«الدلتا الجديدة» نقلة للاستصلاح الزراعى يبهر العالم والقاصى والدانى .. فهو يوفر مجتمعات زراعية متكاملة ويدعم تسويق المنتجات ويساهم فى زيادة انتاجيتنا من القمح والذرة والخضراوات والفاكهة ويحد من فجوة الاستيراد.
مشروع «مستقبل مصر» يضم 1800 صوبة زراعية على 16 ألف فدان.. فالصحراء الغربية والساحل الشمالى الغربى كنزان ومصدران للخير والنماء بداية من محطة «الضبعة النووية» مرورا بالعلمين الجديدة ومرسى مطروح وواحة سيوة.. وصولا الى هضبة السلوم والحدود مع الشقيقة ليبيا .. لقد توقفنا عن التوسع الافقى فى الزراعة منذ ما يزيد عن 20 عاما ..
ولم يحدث أى تغيير منذ «توشكى» والتى احتفلنا بها منذ أيام بحصاد القمح بعد تطوير نظم الرى بها .. فخلال السنوات الماضية حدثت طفرة فى عمليات الاستصلاح بالجد والمتابعة والافكار الجديدة ونشاهد ما حدث ويحدث فى «الدلتا الجديدة» و»شرق العوينات» و»سيناء» باستغلال واعادة تدوير ما نملكه من مياه الصرف الزراعى والصحى ومعالجة المياه المالحة.
تصل المياه المعالجة للمشروع من خط ناقل يمتد 42 كيلو مترًا شرقا يضم 6محطات رفع و 12 عملًا صناعيًّا ويتكون المصدر الشمالى من ترعة 170 كيلو مترًا و 13 محطة رفع ومعالجة و81 عملًا صناعيًّا ويمتد القطاع المائى «الأوسط» بطول 51 كيلو مترًا به 4 برابخ وسحارتان و 18 كوبرى والصحراوى «الغربي» من 43 كيلو مترًا ويضم 13 عملا صناعيا. أما «جنة مصر» فيعتمد أسلوب الرى بها على استخدام المياه الجوفية والنقل من محطتى معالجة مياه الصرف ..
تصل تكلفة المشروع 160 مليار جنيه ليروى الاراضى الصفراء ويساعد فى انتشار لون الحياة الاخضر ويضم الدلتا الجديدة ومستقبل وجنة مصر.. ويعد واحدا من أهم المشروعات التى تعمل عليها الدولة فى الفترة الحالية وكشف مدى اهتمامنا بالتفاصيل الإنشائية والترابط بين القطاعات لتحقيق التكامل الاقتصادى والإنتاجى والتأكيد على أهمية إشراك القطاع الخاص والمستثمرين لزراعة المحاصيل والسلع الاستراتيجية..
وقد تكلف «مستقبل مصر» حوالى 600 مليار جنيه مما يؤكد اهتمامنا بالمشروعات القومية ودعوة رجال الأعمال والصناع للاستثمار والمشاركة والانتاج وسوف يتم تدشين «منطقة للتكامل بين الزراعة والصناعة» ..
كنا دوما نقول بعد أن يصيبنا الاحباط بانه لا جديد فى الحياة «إن بكرة أحلى من النهاردة» .. ولكنى أقول اليوم بكل ثقة بعد أن لمست المجهودات المبذولة لتغيير الحياة فى مصر بأن «النهاردة أحلى من بكرة».
