د. أحمد الشحات يكتب.. الدب الروسى وسط دوائر الحصار

د. أحمد الشحات
د. أحمد الشحات

ما زالت حالة الصراع الروسى الأوكراني تلقى بالمخاوف وتزيد من مشاعر التوجس والحذرعلى المجتمع الدولى بأسرة،خاصة مع تنامى تداعياتها على كافة المستويات،ومع إنتقال تطورات الموقف من مرحلة لأخرى بشكل متفاوت، ظهرت التحركات الأخيرة لتعطى في تحليلها بروز محاولات الولايات المتحدة والدول الغربية وضع روسيا في دوائر حصار مخنلفة في مسار الصراع،أتناول أبرزها من خلال الآتى:


أولها دائرة الحصار على المسار العسكرى وذلك من خلال إستمرار الدعم الغربى لأوكرانيا بمواصلة إمدادها بالأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة بهدف زيادة قدرتها على الصمود والمقاومة أمام الهجمات الروسية الأمر الذى يساهم في إطالة أمد الأزمة وإستنزاف القدرات الروسية وتصدير فكرة محدودية فاعليتها إرتباطاً قدرتها على حسم للحرب رغم التقدير بحدود ذلك في ظل تفاوت الإمكانيات.


وثانيها الأقتصادى،حيث الإصرار على مواصلة توقيع المزيد من العقوبات على روسيا بشكل عنيف ومتنوع،والتي صنفت بأنها الأكبر على مدى التاريخ.بالإضافة لإعلان الإتحاد الأوروبى بدء إتخاذه إجراءات تقلص من إعتماد دوله على مصادر الطاقة الروسية خلال المنظور القريب لمجابهة ورقة الضغط الأبرز التي ترفعها دائماً روسيا.


وثالثها السياسى ،في ضوء الضغط السياسى المتواصل على صعيد المنظمة الأممية،والمنظمات التابعة بالتوسع في القرارات الإقصائية لروسيا في مختلف المجالات،بالأضافة لحث دولتى فنلندا والسويد بطلبهما الانضمام لحلف الناتو كمسار ضغط موازى يدخل روسيا في حسابات سياسية أخرى ويتطلب منها رد فعل يتراوح بين الموافقة والترحيب بشروط أسوة بموقفها مع النرويج سابقاً أو فتح جبهة قتال أخرى غير مستعدة لمواجهتها حالياً.


ختاماً:أثبتت تطورات الأزمة بأن ما يحدث فى سياقها مغامرة إستراتيجية غير محسوبة من روسيا وسط استعراض قوة غير مبرر،ترتب عليها ردود فعل غربية غير متزنة إستحضرت من خلالها حرب بالوكالة غير مناسبة بهدف تحقيق مصالح واضحة وكاشفة،ولم تضع أطراف الصراع ومؤيديهم مدى تداعيات الأزمة على دول العالم في تقديراتها بشكل واقعى وموضوعى،كما أتسمت الأزمة بالتحركات العشوائية في التعامل من كافة الاطراف،الصورة في مجملها يتحمل فاتورتها المجتمع الدولى عامةً والدول النامية خاصةً، وكذا تقيس قدرة الأنظمة على التعامل مع تأثيرات الأزمات المختلفة،ومهما كانت النتائج فالكل خاسر والشعوب دائما هي من تدفع الأثمان.
 
د . أحمد الشحات : مدير مركز شاف للدراسات المستقبلية
[email protected]