«فنلندا» .. الكوكب السعيد وجنة النساء

مراسلة بوابة أخبار اليوم أمام تمثال الكاتب ألكسيس كيفي أول روائي في فنلند
مراسلة بوابة أخبار اليوم أمام تمثال الكاتب ألكسيس كيفي أول روائي في فنلند

رسالة فنلندا: هايدي الدسوقي

«أهلا بكم في أسعد دولة بالعالم».. نعم هذا.. ليس تعبيرا مجازا ؛ ولكنه الحقيقة بحسب التقرير العالمي للسعادة ، الذي يصدر كل عام وتحتل فيه فنلندا رقم١ لمدة 5 أعوام علي التوالي ..

بدأت الرحلة حين تلقيت رسالة بقبولي ممثلة عن مصر في رحلة لبعض الاعلاميين لاستكشاف فنلندا .. كان ذلك يوم ٨ مارس تحديدا يوم المرأة العالمي، والتي تتربع علي عرش فنلندا حيث المساواة حتي أطلق عليها جنة النساء، وكان الشغف يملئني لأرى ما هي أجواء أسعد دولة في العالم، أو بالأحرى كنت أود إستعارة تلك الطاقة التي تملئ القلب بالشغف والحيوية والفرحة والتخلي عن الهموم ومغادرة الطاقة السلبية ولو لعدة أيام ..

ومنذ وصولي بدأت التعامل مع الشعب الفنلندي.. شعب محب للحياة ودود ولطيف ومحب أيضا لمساعدة الغير،  فقد وصلت إلي المطار في دولة لا أعلم عنها شئ ، ورغم سفري لعدة دول من قبل، إلا أن هذة المرة الأولي التي أسافر بمفردي دون مرافق من مصر، فبدأت أسأل المواطنين عن كيفية الوصول إلي القطارحتي أصل إلي الفندق.

وأول موقف قابلني حين قمت بالسؤال عن القطار الذي يذهب إلي منطقة وسط هلسنكي ولكن الشاب لم يكن يعرف معلومات عنه طلب مني الوقوف قليلا، وهم بسؤال البعض ليعود لي ويدلني علي الطريق وهو ما أبهرني في بداية الرحلة؛ فعادة ما يتم وصف الشعوب الأوروبية بأنها غير ودودة وكل شخص في شأنه، وقمت بقطع التذكرة واستقليت القطار متجهة إلي وجهتي، لتري عيني أول مرة الثلج يكسو الأرض والأشجار بدون أوراق في تجربة لم تمر علي عينيا من قبل ..

بدأت التأمل في الاشخاص من حولي كان العامل المشترك هو الهدوء، الراحة ، والإبتسام الدائم وفي توقعي هذا يعود إلي طبيعة الدولة التي تتسم بالهدوء النسبي، فلا يوجود أصوات صاخبة ولا يوجود إزدحام داخل المحال أو حتي الشوارع، تذكرت أم الدنيا في الأعياد حين يهجر سكان القاهرة لقضاء العطلات في المدن الساحلية وتصبح القاهرة مدينة خاوية.

وصلت الفندق في الثانية ظهرا ووجدت أول لقاء في البرنامج الساعة السابعة مساءا فقررت استغلال هذا الوقت لاستكشاف البلد، وسائل المواصلات هناك متعددة بداية من الأتوبيس والترام والقطار والمترو، وما لفت نظري حينما قررت أن استقل الترام هو أن التذكرة واحدة لجميع المواصلات هناك، فعندما تشتري تذكرة يمكن ان تستقل أي نوع من المواصلات العامة لمدة ٨٠ دقيقة،  حين قمت بركوب الترام وهي ثاني مواصلة لي خلال الزيارة، أنه لا يوجد احد يسألني عن التذكرة فقررت سؤال احدي السيدات التي كانت تجلس بجانبي، فابلغتني انه هناك شخص يمر بشكل عشوائي وحينما يجد التذكرة غير صالحة يغرم حاملها مبلغ ٨٠  يورو.

جلست اتأمل شوارع هلسنكي الهادئة ومحلاتها الفارهة مع الاستمتاع بطقس غير اعتيادي به لسعات البرودة، و قبل ان يشرد ذهني استوقفتني همسات باللغة العربية فنظرت إلي جانبي ووجدت فتاتين محجبات يجلسن ويتثامران معا فقطعت حديثهن لأسألهن عن سبب وجودهن في فنلندا؛ فاجابتني إحدهن انها هنا للدراسة حيث تدرس في احدي كليات التمريض وتوالي الحديث وسألتهم هل يواجهن أي شكل من اشكال العنصرية بسبب لون بشرتهم او ارتدائهم الحجاب بخلاف المواطنين الاصليين للدولة، وهو ما نفوه بشدة حيث أكدن علي انهم يعاملوا معاملة فوق الممتازة ولا يجدن أي شكل من اشكال العنصرية ويتقبلهم المجتمع الفنلندي بكل اختلافتهم.

كما تطرق الحديث عن نقاط القوة التي تميز نظام التعليم في فنلندا في قدرته على ضمان نفس فرص التعليم للجميع، بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية، وأكدوا أن التعليم مجاني في جميع مراحله من الروضة وحتى الجامعة وذلك بضمان استثمار عوائد الضرائب في تمويل جودة التعليم وتكافؤ الفرص للجميع، وهو ما جعله الأفضل عالميا..

مرت الساعات حتي حلت السابعة مساءا وأتي اللقاء الأول علي طاولة العشاء مع بعض المسوؤلين الفنلديين، وتحدثوا عن الطعام وأنه في الأغلب ما يركز في فنلندا على مدى كون الطعام صحيًا ومن أشهر الوجبات هناك حساء السلمون والأسماك بشكل عام ويوجد أسواق مخصصة له، وبإختلاف العادات في الطعام يتناول طعام الغداء في فنلندا، في وقت مبكر كثيراً مقارنة مع العديد من الدول الأخرى، عادة ما يكون موعد طعام الغداء في أماكن العمل وفي المدارس الساعة ١١ او ١٢ ظهرا، ومن اللافت للنظر، انه يتم تقديم الطعام مجاني للأطفال وللشباب في حضانات الأطفال وفي المدارس، وانتهي يومي الأول في أسعد دولة في العالم.. وإلى لقاء آخر فى دولة جديدة.

الكنيسة البيضة : كاتدرائية هلسنكي
 

- كاتدرائية أوسبنسكي ..أكبر كنيسة أرثوذكسية في أوروبا الغربية

 

 

- كاتدرائية هلسنكي

 

مراسلة «بوابة أخبار اليوم» في وسط مدينة هلسنكى

اقرأ أيضا | فنانة إسبانية عن متحف الحضارة المصرية: تقديم عرض في هذا الصرح الفريد «حدث عظيم»