إنها مصر

أين القضية الفلسطينية؟

كرم جبر
كرم جبر

نسينا فى زحمة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية الملفات الاهم، والتحديات التى تواجه الدول العربية، وانه آن الآوان للم الشمل ورأب الصدع، ومحاولة اللحاق بحلم التضامن العربي، قبل أن ينفرط العقد أكثرمن ذلك، ونبذ الفرقة والخلافات والاتفاق على حد أدنى يحمى المصالح العربية، ويجعلها رقما موثرا فى المعادلة والسياسات التى يجرى الترتيب لها وفق نتائج الحرب الروسية الاوكرانية..


ننتظر تحديد موعد القمة القادمة فى الجزائر التى قد تكتب تاريخا جديدا للتضامن العربي، ويسجل باسمها علامة بارزة، تضاف الى القمم العربية الحاسمة التى خرجت من أوجاع الخطر الى الشعور بالمسئولية.


  الملف الفلسطينى هو الأكثر تضرراً ، فبعد أن كانت فلسطين هى قضية العرب الكبري، منذ القمة الاولى فى إنشاص سنة ١٩٤٦ وقبل اعلان قيام اسرائيل، ظل الملف يتراجع فى دائرة الاهتمام العربي، خصوصا فى السنوات الأخيرة، التى هبت فيها رياح الجحيم - المسمى بالربيع العربى - فتراجع الاهتمام بفلسطين، بعد أن فُتحت فى الجسد العربى جراح غائرة، لا تقل عن بقية الجراح التى تصيب المنطقة كلها.


وتبنت القمم العربية الدعوة لتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات الاستيطان الاسرائيلي، والمحافظة على هوية القدس الشرقية، وغير ذلك من العبارات التى تحتاج تفعيلا، فالجميع يعلم أن القضية أكبر بكثير من التصريحات والأمنيات، وتخضع لأمرين شديدى الخطورة.


أولا: إصرار اسرائيل على التهام بقية الاراضى الفلسطينية، بما يؤكد أن الزمن لم يعد فى صالح القضية الفلسطينية، وأن ما كان مطروحاً بالأمس لن تستطيع تحقيقه اليوم، وأن ما سوف يُطرح اليوم لن يحصلوا عليه فى الغد.


ثانيا: تعثر محاولات الصلح ورأب الصدع بين فتح وحماس، وصولا الى موقف فلسطينى موحد، يدحض مزاعم إسرائيل ولعبها على الوقيعة وإذكاء الصراع والفتن، فوحدة الصف الفلسطينى هى الخطوة الوحيدة لاحياء السلام، واخراج القضية برمتها من ثلاجة التجميد.


واثبتت فوضى الربيع العربى أن الاطاحة بزعماء سابقين مثل صدام حسين والقذافى وعلى عبدالله صالح لا يحقق الاستقرار، وزادت رغبة الشعوب العربية فى الحفاظ على جيوشها الوطنية.


ويسود الاقتناع لدى الدول العربية باحلال التسوية السلمية فى سوريا بمشاركة جميع الاطراف، لحقن دماء الشعب السورى الذى سقط من أبنائه نصف مليون قتيل، وما زالت الاراضى السورية مستنقعا لمؤامرات اقليمية ودولية ومحلية، تستهدف استمرار نزيف الدم، ويدفع ثمنها الشعب السوري، وتهدد مستقبله وحياة أبنائه، وتؤدى الى مزيد من النزوح والهجرة.


إيران وصواريخها التى تنطلق من اليمن صوب الاراضى السعودية والاماراتية، تلقى استنكارا وشجبا ورفضا، وبات الخطر الذى يهدد منطقة الخليج يهدد أيضا بقوة الأمن القومى العربي.


ويظل الإرهاب هو الخطر الأكبر بعد إشعال المنطقة بحروب إقليمية تتسع رقعتها، وهو ما يهدد وجود الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، وزينت لها حالة عدم الاستقرار التى تمر بها المنطقة، أن تحاول بناء مناطق نفوذ تعمل لصالحها.