مشوار

شعب الجبارين «قضية» لن تموت

خالد رزق
خالد رزق

مر شهر رمضان الكريم ومن بعده أيام عيد الفطر المبارك وفيما كانت الأمتان الإسلامية والعربية أقلهما منشغل بالتهام ما لذ وطاب وأكثرهما مستغرق بتدبير قوت اليوم وهى مهمة صارت صعبة جداً، كان إخواننا الفلسطينيون المرابطون بالمسجد الأقصى يواجهون كل يوم اعتداءات جيش الاحتلال الصهيونى ومحاولاته الدائمة لفتح أبواب الأقصى وباحاته أمام المجرمين من عصابات المستوطنين لتدنيسه، وإذلال الفلسطينيين العزل.


وكما العادة ثبت الفلسطينيون على رباطهم واستمسكوا بمواقعهم دفاعاً عن المسجد قبلة المسلمين الأولى متحدين رصاصات العدو المطاطية والحية التى استهدفت فيهم الصدور، وما بين كر وفر وأثمان فادحة تعاير بميزان الدم، نجح أصحاب الأرض أبناء القدس فى إقامة شعائر صلواتهم بالأقصى نيابة عن أمة الإسلام كلها، فالحق أن القدس وأقصاها هما لكل الأمة وأن الله سبحانه ولحكمة قدرها جل جلاله جعل بين يدى الفلسطينيين شعب الجبارين مهمة التصدى فى الخط الأول لأشد الأعداء وحشية و تجبراً.
ولعل المشاهد التى تناقلتها وسائل إعلام عالمية ومحايدة كشفت للعالم أن القضية الفلسطينية ومسألة الأقصى هى عصية على التغييب وأنها أبداً لن تموت طالما بقى هناك فلسطينى على الأرض، وأن شيئاً من تطبيع معلنا كان أو سرياً لن يفت فى عزم هذا الشعب المرابط، أو يصيبه باليأس.


لماذا بدأت كلامى هنا بحديث الفصل بين الأمتين الإسلامية والعربية، ببساطة لأن الأمة العربية تضم فى نسيجها المتين الواحد العنصر المسيحي، وهو بالمناسبة فى قضية القدس له نفس موقف المسلمين وهنا أحيل المشككين ودعاة التفرقة إلى واقعة استشهاد المراسلة شيرين أبو عاقلة وإلى كلام المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذوكس بالقدس الشريف والذى سبق وتعرض لمحاولة اغتيال بالسم على يد الصهاينة الذين لا تعجبهم مواقف حنا المدافعة عن كنيسة القيامة والمقدسات المسيحية التى يستهدفها الصهاينة بالمدينة المقدسة وعن حقوق المسلمين بالأقصى.


هكذا هم الجبارون مسلم ومسيحى ولهذا لن تموت القضية.