محمد طاهر يكتب: «نن عين» أبو الهول

محمد طاهر
محمد طاهر

بعد أن مرت شائعة نوم أبو الهول التي انتشرت مؤخرا كالنار في الهشيم بسبب تداول السوشيالجية لفيديو وصور يظهران تمثال أبو الهول وكأنه أغمض عيناه وبعد أن نفى العديد من العلماء وعلى رأسهم د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق ذلك مؤكدا أنها مجرد شائعة ليس لها أساس من الصحة وأن الأمر لا يتعد كونه فوتوشوب كان لزاما على أن أزور منطقة الأهرامات الأثرية لأطلع بنفسى على حقيقة الأمر ولأطمئن على عيون أبى الهول خاصة بعد إصرار البعض ومن بينهم أصدقاء بأن التمثال يبدوا بالفعل وكأنه مغمض العينان.

 

المهم أن عينا التمثال المفتوحتان والتى لا يمكن أن يغمضا بفعل الحركة لأنه جماد بدت وكأنها بدون الننى وكأنهما متآكلتان بالفعل .. لقد وجدت نفسى أمام رأس أبو الهول وكأنها بنية حمام "عش" اتخذ من عين وأذن ونتوءات برأس التمثال ملاذا له يحميه من شدة الحرارة وقف وتجمع على جسد التمثال المنحوت من الحجر الجيرى الكلسى ليخرج فضلاته "الحمضية" التى لا شك ستؤثر على التمثال الحجرى وتسرع من تآكله وسط حب وإقبال الحمام على تناول مادة الكالسيوم أحد العناصر الموجودة بجسد التمثال خاصة فى هذا الفصل الذى يشهد موسم التزاوج بين الطيور والتغذية على الكالسيوم أحد العناصر المهمة فى تكوين قشور البيض لدى الطيور وهو أمر كان على وزارة السياحة والآثار أن تنتبه إليه وما زال أمامها الفرصة لإنقاذ التمثال قبل أن يصبح كفيفا وذلك بسرعة ترميم رأس التمثال من جانب والبحث عن حل يمنع تجمهر أسراب الحمام على رأس التمثال والنيل منه من جانب آخر حماية لأثر عالمى شهير وفريد من نوعه يتربع حارسا أمام هضبة أهرامات الجيزة ليزيدها شموخا وهيبة.

 

 

لقد علق بعض مستخدموا موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلين أن: أبو الهول أغلق عيناه بدون تدخل بشري أو أي عملية ترميم، مشيرين إلى أن هناك روايات تذكر أن هذه الظاهرة تنبه بحدوث كارثة كبري.

 

 

الكارثة الكبرى هنا هى تآكل رأس أبو الهول مع الوقت إذا تركت وأهملت أسراب الحمام وقد حفرت نتوءات برأسه صانعة أعشاشها وتركت فضلاتها تنهش فى عين التمثال وأذنه لتغير من ملامحه.

 

 

الكارثة الكبرى هنا حقيقية فالتمثال الذى كانت تحميه الطبيعة والرمال وتحفظ ملامحه التى لم تتغير منذ أن تم نحته منذ أكثر من ٧ آلاف عام في عهد الملك خفرع (حوالي عام 2525 - 2532 ق.م.)، صاحب ثاني أهرامات الجيزة، أصبح الآن مهددا بأسراب الحمام الذى حوله لعشا له يبيض عليه ويتناول عليه ويصرف فضلاته الحمضية على جسده الجيرى الضعيف.

 

 

الكارثة هنا أن تتجاهل وزارة السياحة والآثار الأمر وتستهين بقدرة الحمام على التأثير على رأس أبوالهول وتحوله لتمثال كفيف بعد أن تلتهم عيناه ولا تتدخل لإنقاذه من هذه الكارثة المحققة.. هذه الرسالة أوجهها إلى د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار ود. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أحذر فيها من الكارثة قبل أن تتحقق حفاظا على أبو الهول وهيبته وحماية لعيون أشهر تمثال فى العالم.

[email protected]