عاجل

ماذا بعد رحيل «حكايات العمر كله»؟

النجم الكبير الراحل سمير صبرى
النجم الكبير الراحل سمير صبرى

قبل 18 شهرًا تقريبًا ألف سمير صبرى كتابًا يقع فى 301 ورقة بعنوان "حكايات العمر كله"، قال فيه: "علمتنى الحياة أن الحب هو منبع كل جميل وكريم وعظيم، ومن خلال تعاليم الحب تعلمت الحياة"..

 

رحل النجم الكبير سمير صبرى، أحد الفنانين القلائل الذين شكلوا حلقة وصل لم تنكسر يوما بين أجيال عدة من الفنانين، فهو الممثل والمغنى وفنان الاستعراض والمنتج والإعلامى، الذى يعد أرشيفا متحركا لذكريات الوسط الفنى، حب سمير صبرى وإقباله على الحياة وتنوع اهتماماته جعل مسيرته استثنائية للغاية، فيما حاول الراحل أن يسرد بعضا من تفاصيلها العامرة فى كتابه، وهى حكايات تحمل أسرارا وشجنا خاصا لعقود طويلة من الفن عاصرها صاحبها بمنتهى الشغف، فهو ملك الأفراح.. برنس الشاشة الصغيرة.. سفير البهجة والسرور والإيجابية فى الحياة كما وصفه الدكتور يوسف إدريس.

 

يقول صبرى فى كتابه: "فى القاهرة شاء الله أن نسكن فى شقة على النيل فى عمارة السعوديين، وهى العمارة التى كان يسكنها مجموعة من كبار نجوم الفن، ومن بينهم عبدالحليم حافظ، وفى الأسانسير تعرفت إلى عبدالحليم بحيلة صغيرة، وقدمت له نفسى باعتبارى طفلًا أمريكيًا معجبا به اسمه بيتر، وواصلت هذه الخدعة أو "الكدبة البيضاء" لمدة عام وحصلت من خًلالها على صور واسطوانات عبد الحليم موقعة منه "إلى بيتر" حتى اكتشف حليم الخدعة وعرف أننى ابن جاره اللواء جًلال صبرى، وصفح عنى".

 

إقرأ أيضاً | مخرج برنامج «ذكرياتي» يكشف كواليس تسجيل سمير صبري للحلقات الأخيرة قبل وفاته

هذه واحدة من حكايات الفنان الكبير سمير صبرى فى سيرته الذاتية "حكايات العمر كله" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، وهو الكتاب الذى يمكن اعتباره سيرة لجيل كامل من الفنانين المصريين والعرب.

 

خصص سمير صبرى مساحة كبيرة فى سيرته لجيل رافقه لسنوات طويلة، فيروى التاريخ غير الموثق لكبار الفنانين مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وسعاد حسنى، مرفقا هذه الحكايات النادرة بصور تعيد القارئ لزمن يحن إليه.

 

سمير صبرى، فنان يليق بكل الأزمنة، ابن مدينة الإسكندرية الذى عاصر تنـــوع سكانها الباهـــر، كان يعشـــق مهنتــه وانطلقــت مســـيرته مـــنذ أفــلام الأبيض والأســود، ثم السبعينيــات والثمــانينيــات مروراً بالتسعينيات وأوائل الألفــــية، وحــــتى قبيـــل فترة قصيرة من أزمته الصحية كان يصور فيلمـــــه الأخـــــير "حـــــدث فـــــى 2 طلعت حرب" مع المخرج مجدى أحمد على، الذى نال عنه جائزة أفضل ممثل من مهرجان الأقصر للسـينما الأفريقـية، وسلم فريق الفيلم الجائزة للراحل أثناء زيارتهم له فى المستشفى، حيث لم ينعزل أو يختبئ على الرغم من محنته، وكان يستقبل الزوار، وبينهم ميرفت أمين وإلهام شاهين وأشرف زكى والمخرج عمر عبد العزيز، وبشرى، وكُثر غيرهم.

 

وعن بداية مشواره الفنى يقول سمير صبرى فى كتابه: "إن عبد الحليم حافظ قدمه إلى الفنانة لبنى عبد العزيز، التى كانت تقدم خلال تلك الفترة برنامج ركن الأطفال فى إذاعة البرنامج الأوروبى".

 

ويبدو لنا بين سطور كتابه، كم كان هذا الفنان وفيًا لأحبته؛ حيث لم يقتصر الحديث فى الكتاب عن صبرى فقط ومحطات حياته كما يفعل الكثيرون، وإنما تحدث عن الكثير من نجوم الفن مثل: ليلى مراد وفريد الأطرش وعادل إمام وأم كلثوم وفاتن حمامة وشريهان.


سيظل سمير كما وصفه مفيد فوزى "سفير الإسكندرية.. مواهبه المتعددة مثل بحرها لا تعرف الصمت ولا الهدوء"، وفى كتابة قال "شكراً لأبى وأمي.. فقد علّمانى أن أحب ولا أكره ولا أحقد وأحببت مثلهما القراءة، خاصة القرآن الكريم".