شهدت أسواق الغذاء العالمية اضطرابا كبيرا فى الأشهر القليلة الماضية، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ، وماتبعها من ارتفاع أسعار النفط والغاز ، وتوقف تصدير القمح من البلدين اللذين يصدران أكثر من 25% من احتياجات دول العالم من هذه السلعة الاستراتيجية . وطال الارتفاع كافة السلع الغذائية وغير الغذائية ، خاصة بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام العملات الأخرى ومنها الجنيه المصرى .لتكشف هذه الأزمة العالمية التى جاءت فى ذيل جائحة كورونا ، الأهمية القصوى لوضع قضية الاكتفاء الذاتى الغذائى على قمة أولويات الدولة المصرية .
لقد نجحت مصر بالفعل ، ببعد نظر ، فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من 9 محاصيل زراعية خلال عام 2020، أهمها الخضر والفاكهة والأرز والذرة البيضاء والبصل والتمور والذرة الرفيعة . كما تم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواجن وبيض المائدة والألبان وقريباً سوف يتحقق الاكتفاء الذاتى من السكر والأسماك وفقا لتصريحات وزير الزراعة السيد القصير . مما يزيد الأمل فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من باقى احتياجاتنا الغذائية ، خاصة القمح الذى تقدر احتياجات مصر منه حوالى 18 مليون طن سنويا، تنتج منه حوالى 10 ملايين طن فقط .
وقد أولت الحكومة اهتماما واضحا لزيادة الإنتاج الزراعى حيث يركز مشروع الدلتا الجديدة على إنتاج المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة والقمح وقصب السكر، إضافة للفاكهة والخضراوات والنباتات الطبية، وكذلك النباتات المستخدمة فى إنتاج الزيوت مثل فول الصويا وعباد الشمس والكتان.
لقد كلف الرئيس السيسى مؤخرا المؤتمر الوطنى للشباب بإدارة حوار وطنى حول أولويات المرحلة الراهنة ، وبدأت الاكاديمية الوطنية للتدريب توجيه الدعوات إلى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى للمشاركة . وأتمنى أن تحتل قضية الاكتفاء الذاتى الغذائى ، أولوية قصوى فى المشاركات ، تستوجب طرح رؤى واضحة وأبحاث علمية مستفيضة ، لتنفيذها .خاصة أن الدولة المصرية أثبتت قدرتها على تحقيق ذلك بعد نجاحها فى تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة فى هذا المجال .
