صلاح.. «قصة حب» مع البطولات الأوروبية.. خاض 3 نهائيات في 5 نسخ متتالية

صلاح
صلاح

 

محمد حامد


حيّر من يتابع مشواره، لا يتوانى فى البحث عن التواجد فى مركز إشعاع النجاحات والإنجازات، من الصعب أن يسير على دربه إلا من يتحلى بصفاته، فهو يمتلك من الجلد والصبر والطموح ما يجعله لا يُقارن بغيره، يتابع نواقصه وأخطاءه ليقللها، يجعلها لا تُرى مقارنة بمميزاته الفنية المبهرة، شخصيته القيادية نمت مع الوقت لتحتل شوارع مدينته، نعم أصبحت مدينته، فمن كان يتوقع أن تتغنى جماهير ليفربول باسم مواطن عربى مصرى دون غيره، فهو كما يُقال فى الدارج «صاحب اللعبة» محتكر الأرقام القياسية،

أجبر الجوائز على الخضوع له، إنه محمد صلاح، نجم ليفربول الذى وصل بنفسه وبالكرة المصرية لأعلى مناطق المجد، كان آخرها اليوم، حينما كان يتواجد على أرضية ملعب ستاد دو فرانس بالعاصمة الفرنسية باريس حيث مقر نهائى دورى أبطال أوروبا لكرة القدم الذى خاضه للمرة الثالثة فى تاريخه خلال خمس نسخ متتالية مع «الريدز» ليسطر تاريخاً ويتسلق هرم المجد الكروى الذى بدأ فى تشييده منذ عشر سنوات احتراف، ومازال أمامه الكثير ليقدمه، أو كما يُقال بالعامية.. ولسه!


جدارية تُلخص.. ونشيد مذهل
مشوار صلاح الاحترافى غنى عن التعريف إلا أنه لا يشعرك بالملل، وسنعيد التركيز على بعض نقاطه خلال السطور القادمة، إلا أنه لا مانع من البداية من حيث انتهينا مؤخراً، ففى الفترة الأخيرة ذاع صيت جدارية خاصة بصلاح زينت أحد المبانى بمدينة ليفربول، شهدت رسمتين لصلاح خلال مباراتين مختلفتين خاضهما مع الفريق.


هذه الجدارية التى علق صلاح نفسه عليها ابتهاجا بها، تُلخص ما استطاع تحقيقه خلال السنوات الماضية مع فريقه الإنجليزى.
فليس من السهل اختيار لاعب ممثلاً عن الفريق فى كم الإنجازات التى وصل إليها ليفربول مؤخراً، كتعبير عن دوره الفريد، وهو بالطبع دور لم يسبقه إليه لاعب مصرى أوعربى وقد يكون أفريقيا أيضاً.


ومن ضمن الأشياء الدالة على رحلة «مو» التاريخية، النشيد الذى تتغنى به جماهير ليفربول باستمرار منذ سنوات، «مو صلاح.. مو صلاح.. يركض على الجناح.. صلاح الملك المصرى»، هذا الأمر من الصعب تكراره حتى أن ميسى ورونالدو رغم امتلاكهما قلوب عشاق أنديتهما إلا أن تكرار نشيد لهما بهذه الاستمرارية والوضوح لم يحدث من قبل .


فيض من الإصرار
وبالنظر لما فعلته جماهير ليفربول احتفاءً بمشوار صلاح الذى مازال مستمراً، فهو مشوار يستحق التأمل مهما أصبح هذا التأمل تقليدياً ومعتاداً وتتناوله الاستوديوهات التحليلية وكل وسائل الإعلام، بداية من احترافه فى ناد متوسط فى أوروبا غير معروف بالنسبة لنا فى مصر، حتى أنه لم يكن الأكثر صيتاً فى جيله بمنتخب الشباب، كان مميزاً، ولكنه لم يكن الأفضل فى وجهة نظر الكثير من المتابعين.
توج مع الفريق السويسرى ببطولتى دورى، ثم انتقل إلى عالم آخر فى كرة القدم، إلى تشيلسى فى الدورى الإنجليزى حيث الدورى الأقوى فى كرة القدم.
لم تنجح تجربة صلاح مع تشيلسى، وخرج لفيورنتينا الإيطالى بحثاً عن متنفس جديد يعيده إلى ساحة التألق أوروبياً، وحصل على مراده الذى نقله من فيورنتينا إلى روما حيث نادى العاصمة فى إيطاليا وكان نقطة التحول الرئيسية فى تفكير وطريقة لعبه تحت قيادة المدرب الإيطالى سباليتى.
وسط تألق صلاح مع فيورنتينا وروما كان هدفه وكل تفكيره يتجه صوب الدورى الإنجليزى يريد أن يعود مجدداً، أن يثبت للجميع عدم الحكم عليه بشكل كاف من مورينيو مدرب البلوز آنذاك، وبالفعل لم يمض سوى عامين تقريباً، ليعود صلاح للدورى الأقوى فى العالم من بوابة ليفربول فى عام 2017، لينتهى بذلك أول فصل فى تاريخه حول فيه الانكسار لانتصار.
2018.. وتحول آخر
يعد عام 2018 من أصعب الأعوام فى مسيرة صلاح الاحترافية، فهو العام الشهير الذى خرج مصاباً من نهائى دورى الأبطال أمام الريال، ليخسر أول مغازلة منه لحلم التتويج بالبطولة الأعرق أوروبيا، إصابته كانت حديث العالم، وخسارته للقب كذلك، إلا أن إصراره كالعادة لم يتوقف، وفى الموسم الذى تلاه حقق البطولة على حساب توتنهام بهدف سجله من ضربة جزاء.كان فى نفس العام أيضاً قد شارك مع منتخبنا فى مونديال روسيا وخسر المنتخب الثلاث مباريات وخرج بأداء ونتائج هزيلة فى أول مشاركة لصلاح، ولكنه نجح فردياً فى تسجيل هدفين.
خلال السنوات الأربع التى تلتها وصولاً إلى الآن حقق صلاح إنجازات تاريخية كالتتويج بالبريميرليج بعد غيابه عن الفريق لمدة 30 عاماً، تكرار الحصول على الحذاء الذهبى، الاقتراب من الحصول على الأفضل فى العالم، وللمشوار بقية من المؤكد أنها لن تخلو من إنجازات جديدة.