أول سطر

تسونامى الغرب و«السوشيال ميديا»

طاهر قابيل
طاهر قابيل

المصريون شغوفون بالغيبيات فتراهم من أكثر الشعوب بمتابعة الحظ والأبراج وتوقعات السنوات وذلك لأن العاطفة هى التى تغلب عليهم وليس التفكير العقلانى لأن المجتمعات الأقل حداثة وتطورًا هى الأكثر لجوءًا للغيبيات والعرافين، فالعاطفيون يتجهون دائماً إلى التخيل وليس السبب فى هذا الجهل وعدم التعليم ولكن ذلك لعدم المعرفة والاتجاه للغيب لإراحة النفس من القلق والخوف من الغد ويحمينا من هذا الإيمان القوى والتمسك بالعقائد الدينية من الوقوع فى فخ «التوقعات والتكهنات» . 


  فخ نصبه البعض لنا فى الأيام الماضية وأثرته «السوشيال ميديا» ومشت خلف الكذبة الجذابة المواقع الإلكترونية و برامج «التوك شو» على الفضائيات لرصد وتصديق بأن تمثال «أبو الهول| أغمض عينيه مدعين أن ذلك لمرور الإله «حورس» أمامه وانتشرت التعليقات المصدقة والساخرة وحسمها أحد الأثريين بان ما حدث وهم وخرافة ورغم ذلك فقد وجدت أحد العاملين يسألنى أمس عن ذلك ويسخر من رأيى قائلاً حتى الفيديوهات كذب فلم أعلق.


  أصبت بحالة من الذهول وأنا أسمع وأشاهد هذا الكلام  باستخدام «الفوتوشوب «فنقص المعلومات وتوضيح المواقف يثير دائما الخرافات ويجعل الأرض ممهدة للشائعات والأكاذيب..

وحسناً فعل رئيس الوزراء عندما تحدث بالحقائق والأرقام بالمؤتمر الذى عقده  هذا الأسبوع عما تم  اتخاذه من إجراءات لمواجهة الأزمة الروسية الأوكرانية وعن المشروعات القومية والهدف منها فالعالم شهد بتعاملنا الجيد والاحترافى مع «كورونا» وتحقيق معدلات إيجابية وان ذلك نتيجة للمشروعات التنموية التى حققت انطلاقة كبرى للاقتصاد وحققت أعلى معدلات للصادرات وقفزة هائلة فى معدلات النمو والإبقاء على تصنيفنا الائتمانى وان اقتصادنا قادر على عبور الأزمة الجديدة ..

فلا يستطيع أى خبير عالمى أن يتوقع ما سيحدث وشكلنا خلال عام فعدم اليقين يسيطر علينا و» محدش عارف بكرة هيحصل فيه ايه»  فنحن فى أزمة لم يشهدها العالم منذ 80 عاما.. أتمنى أن تزول الغمة وتنجح الإجراءات التى اتخذتها الحكومة فى زمن الأزمات المدمرة ..

وتعود الأسعار للانخفاض والعودة للمعدلات العادية فخطوات قليلة للبقال أو الجزار أو حتى لأى سوق شعبى سيعرف أن الأسعار نار وتضاعفت أكثر من مرة وانك مهما اتخذت من خطوات أسرية لتقليل أو الحد من الصدمات ستخور قوتك وسترضخ للأزمة التى صنعها الشرق والغرب ولامست أثرها وتداعياتها شعوب العالم الثالث التى تصارع للخروج من حزام الفقر..

فالمحاور التى عرضها «مدبولى» نقاط شديدة الأهمية كان لابد من إعلانها لكى يعى المواطنون كيفية تحركنا حيال الأزمة لتعزيز نشاط القطاع الخاص والعمل على زيادة توطين الصناعة وخفض الدين العام وعجز الموازنة والمضى قدما فى الحماية الاجتماعية وتوفير السلع الأساسية..

كل ما أتمناه أن ينقذنا الله من تسونامى الغرب ونعود إلى حياتنا الطبيعية .