الاحتلال فى حالة تأهب.. حماس تعلن «الاستنفار العام»

الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تلعب بالنار.. والأمم المتحدة تطالب بتجنب التصعيد

قوات الاحتلال تشتبك مع فلسطينيين فى القدس
قوات الاحتلال تشتبك مع فلسطينيين فى القدس

انتشرت عناصر الجيش والشرطة الإسرائيلية اليوم بكثافة فى مناطق متفرقة من الأراضى المحتلة، وأعلنت شرطة الاحتلال حالة تأهب واستعداد قصوى، قبل ساعات من بدء «مسيرة الأعلام» التى ينظمها الإسرائيليون سنويا فى ذكرى احتلال الشطر الشرقى من مدينة القدس خلال حرب 1967، وهى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. 


وقال المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، المفتش ياكوف شبتاي: تستعد شرطة إسرائيل لفعاليات «يوم القدس» فى جميع أنحاء البلاد، مع انتشار معظم قواتنا الميدانية، مؤكدا أن القوات جاهزة لأى سيناريو. 


وأكد جيش الاحتلال اليوم تنفيذ قواته وقوات من جهاز الأمن الداخلى وحرس الحدود «عمليات استباقية ووقائية» فى الضفة الغربية أفضت إلى اعتقال أربعة أشخاص.

ونشر الجيش أعدادا كبيرة من جنوده فى منطقة باب العمود فى القدس على خلفية الاشتباكات المتوقعة بسبب «مسيرة الأعلام» التى تهدد  بتفاقم التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 


ومنعت قوات الاحتلال فلسطينيين من دخول المسجد الأقصى. واعتدت على مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني، فيما اعتقلت الشيخ رائد دعنا. واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال فى مختلف المناطق بمدينة الخليل.

وأصيب شاب (22 عاما) بالرصاص الحي، فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطى على فتى آخر (17 عاما). 
وزار النائب الإسرائيلى اليمينى المتطرف إيتامار بن غفير باحة المسجد الأقصى حيث شوهدت أيضا مجموعة كبيرة من اليهود الذين كانوا يهتفون لإسرائيل ويغنون.

وزعم إيتمار بن غفير لدى وجوده فى الباحة أن للكيان الصهيونى السيادة فى القدس.  كما زار رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق، بنيامين نتنياهو، أمس حائط البراق. وقام عدد من المستوطنين برش غاز الفلفل على الفلسطينيين المرابطين فى منطقة باب الحديد، أحد أبواب المسجد الاقصى. 


وفى تصريحات استفزازية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالى بينيت، أن رفع علم إسرائيل فى القدس هو «أمر طبيعي». وأضاف أثناء زيارته لحائط البراق «نتعهد بأن القدس لن تقسم أبدا.» وتابع «نحتفل اليوم بتوحيد القدس عاصمتنا الأبدية التى سيرفع فيها علم واحد». 


فى تلك الأثناء، دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط تور وينيسلاند الإسرائيليين والفلسطينيين الى «أقصى درجات ضبط النفس». وقال «رسالة المجتمع الدولى واضحة: تجنبوا تصعيدا جديدا».


وحذرت الفصائل الفلسطينية من «اقتحام المسجد الأقصى» من جانب المشاركين فى المسيرة والتى يشارك فيها عادة القوميون اليهود، وأعلنت حماس «الاستنفار العام».

ودعت الفصائل إلى «الخروج إلى الشوارع رافعين العلم الفلسطيني، والاشتباك المفتوح مع العدو فى نقاط التماس».  ودعت حماس عشية المسيرة، الفلسطينيين، إلى التجمع فى الأقصى «لإفشال مخططات الاحتلال».

فلسطينية متأثرة بالغازات التى تطلقها قوات الاحتلال

واعتبر المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم اليوم أن مسيرة الأعلام ما هى إلا «استفزاز حقيقى وكبير لشعبنا... وعبث بصواعق تفجير سبق ان تسببت فى إشعال معركة سيف القدس»، فى إشارة الى حرب غزة الأخيرة. 

من جانبها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن «إسرائيل تلعب بالنار بلا مسئولية وبتهور شديد من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات بالقدس المحتلة وتصعيد عمليات القتل»، وشددت على أن  «المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، لا يمكن أبدا القبول بتدنيسها». 


وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «إسرائيل تستهتر بالمجتمع الدولي، ولا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتعتبر نفسها فوق القانون»، مطالبا المجتمع الدولى.

وخاصة الإدارة الأمريكية بـ»تحمل مسئولياتها، تجاه ما يجري، وعدم التعامل بازدواجية». وأوضح أن «كافة إجراءات الاحتلال فى القدس المحتلة تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الذى يعتبر القدس ضمن الأراضى المحتلة عام 67» مشددا على أن «إسرائيل أصبحت دولة معزولة فى العالم جراء جرائمها، وعدم التزامها بالقرارات الدولية».


من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية استمرار الإسرائيليين بانتهاك الوضع القائم للمسجد الأقصى. ونددت باقتحام رموز وحاخامات المدارس الدينية الظلامية وعضو الكنيست المتطرف بن غافير، للمسجد.

وأوضحت أن جيش الاحتلال اعتدى ونكل بالمصلين والمعتكفين واقدم على إغلاق المصلى القبلى بالسلاسل الحديدية. وطالبت الوزارة المجتمع الدولى والإدارة الأمريكية بـ»الخروج عن صمتهم المريب.

وأكدت الخارجية أن «غياب تحرك دولى عاجل لحماية الشعب الفلسطينى عامة والمقدسيين ومقدساتهم بشكل خاص، يعتبر تواطؤا مع انتهاكات واعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويوفر لها الغطاء والحماية، ويكشف عدم مصداقية المواقف الدولية المعلنة باعتبارها جزءا من سياسة إدارة الصراع وليس حله».

اقرأ ايضا | الجيش اللبنانى يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى اللبنانية المحتلة