بسم الله

عواجيز الفرح !

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أحسن جمهور فريق ليفربول الإنجليزى حين احتفى بلاعبيه رغم خسارة دورى أبطال أوروبا، شاهدنا الاستقبال الرائع من الجمهور للفريق بكامله، وخاصة نجم مصر الدولى محمد صلاح، وهو ما يؤكد أن الرياضة منافسة شريفة فيها فائز ومهزوم، ونحن هنا للأسف نتعامل مع صلاح بطريقة سخيفة أقرب إلى المثل الشائع «عواجيز الفرح»، نوجه له الانتقادات اللاذعة، ونتصيد له الأخطاء، ونسرف فى كلمات الغمز واللمز والسخرية، للأسف هذه الألفاظ تخرج من عواجيز الفرح الذين عجزوا عن تحقيق تمثيل مشرف لمصر فى العالم .

وعواجيز الفرح، هم الذين ينتقدون العروسة والعريس فى حفل زفافهما، ولا يبطلون تريقة وسخرية عليهما، ويتصيدون الأخطاء الساذجة لتضخيمها وإشاعتها بين الناس لإفساد الفرح، هم أيضا الذين فشلوا فى الزواج وتحقيق الأحلام، هم الكارهون لأى نجاح، هم أصحاب القلوب والصدور السوداء، بما فيها من غل وحقد وحسد على نعمة منحها الله لعبد من عباده، هم ليسوا رياضيين ولا يفهمون معنى الرياضة والمنافسة الشريفة، هم الذين يكرهون أنفسهم، ويكرهون الخير لغيرهم، هم بلاشك فى نار جهنم وبئس المصير.

محمد صلاح أيقونة مصرية وهبها الله مهارة، وخلقاً، وطيبة لترفع اسم مصر عاليا فى كل مكان، هو الشاب المصرى المتألق فى أوساط الرياضة عالمياً، هو الإنسان الخير الذى لم ينس بلده وأهل بلده، أنا شخصيًا افتخر به كأحد اللاعبين الأفذاذ الذين سطروا التاريخ فى عالم كرة القدم، فإذا أضفت إلى هذا الإنجاز خلقه الرفيع وأدبه الجم، وروحه المصرية الأصيلة، فأنت أمام شخصية فريدة تقود القوة الناعمة المصرية فى العالم .

نصيحتى للمصريين، لا تلتفتوا إلى عواجيز الفرح، اتركوهم يأكلون أظافرهم حقداً على النجاح، والزمن كفيل بتلاشيهم لأنهم يأكلون أنفسهم .! ثم أين السيد وزير الشباب والرياضة من ذلك؟!. لماذا لا يصدر بياناً يدعم فيه نجم مصر العالمى محمد صلاح، ربما يكون مشغولاً فى افتتاح صالة بلياردو فى أحد الأندية.
دعاء: ربنا افرغ علينا صبرا، وتوفنا مسلمين.