نحن والعالم

دائرة الرعب

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

 استقبل العالم أخبار الفيروس الجديد «جدرى القرود» بحالة من الهلع الشديد.. وعلى الرغم من ان اجمالى حالات الإصابة حول العالم، حتى كتابة هذه السطور، لم يتجاوز الــ ٢١٩ حالة مؤكدة، الا ان خروج الفيروس من مناطق استيطانه فى وسط وغرب افريقيا، وانتشاره فى أكثر من ١٨ دولة فى أقل من 20 يوماً تطور مرعب يعيد للأذهان سيناريو «كورونا» الذى بدأ كفيروس محلى فى يوهان الصينية ولم يعر له العالم انتباهاً حتى تفاجأ بتحوله فى شهور قليلة لوباء مرعب اجتاح دول العالم وأصاب أكثر من نصف مليار شخص. 

ولأن «اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى» آثر البعض التهويل والتعامل مع الفيروس على انه «مشروع وباء تحت الانشاء»، ليبدأ تسليط الضوء عليه اعلامياً وتنطلق حملات البحث عن لقاحات له وأجهزة للكشف عنه.. وغيرها من اكسسوارات الوضع الوبائى المعروفة. 

فى المقابل، فضّل العقلاء تبنى نظرية «التهوين» من شأن الفيروس معتمدين على حقيقة ان «جدرى القرود» ليس وافداً جديداً على العالم، حيث ظهر لأول مرة بين البشر عام 1970 فى الكونغو، وعلى مدار الـ52 عاما التالية عاود الظهور اكثر من مرة، حيث ظهر فى نيجيريا عام 2017، وفى الولايات المتحدة عام 2003 مسجلاً 47 إصابة فى 6 ولايات.

وفى السودان وأجزاء أخرى من افريقيا عام 2005، ثم عاد للظهور فى الكونغو فى 2009 وفى افريقيا الوسطى عام 2016، ثم العام الماضى حالتين قادمتين من نيجيريا إلى الولايات المتحدة. 

ويرى أصحاب هذه النظرية ان وضع هذا الفيروس تحت عدسة مكبرة خدم مصالح الكبار. والمقصود بهم هنا شركات الأدوية وتصنيع اللقاحات التى تربحت من أزمة كورونا بشكل قد يغريها بالبحث دائماً عن «بعبع» جديد يخيف العالم ويفتح لها باب سبوبة جديدة تجنى منها المليارات. 

وحتى لا نصبح ضحية للتهوين أو فريسة لأصحاب نظرية التهويل، علينا ان نتذكر ان الفيروسات رفيق البشر «اللدود» وستظل باقية طالما ظلت البشرية قائمة، وانتشارها امر طبيعى طالما ان العالم بات قرية مفتوحة، وما عانيناه من جائحة كورونا لا يعنى ابداً ان نظل حبيسين فى دائرة مفرغة من الرعب المستمر.