نحن والعالم

الصيد فى الماء العكر

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

بشكل رسمى تقدمت فنلندا والسويد بطلب للانضمام لحلف الناتو. لكن الطلب الذى يحظى بدعم امريكى وإجماع أوروبى مهدد بـ«الموت السريرى» بسبب رفض تركيا له حيث تنص القوانين على موافقة الأعضاء بالإجماع على اى انضمام. وتتذرع تركيا فى رفضها باستشعارها مخاوف أمنية للحلف بسبب دعم فنلندا والسويد لـ«منظمات إرهابية» «تقصد بها حزب العمال الكردستانى المحظور فى تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية فى سوريا»..

والحقيقة ان اردوغان بهذا الرفض يدفع كل الأطراف لخطب ود أنقرة. فمن ناحية ستجد روسيا فى الرفض التركى الحل السحرى لقتل مشروع الانضمام فى مهده، دون ان تحرك اصبعاً، وهو ما يجعلها تبدأ بتقديم القرابين لتركيا للثبات على موقفها. ومن ناحية أخرى سيمكن لأنقرة الضغط على فنلندا والسويد لتسليمها 33 فردا تتهمهم بأنهم أعضاء «فى منظمات ارهابية»، كما ستجبر الدولتين على رفع حظر تصدير الأسلحة الذى تفرضانه عليها منذ 2019 بسبب عملياتها شمال سوريا. كذلك يمكن لتركيا مساومة أمريكا على إعادة إدراجها فى برنامج الطائرات F-35، الذى مُنعت من المشاركة فيه بعد شرائها لأنظمة الدفاع الصاروخى S-400 الروسية.

هذا بالإضافة لتحريك طلبها المعلق لدى واشنطن لشراء العشرات من طائرات F-16 الحربية ومن أوروبا يمكن ان تطلب أنقرة إعادة فتح ملف حصولها على عضوية الإتحاد.. انها سياسة اردوغان المفضلة بالصيد فى الماء العكر وتوظيف الأزمات الدولية لتحقيق المكاسب التى سيجنيها للأسف، سواء استمر فى الممانعة لصالح روسيا او تراجع بعد صفقة جيدة مع امريكا والغرب، وهو المرجح.