المسيح ومريم العذراء مرَّا من هنا إنجازات غير مسبـوقة في تطوير مسار العائلة المقدسة فى ٨ محافظات

الشرقية: تل بسطا على خريطة السياحة العالمية

البئر المقدسة فى منطقة تل بسطا بالزقازيق
البئر المقدسة فى منطقة تل بسطا بالزقازيق

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية فى الأول من يونيو كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر هرباً من بطش الحاكم فى فلسطين، حيث سلكت العائلة أثناء المجىء إلى مصر من بيت لحم إلى دير المحرق فى أسيوط مسافة ٦٠٣٣ كيلو مترا ومرت على ٢٥ محطة فى ٨ محافظات قررت الدولة المصرية مؤخرًا تطوير هذا المسار ليكون فى أبهى صورة استعداداً لاستقبال الزائرين من كل دول العالم وتنشيط السياحة الدينية فى مصر.

تنفرد محافظة الشرقية بمظاهر تراثية متعددة ومقاصد سياحية حيث ينتشر بين ربوعها 102 موقع أثرى وثلاث طرق تاريخية ودينية تضيف للمحافظة عراقة وأصالة.

ويعد خط سير العائلة المقدسة إلى مصر هو أحد الطرق الدينية الثلاثة، حيث حظيت الشرقية بزيارة وإقامة العذراء مريم واليسوع المسيح ويوسف النجار فى منطقة تل بسطا بمدينة الزقازيق وقد شهدت الشرقية خلال الأشهر الماضية نشاطا غير مسبوق لتنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة باعتباره من المشروعات القومية التى لها طابع تراثى وتاريخى ودينى ويحمل الخير للشرقية ويضعها على خريطة السياحة العالمية و يحقق التنمية الحضارية ويساهم فى الحفاظ على الإرث الإنسانى الممتد لفترات زمنية بعيدة وقادمة.

وقد انتهت المحافظة من تنفيذ مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة وتم إدراجه على قائمة التراث العالمى لليونسكو.

وقال المحافظ الدكتور ممدوح غراب تقع منطقة تل بسطا فى الطرف الشرقى لمدينة الزقازيق وتبلغ مساحتها ١٢٤ فداناً وكانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرة ٢٣ وهى من أهم المناطق الأثرية بالمحافظة وتم التنقيب فيها عن الآثار فى مساحة ٥٠ فداناً والكشف عن المعبد الكبير للآلهة باستت وأطلال معبد الملك بيبى الأول ومنطقة الجبانات للدولتين القديمة والحديثة وأساسات لقصر أمنمحات الثالث وتمثال للملكة ميريت ابنة الملك رمسيس وهو من الآثار النادرة فى الوجه البحرى وكذلك ٣ مقابر منقوش عليها لكبار كهنة الآلهة باستا.

وقد وصلت السيدة مريم العذراء واليسوع المسيح ويوسف النجار إلى تل بسطا فى ٢٤ بشنس هربا من بطش أمبراطور الروم الملك هيرودس الذى كان يقتل الأطفال حديثى الولادة خشية ضياع ملكه وفور وصولهم جلسوا أسفل شجرة ليستظلوا تحتها من وهج الشمس وحرارتها.

وفى فترة راحتهم من رحلة الهروب الشاقة طلب اليسوع المسيح من السيدة العذراء أن يشرب فحملته بين ذراعيها واتجهت إلى القرية المجاورة فلم يحسن أهلها استقبالهما فتألمت العذراء مريم وعادت حزينة بالطفل اليسوع دون أن يشرب، فلما رآها اليسوع المسيح تبكى مسح دموعها بيديه الصغيرتين ورسم بإصبعه دائرة على الأرض فانفجر منها ينبوع مياه عذبة مذاقها حلو كالعسل ولونها أبيض كالثلج ووضع اليسوع يديه الطاهرتين فى الماء وقال (من يأتى ويستحم فى هذه البئر يتم شفاؤه من جميع الأمراض وتكون صحة وشفاء للذين يشربون منها) وأثناء جلوسهم فى تل بسطا مر عليهم رجل اسمه (كالوم) فتحدث معهم وعرف قصتهم وتملكه العجب وفى أحد الأيام خرجت العذراء مريم حاملة طفلها اليسوع المسيح لمشاهدة احتفالات المدينة بعيد معبوداتهم باستت وحينما دخلا المعبد الكبير تزلزلت التماثيل وانهارت وسقطت على الأرض فغضب والى المدينة وأمر بقتل اليسوع المسيح وعندما علم الرجل الصالح كالوم ذلك طلب من العائلة المقدسة الهروب من المنطقة لينجوا بحياتهم وأقاموا بمسكنه. وأكرم ضيافتهم ومكثت العائلة المقدسة عنده فترة من الزمن.. وقبل مغادرتهم بارك له المسيح منزله بقوله (إن البركة والسلام ستحلان على منزلك كل أيام حياتك لاستضافتك لنا).

وأكد المحافظ بأنه تم إعداد خطة عاجلة للنهوض بمنطقة تل بسطا التى تعد إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة لجذب السياحة حيث تمت إقامة سور يحيط بمنطقة تل بسطا مزود ببوابة إليكترونية وممر داخلى وتزويدها بالإنارة وإقامة برجولات خشبية إحداها للبئر المقدسة.