فوق الشوك

الحوار الوطنى

شريف رياض
شريف رياض

 دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى لا يمكن لعاقل أن يرفضها لأنه كما قال الرئيس إن مصر تتسع للجميع ولابد أن تشارك كل القوى الوطنية فى وضع أجندة إصلاح سياسى واقتصادى نحن فى أمس الحاجة إليها.


 الدعوة حققت بلا شك حراكاً فى المياه الراكدة بالشارع السياسى وفتحت للديمقراطية الحقيقية بابا يجب أن يظل مفتوحا لأنه بدون الديمقراطية لا يمكن أن يتحقق أى إصلاح سياسى أو اقتصادى.


 المهم أن يتم الإعداد الجيد لهذا الحوار ـ الذى لم يتم تحديد موعده بعد ـ حتى لا يتحول إلى «مكلمة» لا تصل إلى النتائج المرجوة.. وأهم ما يجب أن يتوفر قبل البدء فى هذا الحوار هو توافر الإرادة لنجاحه.. لا أقصد بالطبع إرادة النظام فقط بل إرادة كل الأطراف المشاركة.


 الإعداد للحوار وإدارته أسندا إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب وهو إسناد وإن بدا غريبا بالنسبة للبعض لكنه يحقق الحيادية فى إدارة الحوار فلم يسبق للأكاديمية الوطنية للتدريب أن دخلت طرفا فى أى صدام سياسى مما يؤهلها لتولى هذه المهمة بنجاح.


 الدعوة للمشاركة فى الحوار وتقديم أوراق عمل تجرى مناقشتها وجهت إلى جميع الأحزاب المستقرة والتى لا تشهد صراعات على رئاستها ـ وهذا شيء طبيعى ومقبول ـ وجميع النقابات والجامعات والهيئات المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى لكنها لم توجه إلى جماعة الإخوان المسلمين التى تستجدى الآن بشتى الطرق اللحاق بقطار الحوار لكنهم لن ينالوا هذا الشرف فمن تلطخت أيديهم بالدماء ومن خططوا لإسقاط الدولة لا يمكن أن يكون لهم دور فى إعادة بناء مصر ولا أعتقد أن يختلف أى عاقل أيضا على هذا المبدأ.


 نأتى إلى الأطراف والقوى المشاركة فى الحوار.. نريد منها أوراق عمل موضوعية مدروسة بدقة تعلى مصلحة الوطن فوق أى شيء.. وبالنسبة لمدة الحوار يجب أن تمتد إلى الحد الذى يكفى لمناقشة كل القضايا وألا يتم أى شيء على عجل.. الوقت فى  أيدينا ولتأخذ كل الأطراف المشاركة حقها فى عرض وجهة نظرها.


الحديث عن القضايا التى سيناقشها الحوار سيأتى فيما بعد بعدما تتضح الصورة عن ملامح هذا الحوار وأهدافه.


 لا يفوتنى فى هذا المجال الإشادة بقرارات العفو عن عدد من المحبوسين احتياطيا أو التى صدرت ضدهم أحكام فى قضايا الرأى والتى تصدر بقوائم متتابعة تؤكد أن هناك تغييرا حقيقيا فى المناخ السياسى نرحب به ونشجع عليه.


محنة وزيرة الهجرة


 فى موضوع اتهام نجل وزيرة الهجرة د.نبيلة مكرم عبيد فى قضية قتل بالولايات المتحدة هالنى بوست على السوشيال ميديا يصف ما حدث بأنه «فضيحة نجل وزيرة الهجرة» ما هذا الإسفاف والتجاوز والخروج عن كل الأعراف والتقاليد فى تناول أى قضية.. إذا ثبتت التهمة الموجهة لنجل الوزيرة سينال جزاءه طبقا لقانون الولاية التى شهدت الواقعة فما الفضيحة فى ذلك حتى نسارع بوصف ما حدث أنه فضيحة حتى قبل أن تتكشف أية تفاصيل عن الواقعة والدوافع وراء ارتكاب هذا الشاب الذى يعمل فى الولايات المتحدة جريمة قتل .. هذه الدوافع ستكون أمام المحكمة بلا شك وستدرسها بعناية قبل صدور الحكم  فى ١٧ يونيو الحالى.


 قلبى مع الوزيرة المحترمة والقديرة د.نبيلة مكرم عبيد ودعوات المصريين عبر كل وسائل التواصل الاجتماعى فى الأيام الأخيرة تتمنى من الله أن يفك كربها وكرب أسرتها وأن يخرجها من هذه المحنة بأقل الخسائر.. وكم كانت رائعة وهى تصدر بيانا عبرت فيه عن الأزمة التى تعيشها أسرتها وأنها لا علاقة لها بواجباتها ومسئولياتها كوزيرة.


ربنا معاكى أيتها الأم والوزيرة المحترمة.