هل يتم تجاوز أزمات العام الماضى؟

بعبع امتحان الثانوية العامة في «اختبار» صعب!

امتحان الثانوية العامة
امتحان الثانوية العامة

كتب: أحمد جمال

قبل شهر من انطلاق امتحانات الثانوية العامة تعالت الأصوات المطالبة بضرورة وضع حلول مسبقة للأزمات التى وقعت خلال أول امتحانات بنظام البابل شيت فى العام الماضي، وذلك لتلافى تلك الأخطاء وعدم تكرارها مرة أخرى، ما يتطلب اتخاذ جملة من الإجراءات الإدارية والتنفيذية التى تضمن سلامة الامتحانات هذا العام.

 

تركزت مطالب أولياء الأمور والطلاب الذين استطلعت آخرساعة آراءهم على ضرورة إتاحة نماذج إجابات لأسئلة الامتحانات لمزيد من الثقة فى إجراءات التصحيح ووضع آليات مختلفة للتظلمات عن التى جرى اتخاذها العام الماضى وتسببت فى تشكيك طلاب كُثُر فى درجاتهم، وإتاحة نماذج تدريبية على الامتحانات على موقع الوزارة الإلكتروني، وإعلان ضوابط لطريقة الإجابة عن ورقة االبابل شيتب بصورة سليمة حتى لا يفقد الطلاب أى درجات.

وانعكس تزايد وتيرة معدلات الغش بأشكاله المختلفة فى امتحانات الشهادة الإعدادية وسنوات النقل تحديداً على مستوى الصفين الأول والثانى الثانوى على مخاوف الكثير من أولياء الأمور الذين يخشون تكرار الأمر فى امتحانات الثانوية العامة، وطالبوا بضرورة وضع إجراءات تأمينية وتقنية مكثفة لكشف أى محاولات تسريب أو تداول أسئلة الامتحان مع أهمية توفير الحصانة المطلوبة للمراقبين فى كافة اللجان الامتحانية على حد سواء بما لا يسمح بتكرار ظواهر ارتبطت بالغش الجماعى فى عدد من اللجان.

 

وأثارت امتحانات العام الماضى جدلاً واسعًا نتيجة عدم قدرة الطلاب الحصول على نماذج إجابات للامتحانات التى خاضوها ولم تفصح الوزارة عنها حتى الآن، وجاء الرفض الواسع من الطلاب اعتراضاً على قرار الوزارة فى ظل انخفاض كبير بمجاميع الطلاب لأول مرة منذ سنوات، ما دفع الكثيرين للمطالبة بضرورة عقد امتحانات تجريبية للطلاب قبل انطلاق امتحانات هذا العام، وهو أمر لم تتخذ الوزارة قرارًا بشأنه بعد، وسط توقعات بعدم إجراء امتحانات تجريبية خلال الأيام المقبلة.

من جانبها، قالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف جروب أولياء أمور مصر على موقع فيسبوك، إن مخاوف الطلاب وأولياء الأمور هذا العام تتعلق بعدم وضوح الرؤية فى العديد من الإجراءات المرتبطة بالامتحان، وعلى رأسها عدم إتاحة نماذج الإجابة للتعرف على الإجابات الصحيحة والخاطئة إلى جانب وضع أسس وضوابط تتسم بشفافية أكبر فيما يتعلق بعملية التظلمات وهو ما يحقق الطمأنينة المطلوبة للطلاب وتجعلهم أكثر ثقة فى حصولهم على حقوقهم.

 

وأضافت أن وزارة التربية والتعليم اعتادت على مدار السنوات الماضية إتاحة نماذج الإجابة للطلاب للاستفادة منها والتأكد من حصول كل طالب على حقه غير أنها لم تستجب لكافة المناشدات التى انطلقت منذ العام الماضى وحتى الآن للمطالبة بإتاحتها دون أسباب مقنعة، ما يجعل الكثير من أولياء الأمور على قناعة بأن الإجابات ستخلق حالة جدلية بسبب اختلاف الحل من معلم لآخر بما يشير إلى أن الامتحانات تفوق مستويات الطلاب الفكرية والذهنية.

 

وأوضحت أن الوزارة لم توفر حتى الآن فيديوهات توضيحية لطريقة الإجابة عن أسئلة ورقة االبابل شيتب وهناك حاجة للتعرف إلى المحاذير التى قد يقع فيها الطالب وتسبب حرمانه من درجات السؤال، وماهية الخطوات السليمة حال كانت لدى الطالب رغبة فى تغيير إجابته أثناء المراجعة، وفى حال الكشط هل سيضمن الطالب درجة السؤال أم أنه سيكون قد فقدها؟، مشيرة إلى أن هناك مخاوف أيضًا من أن تكون النتيجة الموضوعة على الماسح الضوئى أثناء عملية التصحيح الإلكترونى مختلفة عن نموذج الأسئلة لأن الوزارة تضع أربعة نماذج مختلفة فى ترتيب الأسئلة، ما يتطلب مزيدًا من التطمينات لأولياء الأمور والطلاب من خلال الاطلاع على أوراقهم الامتحانية وكذلك نماذج الإجابات للتأكد من صحة موقف التصحيح الإلكترونى.

 

وثمنت الحزاوى جهود الوزارة لمساعدة الطلاب من خلال توفير المنصات التعليمية الإلكترونية، غير أنها سلطت الضوء على عدم وجود نماذج استرشادية فى اللغة الألمانية سواء فى بنك المعرفة أو منصة حصص مصر، وتساءلت: اكيف يستطيع الطالب أن يتدرب على النظام الجديد فى الأسئلة؟، ويؤكد العديد من أولياء الأمور أن حدوث أخطاء وشكاوى من امتحانات اللغة الألمانية العام الماضى يتطلب توفير أسئلة لتدريب الطلاب عليها وعلى مخرجات التعلم المطلوبة من الطالب فى كل درس، فطالب اللغة الألمانية هذا العام يعانى قلقا وتوترا ولا تزال عالقة فى الذاكرة مشاهد الصراخ والعويل للطلاب بعد امتحانات اللغة الألمانية ونسبة الملاحق والرسوب الكبيرة.

 

فى المقابل، أوضح مجدى مدحت، مؤسس جروب انافذة على التعليمب على موقع افيسبوكب، أن ضوابط الإجابات على االبابل شيتب مازالت غامضة بالنسبة إلى الكثيرين، وهو أمر لا يجب أن يحدث فى ثانى أعوام تطبيق التجربة، كما أن هناك طلابا لديهم هواجس من التأثيرات السلبية لإتاحة المسودات داخل ورقة الإجابة على االبابل شيتب، لأن ذلك قد يترتب عليه أخطاء فى أثناء عملية دخول الورقة تحت جهاز الماسح الضوئى المستخدم فى التصحيح.

 

وأشار إلى أنه بالرغم من العوامل الإيجابية التى حققتها المنصات الإلكترونية التى أتاحتها الوزارة وغيرها من المنصات الموجودة حاليًا، فإنها بحاجة لقدر من الانضباط لأن كثرتها وتقديمها محتويات تعليمية مختلفة تسبب فى تشتيت الطلاب وأضحت هناك قناعة بأنها تستهدف الاستيلاء على أموال أولياء الأمور فى مقابل تقديم خدمة لا تضاهى قيمتها، خاصة أن منصة احصص مصرب التابعة لوزارة التربية والتعليم لم تتِح بعد المراجعات النهائية قبل أقل من شهر على الامتحانات.

وأثنى مدحت، على القرارات الأخيرة للوزارة فيما يخص جدول امتحانات شهادة الثانوية العامة لمراعاتها الفروق الزمنية بين كل مادة وأخرى وكذلك السماح بورق أبيض لاستخدامه كمسودات أثناء الامتحانات، وناشد الوزارة بإتاحة امتحان إلكترونى تدريبى للطلاب بصيغة pdf يقوم الطلاب بتحميله وطباعته ورقيا بالمنزل ويكون مرفقا معه ورقة ابابل شيتب جاهزة للطباعة يتدرب الطالب على كيفية الإجابة عنها مع ضرورة أن توضح الوزارة طريقة التعامل مع ورقة البابل شيت.

 

وأكدت جيهان عزالدين، ولية أمر طالب بالصف الثالث الثانوي، أن مطلبها الرئيسى هذا العام هو مراعاة الطلاب ضعاف البصر أو من قد يتعرضون للخطأ نتيجة وجود 60 سؤالاً بشكل متتال أسفل بعضها البعض دون وجود فواصل بصرية بينها، ما قد يؤدى لإجابة سؤال مكان آخر، والأمر قد يترتب عليه الإجابة عن باقى الأسئلة بطريقة خطأ، مطالبة بأن يكون هناك فاصل بين كل خمسة أو ستة أسئلة لمراعاة الطلاب الذين لديهم مشكلات فى التركيز أو الرؤية.

 

وأضاف أن الطلاب لديهم مخاوف من الأسئلة التعجيزية والتى يعتبرونها مطاطية أو من خارج المنهج فى حين أن الوزارة تؤكد أنها أسئلة تقيس مخرجات التعلم، فى حين أو وقت الامتحان لا يتماشى مع حاجة الأسئلة للتفكير وأن العام الماضى شهد شكاوى عديدة من عدم قدرة الطلاب على الانتهاء من الإجابات فى الوقت المناسب، ولو كان هناك إمكانية لإدخال تعديلات على جدول الامتحان فإننا نطالب بزيادة الوقت المخصص لها.

 

وشددت على أن خوض الطلاب امتحانات المواد غير المضافة إلى المجموع قبل خوض المواد الأساسية يساهم فى تشتيتهم ويعطلهم عن الاستعداد للمادة الأولى، فى حين أنهم اعتادوا خلال العامين الماضيين على أنها واجب منزلى وبالتالى لم يمنحوها الاهتمام المطلوب طوال العام، وقد يكون العامل الإيجابى الوحيد فى ذلك أنها تزيح رهبة الامتحانات قبل خوض المواد الأساسية.

وتعاملت وزارة التربية والتعليم بشكل إيجابى مع مطالب أولياء الأمور بإتاحة ورقة المفاهيم مبكراً وأعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية التعليم إتاحة امجلدات مفاهيمب لطلاب الثانوية العامة قبل امتحانات نهاية العام، وكتب الوزير عبر حسابه الشخصى على موقع افيسبوكب: إتاحة 3 مجلدات مفاهيم رقميا، يوم غد الخميس (26 مايو)، لطلاب الصف الثالث الثانوى، موضحا أن الأول لطلبة علمى علوم، والثانى لطلبة علمى رياضة، والثالث لطلبة أدبي، وتابع: تتاح المجلدات بصورتين: PDF + Ebook، كى يتعرف الطلاب عليها قبل الامتحان بشهر كامل وسوف تطبعها وتوزعها الوزارة أثناء الامتحانات.

 

ومن المقرر يكون نظام أسئلة امتحانات الثانوية العامة مثل العام الماضي، فى ورقة منفصلة بها مسودات، إضافة إلى االبابل شيتب الذى يتضمن أماكن اختيار الإجابات حسب الأسئلة، على أن توزع درجات كل مادة على عدد الأسئلة ولا يوجد تغيير فى درجات المواد الدراسية والمجموع الكلى للثانوية العامة أو قواعد القبول بالجامعات، وستكون النهاية العظمى لمجموع درجات الثانوية العامة، كما هى 410 درجات كالسنوات الماضية، ولم يصدر عن الوزارة أى قرارات لدخول الطالب أكثر من فرصة امتحانية خلال نفس العام ويًعقد الامتحان بواقع دورين الأول بالدرجة الكاملة للمادة والثانى بنصف الدرجة لمن يدخل الاختبار بدون عذر قانونى، أما من يدخل اختبار الدور الثانى بعذر يحصل على الدرجة الفعلية للامتحانات.