيرًا من الإرادة العربية الجامعة..

وأؤكد أن الرئيس السيسى داعم رئيسى للعمل العربى المشترك والدفاع عن قضايا الأمة العربية، كما أن «مصر ــ السيسى» تسير فى الطريق الصحيح نحو البناء والتنمية بإرادة سياسية وشعبية قوية تستحق الإشادة والتقدير..

وهناك أمر آخر يُحسب للرئيس السيسى، ألا وهو دعمه الكامل وتشجيعه المتواصل للبرلمان العربى فى كافة المحافل الدولية والعربية، مما يعطينا دفعة قوية للعمل والمضى للأمام نحو طرح الحلول لكافة القضايا العربية، والقيام بدورنا نحو الشعوب العربية.

هل هذه إرادة منفردة أن هناك سعياً نحو تحقيق إرادة عربية مشتركة؟

الإرادة العربية موجودة، لكنها تحتاج إلى قرار للتنفيذ.. جميع القادة العرب يسعون إلى تحقيق الطموحات للشعوب العربية، لكن لما تمر به المنطقة العربية من تحديات كبيرة وخلافات ونزاعات فى عدد من الدول العربية يجعلنا فى أمسّ الحاجة إلى صوت العقل والمنطق..

هناك وجهات نظر متقاربة للعديد من القادة العرب، وهناك رؤى مشتركة وتفاهمات متبادلة وتشاور مستمر، الهدف منها السعى نحو تجاوز المحن والتحديات، ولا يمكن أن ننتقص من دور أحد فالجميع يقوم بدوره على أكمل وجه لكن كما ذكرت نحتاج إلى توحيد الإرادة وتنفيذ القرارات التى تحقق تطلعات الشعوب العربية جمعاء .

إجماع عربى

تمر المنطقة العربية فى الآونة الحالية بظروف وتحديات صعبة.. هل هناك إجماع عربى على التوافق وحل الخلافات؟

بالفعل، تمر منطقتنا العربية بالعديد من المحن والتحديات التى تحتاج إلى تضافر الجهود والسعى نحو حل الخلافات بشيء من الحكمة، لكننى أؤكد أن هناك توافقًا فى وجهات النظر ودعمًا متواصلًا من القادة العرب لبعضهم البعض..

أقول إن الأمة العربية تستحق منا الكثير وواجب علينا جميعًا أن نبذل المزيد من أجل لم الشمل العربى ونبذ العنف ووقف الصراعات..

وأشير أيضًا إلى أن هناك جانبا مثمرا فى مؤسسات العمل العربى المشترك، حيث نتبادل الرؤى ونطرح الأفكار ونقدم الحلول.


حقوق الإنسان


ماذا عن المرصد العربى لحقوق الإنسان الذى تم الإعلان عنه فى وقت سابق؟


الدول العربية مستهدفة من منظمات مشبوهة، وخاصة فى مجال حقوق الإنسان، والدول العربية ذات سيادة كاملة ولا يمكن لأحد أن يتجاوز هذا الأمر..

والمرصد العربى لحقوق الإنسان جاء لضرورة وضع مؤشرات صحيحة لحالة حقوق الإنسان فى المنطقة العربية وليكون أداة فعالة فى عملية تطوير وتحديث المنظومة الحقوقية..

كما يُساهم المرصد فى كشف المؤشرات الإيجابية لملفات حقوق الإنسان فى الدول العربية، وهو حائط صد منيع أمام الادعاءات غير الحقيقية التى تطلقها بعض المنظمات المشبوهة ضد الدول العربية بين الحين والآخر، وتتخذ تلك المنظمات من ملف حقوق الإنسان ذريعة للتدخل فى شئون الدول العربية من خلال تقارير مغلوطة ومعلومات غير حقيقية يتم الحصول عليها من جماعات وتنظيمات غير مسئولة..

المرصد العربى يتابع ملف حقوق الإنسان عربيًا، وخاصة ما تشهده بعض الدول من تطور كبير فى هذا المجال، وخير ذلك ملف حقوق الإنسان فى مصر الذى شهد تطورًا كبيرًا يشهد له القاصى والدانى، بل تمكنت مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى من ترسيخ عدد من المفاهيم والأسس والمبادئ الراسخة والمتكاملة فى مجال حقوق الإنسان تضاهى ما يشهده العالم المتقدم فى هذا المجال، كما أن ما تشهده مصر من تقدم كبير فى مجال حقوق الإنسان يأتى انعكاسًا لنجاح الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقها الرئيس السيسى والتى عكست حرص مصر وقيادتها الرشيدة على إعلاء قيم واحترام حقوق الإنسان تماشيًا مع ما تشهده مصر من تنمية شاملة فى كافة مناحى الحياة، وأولها البشر والمواطن المصرى وضمان حقوقه وصون حريته، انطلاقًا مع إعلان الجمهورية الجديدة التى أعلنها الرئيس السيسى لمصر المستقبل..

وبجانب ذلك شهدت مملكة البحرين تطورًا مذهلًا فى ملف حقوق الإنسان بناء على توجيهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وإطلاقه مسيرة جديدة من ملف حقوق الإنسان للارتقاء بالمواطن البحرينى ومنحه كافة حقوقه المشروعة، وخير دليل على ذلك تبنى الأمم المتحدة مبادرة يوم الضمير العالمى وهو إنجاز دولى جديد يضاف إلى مملكة البحرين من أجل تعزيز السلام العالمى والرقى بحقوق الإنسان وحقه فى حياة كريمة ومستمرة.

الأشقاء العرب

حدثنا عن العلاقات الخارجية لمملكة البحرين؟

تتميز مملكة البحرين بالرشد والعقلانية والمبادئ الثابتة فى علاقاتها الخارجية، وتحرص على أن تكون عنصرًا إيجابيًا فى المنظومة العربية من خلال علاقات ود واحترام متبادل مع الجميع، وفق رؤية الملك حمد بن عيسى، السباق دومًا فى دعم القضايا العربية والوقوف بجانب الأشقاء العرب فى كافة المِحن والتحديات..

وهناك تطابق فى وجهات النظر وتبادل الأفكار بين ملك البحرين والرئيس عبد الفتاح السيسى فى كافة القضايا العربية، بل وهناك تشاور مستمر على مدار الساعة بينهما حول كافة المشكلات والتحديات التى تمر بها المنطقة العربية، وهو ما يعكس أواصر التعاون المصرى البحرينى فى كافة القضايا العربية ودعم العمل العربى المشترك.


ماذا تمثل القضية الفلسطينية بالنسبة للبرلمان العربى وسط صلف وتعنت إسرائيلى ضد حقوق الشعب الفلسطينى؟


القضية الفلسطينية هى قضية الساعة بالنسبة للبرلمان العربى، وهى قضيتنا المركزية التى تعيش فى قلوبنا، ولا يشغلنا عنها أية قضية أخرى، لأنها قضية كل عربى وكذلك المسلمون والمجتمع الدولى، وهذا واجبنا ولن نتراجع لحظة عن دعم القضية الفلسطينية ضد التعنت من جانب قوات الاحتلال التى تتمادى على مدار الساعة فى عدوانها الغاشم ضد الشعب الفلسطينى، وتعد تلك الاعتداءات جرائم حرب ممنهجة ضد الإنسانية، وتعكس استخفاف قوات الاحتلال بقواعد القانون الدولى وكافة قرارات الشرعية الدولية واستفزازًا لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين من جميع دول العالم، لما تقترفه سلطات الاحتلال من تعديات ومداهمات للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى فلسطين وخاصة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.

القضية الفلسطينية


وما الدور الذى يقوم به البرلمان العربى لدعم القضية الفلسطينية؟

بكل تأكيد يقوم البرلمان العربى بتحرك دبلوماسى برلمانى عربى على كافة المستويات لكشف ما تقوم به سلطات الاحتلال من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته، ووجهنا خطابات إلى الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ومن بينها الاتحاد البرلمانى الدولى ورؤساء البرلمانات الإقليمية، طالبنا خلالها تحملهم المسئولية كاملة لما يتعرض له الشعب الفلسطينى يوميًا من تنكيل وقتل وتشريد وطمس للهوية العربية .


كان للبرلمان العربى دور محورى فى عقد منتدى تعزيز التكامل الاقتصادى العربى الذى استضافته القاهرة.. ما دلالات توقيت عقد هذا المنتدى؟


إن توقيت عقد منتدى تعزيز التكامل الاقتصادى العربى يأتى وسط تحديات عالمية وعربية تستوجب من الجميع التضافر والتكاتف لمواجهة التحديات، وجاء المنتدى ليعد مبادرة من البرلمان العربى بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التى يرأسها الدكتور ناصر  القحطانى، لتعزيز التكامل الاقتصادى العربى والبحث عن تشكيل تكتل عربى إقليمى لمواجهة التحديات العالمية.


الإمكانيات البشرية

هل نحن فى حاجة لمبادرات عربية جديدة للخروج من الأزمات التى تواجهها المنطقة العربية؟

 نحن فى موقف صعب مما يجرى من حولنا من تغيرات عالمية أثرت بالسلب على اقتصاديات الشعوب العربية..

نحن نحتاج إلى إرادة حقيقية لتكتل اقتصادى عربى متكامل يضاهى التكتلات الاقتصادية العالمية والإقليمية، وخاصة أننا نملك كافة الإمكانيات البشرية والطبيعية التى تؤهلنا إلى المنافسة العالمية ومواجهة التحديات والمخاطر التى تحيط بالمنطقة العربية من كل جانب، ولا ينقصنا فقط إلا وجود خطة عربية يتم الاتفاق عليها ووضع جدول زمنى لتنفيذها، وأتمنى اليوم الذى أرى فيه تكتلًا اقتصاديًا عربيًا من المحيط إلى الخليح، يرفع شعار «صنع فى الوطن العربى»، وينقذ الشعوب العربية من مخاطر المجاعة والاستجداء من الآخر. 

إقرأ أيضاً|ترحيب مجلس التعاون الخليجي بنتائج الاجتماع الوزاري المشترك مع لافروف