باحث مصرى يكشف مواد صناعية سامة ملوثة تهدد حياة الانسان

الباحث المصرى  الدكتور محمد عطية إبراهيم
الباحث المصرى الدكتور محمد عطية إبراهيم


كشف الباحث والعالم المصرى الدكتور محمد عطية إبراهيم، مهندس بيئي ورئيس مجموعة بحثية في مركز الحلول البيئية والاستجابة للطوارئ بوكالة حماية البيئة الأمريكية في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، عن خطورة  المادة الكيميائية مادة سامة (PFAS) ووجودها قريبة من حياة الانسان وتتركز أبحاثه في مكتب البحث والتطوير على معالجة المياه من مركبات المادة، وتستهدف بشكل خاص  إزالة الملوثات الدقيقة وتقييم تقنيات الفصل والتحلل المختلفة من خلال تطوير مواد وتقنيات جديدة لامتصاص أو تكسير ملوثات المياه ومشتقاته.

وقال عطية "لبوابة اخبار اليوم " بدأت العمل على مركبات الـ PFAS منذ 5 سنوات بعد حصولى على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية والبيئية  من معهد طوكيو للتكنولوجيا. أثار هذا النوع من  الملوثات السامة  اهتمامى منذ فترة دراستى للدكتوراه  وعملى على أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة كليمسون، حيث حصلت على جائزة الجامعة لأبحاث ما بعد الدكتوراه، انتقلت بعدها للعمل كباحث في مجموعة ديكتيل البحثية بجامعة نورث ويسترن، وهناك تركزت أبحاثى على  معالجة المياه من هذه المواد وقتها أدركت أن إزالتها من الماء وتكسيرها هو التحدي الأصعب خوضه بنجاح.
واضاف الدكتور محمد عطية أن البحوث التي عملت عليها في جامعة نورث وسترن ركزت على اكتشاف طريقة جديدة آمنة وصديقة للبيئة لتكسير هذه المواد عن طريق الطحن و اكتشف منتجًا ثانويًا  طالما تُم تجاهله سابقًا.  وبشكل عام، فإن الجيد في نتائج هذا البحث هو أن جميع النواتج النهائية تقريبًا غير ضارة بالبيئة. غير أن الدكتور محمد عطية  يؤكد على الحاجة لمزيد من العمل لدراسة آليات نزع الفلور والتحلل في ظل الظروف الكيميائية الميكانيكية الفريدة لتجارب هذا البحث. ويوضح ماهي مركبات الـ PFAS  الحائزة على كل هذا الاهتمام العالمي بينما لا توجد بيانات لوجودها في المنطقة العربية؟  
قُدّر مؤخرا وجود مواد البولي فلورو ألكيل  في السوق والمعروفة بـ PFAS  بحوالي 5000 إلى  9000 مادة، ومن الجدير للذكر أنها تتخذ عدة أشكال مختلفة، نظرا لتنوع المنتجات التي تحتوي على هذه المادة المثيرة للاهتمام مثل الأثاث والمنسوجات والمواد اللاصقة ومواد تغليف العبوات الغذائية وأسطح الطهي المقاومة للحرارة والأجهزة الإلكترونية والبطاريات ومحتويات طفايات الحريق وحتى الملابس.

وانصب تركيز الباحثين في العقود الأخير على إيجاد طرق للتعرف وتحديد مستوياتها في البيئة وتطوير تقنيات معالجة فعالة  لإزالتها وتكسيرها في المياه إلى جانب تقنين استخدامها وإنتاجها. تستحوذ هذه المواد على اهتمام الرأي العام والتخلص وحتى القطاع البحثي بفضل عنادها ومقاومتها للتحلل فضلا عن سميتها الشديدة وخطرها على البيئة. فمشتقاتها لا تتفاعل ولا تتحلل حيويا فضلا عن مقاومتها العالية لدرجات الحرارة الشديدة مما يجعلها من بين أكثر المركبات السامة ثباتًا في الوجود. والسؤال هنا، كيف  تسللت مركبات المادة السامة إلى سلسلة طعامنا وموارد مياهنا وحتى غلافنا الجوي خلال ثمانية عقود فقط من ميلادها؟  ليس من المبالغة بأي شكل من الأشكال إذا قلنا انها تسري تقريبًا في دماء كل الأحياء على الأرض، بما في ذلك حديثي الولادة.  ورغم انعدام تأثير تلك المركبات على طبيعة مياه الشرب من لون ورائحة، إلا أن العديد من مياه الصنابير والمياه المعبأة –بلا شك – ملوثة بتركيزات متفاوتة منها. 
 وتتطلب هذه الأنواع المشتقة منها الى دراسات أكثر تفصيلاً لضمان إزالتها بجميع أنواعها  وأشكالها من مياهنا. وتعتبر  إزالة المركبات من الماء وتحويلها في نهاية المطاف إلى نواتج  خالية من  روابط الكربون-الفلور خطوة فاصلة  وهامة لتطهير مواردنا المائية من هذه السموم العنيدة.
وحول خطورة التعرض لهذه المواد يحذر عطية من ما قد ينتج عنه مخاطر صحية وضرر الحيوانات والنباتات البَرِّيّة. وبحثت العديد من الدراسات العلاقات المحتملة بين مستوياته في الدم والآثار الصحية الضارة على البشر. وأظهرت النتائج أن انخفاض نشاط الجهاز المناعي وارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان ومشاكل الإنجاب والنمو من بين مخاوف صحية خطيرة أخرى مرتبطة بالتعرض لجرعات منخفضة جدًا في مياه الشرب. 
ومع ذلك فإن معرفتنا الحالية تظهر الحاجة إلى تطوير أنظمة وقائية كافية. ولهذا أدخلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إرشادات خاصة بمياه الشرب عند مستويات
 دعا العلماء في الآونة الأخيرة إلى تنظيم وإدارة المادة باعتبارها "فئة واحدة" لتحل محل النهج الكيميائي الحالي. ويهدف هذا التوجه  إلى تخفيف التعرض إلى هذه المركبات من خلال الجمع بين وضع اللوائح ومنع الاستخدامات غير الأساسية لها وتطوير بدائل أكثر أمانًا.

أقرأ أيضا : 8 عادات لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.. أبرزها تجنب الأطعمة المصنعة