يحدث فى مصر الآنالطريق الصحراوى

الطريق الصحراوى

يوسف القعيد
يوسف القعيد

سافرت من القاهرة للإسكندرية بالطريق الصحراوى لحضور احتفال بمكتبة الإسكندرية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيسها. وهى مناسبة مُفرحة وجميلة وتدعونى للاهتمام والحرص على التواجد.


لكن مكتبة الإسكندرية موضوع أهم من أن أتعرض له فى هذه العُجالة. خاصة أنها فى عصر ذهبى يقودها فيه الدكتور مصطفى الفقى. المثقف والمفكر الكبير. فهى أكبر بكثير من كونها صرحا ثقافيا وعلميا. بل إنها قضية تمس العالم.

ومازالت المكتبة القديمة التى لا نعرف عنها أى شىء قضية تحتاج البحث. فقد كانت جزءاً أساسياً من فجر الإنسانية. لكنى كما قلت الأمر أكبر من أن أتعرض له..  أكتفى بالكتابة عما شاهدته فى الطريق الصحراوى من القاهرة للإسكندرية سواء فى الذهاب أو العودة.

إنها مسألة مُفرحة لكل من يعنيه أمر مصر. والذى يفخر به كل مصرى. سافرت وعُدت وأنا أُلاحظ التطور المهم الذى جرى فى الطريق الصحراوى. لدرجة أننا يجب أن نبحث عن مُسمى آخر غير الصحراوى. صحيح أن كلمة الصحراوى تحدد الأمور من الناحية الجغرافية.

ولكنه بعد الاهتمام به وما جرى فيه من تعديلات جوهرية وإنشاء طريق فرعى فى الجانبين سواء من القاهرة إلى الإسكندرية، أو من الإسكندرية إلى القاهرة يُخصص للنقل البطىء بمعنى النقل الذى تستخدمه سيارات الحمولات الضخمة.

سواء فى الذهاب أو العودة.. إن التطوير العُمرانى والحضارى والإنسانى الذى أصاب طريق مصر إسكندرية الصحراوى. وأحاول أثناء الكتابة البحث عن كلمة أكثر أملاً من وصفه بالصحراوى. فإن كان الصحراوى تعبيرٌ لابد منه من الناحية الجغرافية فقط. فإننا أو أنا على الأقل يجب علىَّ البحث عن تعبير أكثر أملاً من الصحراوى. وهو نشأ مع بداية هذا الطريق تمييزاً له عن الطريق الزراعى مصر إسكندرية. الذى يمر بالعديد من القرى والبلدان. وتقع بالقرب منه قريتى الضهرية مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة.


لكنى الآن أكتب عن الطريق الصحراوى. الأسلس والأسرع والأوسع والأجمل. والذى يُعطينى الإحساس بالأمان سواء فى الذهاب أو العودة. صحيح أنه يحتاج إلى إنارة ليلية. فقد عُدتُ من مكتبة الإسكندرية على مشارف الليل. والسفر بالليل مُتعة حقيقية وأجمل بكثير من السفر نهاراً. بشرط إنارة الطريق وجعله كما لو كُنا بالنهار. وهى مسألة مهمة. وأعتقد أن تداركها أمرٌ سهل. خاصة أن الأعمدة موجودة لا ينقصها سوى التيار..

فمصر الجديدة التى يبنيها لنا بهمة ونشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى ويسابق الزمان من أجل إنجازها فى أقصر وقت ممكن خرجت من دنيا الأحلام وأصبحت جزءاً من أرض الواقع نراه ونعيشه فى كل مكان نذهب إليه.. أعود للطريق الصحراوى. أذكر أول مرة استخدمته فيها عندما زرت قداسة البابا شنودة فى وادى النطرون. وكانت القيادة السياسية قد حددت إقامته فيه. وذهبت إليه ومعى زميلى المرحوم شوقى مصطفى المصور الصحفى النابغة فى دار الهلال.


ذهبنا فى أول النهار وعُدنا مع مقدمات الليل. وقضينا يوماً كاملاً هناك. ومنذ ذلك الزمان البعيد وأنا أعتبر أن الطريق الصحراوى منفذ مهم يربط القاهرة بالإسكندرية. بل يربط العاصمة بالمدينة التى أعتبرها عاصمة روحية لنا جميعاً ألا وهى مدينة الإسكندرية.