اندريه زكي: الحوار الوطني دعوة للتجديد وقبول أفكار مختلفة 

القس اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية
القس اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية

- هناك رغبة جادة من الدولة المصرية لتطبيق القانون علي الجميع

- تقنين أوضاع 40% من قائمة الكنائس الإنجيلية 

- الكنائس انتهت من قانون الأحوال الشخصية.. والمشروع أمام وزارة العدل

- التجهيز لـ 3 حوارات مع شركاء أجانب بالتزامن مع الحوار الوطني 

- الهيئة الإنجيلية جزء من كل المبادرات الرئاسية

- مصر تساند الوجود المسيحي في الشرق الأوسط

 

أكد القس الدكتور اندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن دعوة الرئيس للحوار الوطني هي دعوة للتجديد، والرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث عن ضرورة أن يكون الحوار للكافة، وأن يكون هناك اتساع، وهذه العملية ستساعد صناع القرار للاستماع إلى أراء وتصورات ستكون مفيدة في المرحلة القادمة.

وقال إن الحوار الوطني سيفتح مساحات جديدة في مصر، في تنوع وتعدد، وقبول الأفكار الجديدة والمختلفة، وهي مساحة ستحدث فرقًا في المجتمع كله، وهذا ليس في إطار مواقف شخصية، ولكن في إطار مواقف عامة من أجل البلد، واتصور أن ذلك سيصل للرئيس، ومفيد لصانع القرار حتى يكون له قراءة للأفكار الموجودة.

وأضاف علي هامش مؤتمر الشباب وصناعة التغيير التي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية والمقام بأحد الفنادق بالإسكندرية أن الحوار الوطني مرتبط بالاستقرار، والاستقرار الأمني تحديدًا، فزيادة مساحة الأمان ومواجهة الإرهاب وتغير المشهد العالمي، يفتح مسارات جديدة ومنافذ جديدة.

وتابع قائلا " اقوم بزيارة إلى برلين الأيام المقبلة، وسوف التقى فيها بقيادات المجتمع المدني وكبرى الهيئات التنموية في أوروبا والعالم، والتقي ايضا برئيس مكتب الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية، ومقابلة مع شخص مسئول من حزب الخضر، ومقابلة مع عضو برلماني ألماني وهو عضو لجنة التنمية الاقتصادية في البرلمان الألماني، ثم سألتقي مع أسقف برلين في الكنيسة اللوثرية وهي من الشخصيات المؤثرة.

واستكمل، سألتقي بالمجموعة التي تجهز للحوار العربي الأوروبي في برلين، لوضع اللمسات الأخيرة للحوار وغيره، ولدينا حوار مصري ألماني، ثم اتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للإعداد للحوار المصري الأمريكي.

وأشار أن تلك البرامج كلها ستدور حول الحوار الوطني، والهدف أن يعرفوا الحقيقة، ونقل الصورة الحقيقية، لأن ما اكشتفه أن الآلة الإعلامية الغربية ستنقل الصورة التي تراها هي وبصورة مختلفة عن الحقيقة الموجودة، وهدفنا نقل الحقيقة كما تحدث في مصر وبناء الجسور، ولدينا علاقات واسعة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وسواء مع مفكرين أو أعضاء في البرلمان.

وأضاف أن اللقاء على مستويين، لقاء مع النخبة، ولقاء أخر سنتحرك فيه إلى الأقاليم في أسيوط، وسنقيم لقاءات مع المجتمعات المحلية، أي أن الحوار 3 مسارات، لقاء مع النخبة، لقاء مع الأقاليم، ولقاء في إطار الحوارات الدولية، للربط بين ما يحدث في المجتمع المحلي والدولي.

واشار رئيس الطائفة الانجيلية أن هناك رغبة جادة في التغيير وفيه إرادة سياسية، ولأول مرة في التاريخ الحديث في مصر، الدولة ملتزمة وجادة بتطبيق القانون على الجميع، ولأول مرة تختفي كلمة مختل عقلي في حالات كثيرة، وفي كل الحالات يطبق القانون على الجميع، وهناك إرادة سياسية لتطبيق القانون على الجميع، وليس هناك مجتمع سليم 100%.

وأضاف قائلا " أتوقع أنه سيتم التعامل مع نتائج الحوار الوطني، بجدية، وتطبيق القانون على الجميع يخلق مساحة من الأمن والأمان، وانه في السنوات الماضية وحتى الآن علاقة المسيحيين بالدولة علاقة جيدة للغاية جدًا".

وتابع أن الهيئة الإنجيلية جزء من كل المبادرات الرئاسية، ونشعر بسعادة باشتراكنا في مبادرة حياة كريمة، ونحن على الأرض لانتحدث في الغرف المغلقة، بل أمام الجميع ونرى كيف هذه المبادرات، ودائما خلال لقاءاتنا نسعى إلى حوار جاد وعميق يتناول القضايا الحقوقية، والأهم أن الحوار يتطرق إلى تحديات حقيقية، وقضية التعليم ستكون أهم النتائج التي يتعرض لها الحوار، وأصعب تغيير هو التغيير الثقافي، والتغيير المرتبط بمنظومة القيم والعادات والتقاليد، ونرى بعض التصريحات من المتطرفين، وهذا يمثل صدمة من الناس، ولكن التغيير الثقافي من أصعب الأمور ويحتاج إلى نفس طويل جدًا، كأنك تمسك مشرط وتتعامل مع جروح المجتمع.

واستكمل قائلا " لا أتصور أن ننجز في الحوار في أيام، وتغيير المنظومات الحاكمة في فكر الناس يأخذ وقت وهي عملية مستمرة، وسلوك الناس مختلف، والحوار في وجهة نظري قيمته أنه يفتح المساحات لخروجها والتعامل معاها، ونحن كهيئة قبطية إنجيلية دورنا بناء الجسور دايمًا، وكثير من برامجنا هدفنا بناء الجسور بين أطياف المجتمع وفئاته، ورؤية الهيئة القبطية الإنجيلية نقل الحوار من مستوى المجتمعات إلى المهتمين بالأمر من صناع القرار.

وقال أن الكنيسة الإنجيلية قدمت قائمة تشمل حوالي 1070 كنيسة تحتاج إلى تقنين أوضاعها، وتم تقنين أوضاع حتي الآن نحو 40 % من القائمة، حيث جاءت الكنيسة الإنجيلية لمصر منذ 200 عام، وتم تقنين في 200 عام، 500 كنيسة فقط، واغلبها في السنوات الأخيرة الماضية لذا يعد هذا القانون خطوة مهمة.

وأضاف زكي قائلا "كنت أتمنى أن يكون هناك قانون موحد لبناء دور العبادة، لكن حين تم الحديث عن قانون بناء الكنائس كان علينا أن نقبل، فمن خبراتنا الصعبة رأينا أن قانون بناء الكنائس نقلة وخطوة مهمة".

وتابع " الآن هناك وعي خُلق في الجمهورية الجديدة هو وعي إيجابي للغاية، ولم نر أي حالة من حالات التعنت، وفي إحدى المحافظات كان مشكلة ما في كنيسة وحدث تجاوب من المحافظات، وهذا يدل ان هناك تغيير في مصر، وعقلية المسئولين تغيرت بعد 2013، لكن قد نقابل بعضهم بفكر أخر، ولكنوا ليسوا أغلبية، موكدا ان عجلة تقنين الكنائس تسير بشكل جيد، والكنائس الجديدة سنفتتحها قريبًا في الفيوم وسوهاج والمنيا".

ووصف " زكي " لقاء الرئيس مع روساء كنائس الشرق الاوسط بانه لقاء تاريخي واطمئنان، لأن عدد من البطاركة كان لديهم نبرة حزن وخوف لما يحدث في بلادهم، وتأكيدهم أنهم ليسوا وافدين، ولقاء الرئيس يؤكد مساندة الدولة للوجود المسيحي في الشرق الأوسط، وخلاصة اللقاء الذي امتد إلى ساعة ونصف، هي رسالة طمأنينة، ورسالة أن مصر لن تتخلى عن مسيحيي الشرق وهو جزء أساسي من رسالتنا.

واضاف قائلا " كانت رسالة الرئيس لهم رسالة طمائنية ، وهذا يدل على حجم مصر ومكانتها في الحفاظ على السلام في المنطقة وطبيعة تعامل الدولة المصرية مع قادة الكنائس العربية بجميع عائلتها الأرثوذكسية والانجيلية والكاثوليكية، ونحن نصلي دائمًا لأجل بلادنا الغالية مصر وشعبها.

وما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية للأقباط اكد رئيس الطائفة الانجيلية " ان الكنائس انتهت منذ فترة من وضع البنود الخاصة بكل طائفة، حيث كل طائقة وضعت بنود تتاسب معها، والان القانون لدى وزارة العدل، ونتظر عرضه علي مجلس النواب لاقراره، ومن ناحية إعداد القانون تم منذ 6 شهور من الكنائس.

واستكمل قائلا " كان هناك بعض الاختلاف في القوانين بين الطوائف المسيحية وتم حل ذلك بوضع بنود تخص كل كنيسة وتطبق علي اتباعها".