كتب: منى ربيع
لم يدرك الحاج ” محمد ” أن الخلافات بينه وجاره ” اشرف ” ستجعله يقضي ايامًا وليالي بالحجز لاتهامه بتهمة مخلة بالشرف وهي محاولة الاعتداء جنسيًا على جارته الشابة زوجة أشرف والتي في عمر ابنته لمجرد أنه فكر في إخراجه هو وزوجته من المنزل الذي يمتلكه وإنهاء عقد الإيجار الذي بينهما.. تفاصيل القضية مثيرة من بدايتها حتى انصفت محكمة الجنايات الحاج محمد وبرأته من هذا الاتهام المخجل.
ترجع تفاصيل القضية إلى عدة أشهر عندما ذهبت احدى السيدات وتدعى هبه في الرابعة والعشرين من عمرها وهي تبكي غير مهندمة الثياب إلى قسم شرطة شبرا الخيمة، كانت تحمل في يديها ” كيس بلاستيك” به عباءة مهلهلة.
طلبت هبه تحرير محضر لصاحب المنزل الذي تسكن فيه، مؤكدة في أقوالها انها لم تكن تتخيل أن صاحب المنزل الذي تسكن به وتعتبره مثل والدها حاول التعدي عليها جنسيًا ومزق ملابسها وبعدها انهمرت هبه في البكاء وكان ذلك في الساعة التاسعه مساءً.
طلب منها ضابط القسم أن تهدأ حتى يستطيع أن يستمع لأقوالها، وبدأت هبه تدلي بأقوالها: في الساعة الخامسة مساء خرجت لشراء بعض احتياجات المنزل، وعندما عادت اكتشفت انها فقدت مفتاح الشقة وبسلامة نية نزلت إلى الحاج محمد في الدور الاول وهو صاحب البيت طلبت منه الاتصال بزوجها حتى يرسل لها احد بالمفتاح وبالفعل نفذ لها طلبها.
وطلب منها ان تصعد إلى الدور الذي تسكن به وتظل امام شقتها وعندما يأتي من يبعثه زوجها سوف يرسله لها بالمفتاح أو سيرسل لها المفتاح مع احد ابنائه، وبعد حوالى ربع ساعة فوجئت بالحاج محمد يصعد اليها ومعه المفتاح قائلا لها : انه لم يجد احدا يرسل معه المفتاح.
وبعدها طلب منها أن يساعدها ويفتح باب الشقة وهي تحمل الاكياس التي بها طلبات المنزل حتى تدخل سريعًا، وبالفعل نفذت ما طلبه منها وبمجرد دخولها الشقة فوجئت به ينظر إليها نظرات مريبة حيث كان يتفحص جسدها وكأنه ذئب بشري وفجأة وجدته يدفعها أرضًا ويمزق عباءتها ويتحسس أجزاءً حساسة من جسدها.
وتضيف: كنت أقاومه بشدة واستطعت دفعه وصرخت، هنا خاف من رد فعلى ونزل على شقته وبعدها اتصلت بزوجي واخبرته وأكد أنه سيأتي مسرعًا ليتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة.
وأمام النيابة كررت هبه أقوالها التي أدلت بها في محضر الشرطة، لتأمر النيابة بضبط واحضار الحاج محمد والذي انكر الاتهامات التي وجهتها له النيابة، إلا أن تحريات المباحث جاءت لتؤكد ما ادعته هبه مما جعل النيابة تقرر حبس الحاج محمد اربعة ايام على ذمة التحقيقات وفور انتهاء التحقيقات أحالته النيابة إلى محكمة جنايات شبرا الخيمة.
وهناك مثل الحاج محمد داخل قفص الاتهام بينما جاءت هبه بصحبة زوجها، وهناك أصرت على نفس أقوالها والتى قالتها في محضر الشرطة والنيابة.
وهنا طلب دفاع الحاج محمد الحديث ومناقشة هبه : في البداية سألها عن توقيت الاعتداء عليها حيث أكدت ان صاحب البيت حاول الاعتداء عليها في السادسة مساء ولم تنف اتصالها بزوجها وإخباره بمحاولة الاغتصاب وعندما سألها لماذا انتظرت لأكثر من ثلاث ساعات حتى تبلغ عن الواقعة لم تستطع الاجابة.
واكتفى دفاع الحاج محمد بتلك الأسئلة وأكد في مرافعته أن هناك تناقضًا في أقوال المدعية وزوجها الذي اكد أنه سيحضر مسرعًا ولكنه استمر في عمله حتى الساعة العاشرة مساءً مما يؤكد عدم معقولية الواقعة فمن هو الزوج الذي يعلم بأن زوجته تعرضت لمحاولة اعتداء جنسي من صاحب المنزل ولا يأتي بالرغم أن عمله يبعد عدة امتار عن المنزل .
وكانت المفاجأة الثانية أن زوج المدعية حرر محضرًا في الساعة العاشرة والنصف لابن الحاج محمد يتهمه فيه بالتعدي عليه بالسب والضرب أي بعد محضر زوجته بساعة ونصف ولم يذكر فيه محاولة اعتداء والده على زوجته جنسيًا أو أن سبب الخلاف ما وقع لزوجته مؤكدًا أن سبب الخلاف هو نزاع على محل السكن.
وعندما بدأت المحكمة في مناقشة هبه وزوجها بدأ كل منهما يرتبك وتناقضت أقوالهما مما تسرب الشك إلى هيئة المحكمة وكذلك قررت استحالة الواقعة واصدرت حكمها ببراءة الحاج محمد وإلزام المدعية بالمصروفات واتعاب المحاماه.