حكاية البحث عن "الشيخ حسن" وطلاق عبد الوهاب

عبد الوهاب
عبد الوهاب

أخذ عبد الوهاب يضرب بيديه فوق المكتب، ويصرخ بحدة قائلا: اكسروا الدولاب.. اكسروه..

هرول الجميع مسرعين يبحثون عن الشيخ حسن المأذون في بيته، وفي مساجد القاهرة التي يحتمل أن يكون داخل واحدا منها، ومعه مفاتيح الدولاب.

بينما عبد الوهاب وراء الباب المغلق في شركة الاسطوانات التي يمتلكها، وازدادت عصبيته عندما حضر أحد العاملين يخبره بأنهم لم يعثروا على الشيخ حسن، علا صوته وازدادت ثورته، وتكررت أوامره بكسر الدولاب الذي يخفي فيه الشيخ حسن كل الأوراق الخاصة بعبد الوهاب، وهو الآن يريد قسيمة الزواج، زواجه من السيدة إقبال نصار.

وما إن ظهر الشيخ حسن.. هدأ عبد الوهاب بينما قفزت إلى وجهه علامات تعلن أنه كان يريد الا يظهر الشيخ حسن وإلا يعثروا عليه، فقد يؤجل غيابه ساعة الصفر يوما آخر.

ويساعد اختفاء الشيخ حسن، عبد الوهاب على أن يهرب من هذا الموقف الرهيب الذي طالما هرب منه كلما احس بأنه أصبح قريبا جدا منه.

وكما نشرت مجلة آخر ساعة عام ١٩٥٧، أن عبد الوهاب رجل متدين، وجده كان إماما.. وابيه أيضا.. وأمه سيدة فاضلة متدينة.. وهي تكره الطلاق، وتعارضه عندما يفكر فيه.

غير أن ديننا الحنيف يعتبره أبغض الحلال.. لذا عبد الوهاب لا يحب الطلاق..

اعتقد عبد الوهاب أن هذا من أهم الاسباب التي ساعدته على تسوية الخلافات التي استمرت فترة طويلة، بعد الانفصال الاول، والازمة التي هددت حياته الزوجية مع زوجته إقبال نصار.

وعندما عادت إلى بيت الزوجية، لكنها اقامت في جناح خاص بها،واقام عبد الوهاب في جناحه، وأصبح لكل منهما خدم خصوصيون، وعلى الرغم من أن باب حجرة نومه يواجه باب حجرة نومها إلا أن الأبواب كانت دائما مغلقة.

وظلت العلاقة بينهما بعد العودة.. علاقة ميتة لاحياة فيها،وبالرغم من محاولات يقوم بها اولادهما الصغار، وبعض الاصدقاء لتوفيق الأوضاع لكن دون جدوى، حيث أن الزوجة لاتقتنع بهذه المحاولات.

كما ذكرت مجلة آخر ساعة وقالت: إنها تعيش وحدها. وهو يعيش وحده، وأنها تعلم جيدا قبل أن تعود إلى بيت الزوجية بأن استمرار حياتهما معه محاولة يائسة لبعث الحياة في روح ميتة.

ومن ناحيته قال عبد الوهاب: إن علاقتهما الزوجية ينطبق عليها المثل الشعبي، اللي اتكسر عمره مايتصلح، ولو جايز تنجح لكن آثار الكسر بارزة.

وظلت الأبواب مغلقة، وافتقد كل منهما السعادة والابتسامة في بيت الزوجية، فما كان من عبد الوهاب إلا أن سافر إلى لبنان، وعاد بعدها فوجد الموقف يزداد حده، حيث تركت زوجته المنزل وذهبت إلى الإسكندرية.

لم يحتمل، وقرر هذه المرة، ولم تكن هناك فرصة يتراجع بعد أن فشل في أن تستمر الحياة الزوجية بينهما مرة اخرى.

وأخذ يضرب بيديه على المكتب.. ويصرخ اكسروا الدولاب.. اكسروه، وجاء الشيخ حسن، وذهب عبد الوهاب ليقف أمام المأذون. الذي طالما هرب منه، وليردد لحنا يكرهه.. ويقول

- انت طالق

وانتهت الحكاية بعد أن فشلت كل المحاولات التي بذلت لبعث الحياة في علاقة روحها ماتت منذ فترة بعيدة.

وخرج عبد الوهاب يبحث عن شقة صغيرة يعيش فيها، ويترك البيت الكبير للأم والاولاد .

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا