سفير فلسطين بالأمم المتحدة: «نحن نقتل بسبب هويتنا.. وإسرائيل ترانا أهدافًا مشروعة»

سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور
سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور

 قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن الفلسطينيين لا يُقتلون من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب ما يفعلونه، بل بسبب هويتهم. 

وأضاف منصور، في كلمة له خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي، "نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير.. نحن جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد منا في مأمن"، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو أن يعيش الفلسطينيين مع الخوف والاستسلام.

وتابع قائلا: "إذا كنت فلسطينياً، فأنت هدف مشروع، ويمكن لإسرائيل أن تقرر ما إذا كنت ستعيش أو تموت.. لا حصانة لأي فلسطيني، وإفلات كامل من العقاب لكل إسرائيلي". 

واستنكر قائلا: "ومع ذلك، يشعر البعض بالقلق على أمن إسرائيل، في حين لا ينعم فلسطيني واحد بالأمان في أي مكان.

وعقد مجلس الأمن الدولي عدة اجتماعات في الأسبوع الخاص بحماية المدنيين وقت النزاعات، من بينها اجتماعات تناولت القضية الفلسطينية وجوانبها، وهي الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، والنقاش العام حول حماية المدنيين في وقت النزاعات، واجتماعا خاصا حول حماية الصحفيين في وقت النزاعات دعت إليه أيرلندا، العضو في مجلس الأمن، وتناول قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

اقرأ أيضًا: مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب يوافق على تنظيم مؤتمر نصرة القدس في فلسطين

وقال منصور "عندما نتحدث عن التهجير القسري، أريدكم أن تتخيلوا الأسرة التي تعيش في خوف دائم بسبب اقتلاعها من منزلها، والكوابيس التي تطارد أطفالها، وهو ما يحدث الآن في مسافر يطا. وتخيلوا أنكم والدا غيث يامين، الفتى الذي يبلغ من العمر 16 عامًا، والذي كتب بالفعل في هذه السن المبكرة وصيته".

ومضى يقول: "تخيلوا كيف ستشعرون بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه في مؤخرة رأسه. وكتب في وصيته: إذا كنت سأموت فلا تضعوني في الثلاجة، فلا أحب البرد. واعثروا لي على مكان لدفني إلى جانب الأطفال الآخرين، فأنا لا أحب أن أكون وحدي". 

وأكد منصور قائلا: "أطفالنا يتعرضون للقتل والاعتقال والتشريد والمضايقة كل يوم، فمن يحميهم من حرب تشنها إسرائيل ضد جيل فلسطيني تلو الآخر!".

وأردف: "الشعب الفلسطيني يواجه العدوان والضم والاحتلال منذ عقود"، متسائلا: "متى نتوقع أن تصلنا الشحنة القادمة من الأسلحة للدفاع عن أنفسنا وأرضنا؟ ما هي الدفعة التالية من العقوبات التي سيتم فرضها على إسرائيل؟ متى ستتم زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وكم عدد المحققين الذين نتوقعهم؟ متى ستنعقد القمة المقبلة حول المساءلة وهل نتوقع المزيد من التعهدات بتوفير موارد غير محدودة وإرادة سياسية لمحاسبة إسرائيل؟".

وواصل حديثه قائلا، "هذا هو الواقع الذي يعيشه شعبنا كل يوم: التهجير القسري، والتجريد من الملكية، والحرمان من الحقوق، والتمييز، والموت. نحن الفلسطينيون نحاول، من يوم ولادتنا إلى يوم موتنا وما بعده، إيجاد الحياة في مكان ما بينهما، ولا توجد عواقب لمن يتسببون في مثل هذا الألم والمعاناة لملايين الفلسطينيين. وكيف تعتقدون أن إسرائيل ستغير سلوكها طالما المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا؟".

كما وضع منصور قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة مرة أخرى أمام مجلس الأمن، وقال: "كانت شيرين شخصا استثنائيا لكن قتلها من قبل اسرائيل للأسف ليس استثناءً. فاستمرت شيرين في سرد قصص شعبها على أمل أن تساعد بطريقة ما في تغيير مجرى التاريخ. قصة مقتل شيرين هي نفس القصة التي كانت تنقلها. الفرق هو أن العالم هذه المرة عرف الضحية. نحن لا نُقتل بسبب ما نفعله، بل بسبب هويتنا. نحن لا نُقتل بالخطأ، ولكن كجزء من مخطط كبير، يهدف إلى التأكد من أننا جميعًا نفهم أنه لا يوجد أحد في مأمن، حتى نعيش مع الخوف والاستسلام".

وأكد أن اغتيال إسرائيل لشيرين أبو عاقلة كشف للعالم عن نمط استهداف الصحفيين الفلسطينيين، مع إفلات تام من العقاب، حيث تقوم إسرائيل بشكل منهجي بقتل واحتجاز ومضايقة وترهيب ومهاجمة الصحفيين الفلسطينيين، ومنذ بداية هذا العام، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 40 صحفيًا، وفي السنوات العشرين الماضية، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 صحفيًا فلسطينيًا، ولم يُحاسب أحد على عمليات القتل هذه.

وأشار منصور إلى أن اغتيال إسرائيل لشيرين يأتي أيضًا على خلفية الذكرى الأولى لقصف إسرائيل لبرج الجلاء، الذي يضم وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة وغيرها، ذلك خلال هجومها على غزة المحتلة المحاصرة.

وتحدث منصور عن أنه في فلسطين المحتلة لا حصانة لصحفي، أو رئيس، أو عامل صحي، أو موظف في الأمم المتحدة، أو مزارع، أو طفل، أو رضيع، أو حامل، أو مسن، أو مزدوج الجنسية، أو وزير، أو ضابط، أو قاض.