الكرملين: واثقون من الانتصار..ولا يمكن عزل روسيا سياسيا أو اقتصاديا 

المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف
المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه لا يمكن عزل روسيا سياسيا أو اقتصاديا أو إعلاميا أو دبلوماسيا وأن موسكو واثقة من انتصارها وتحقيق أهدافها.

وقال بيسكوف: "الغرب مستعد لفعل أي شيء لمنع روسيا من العيش بالطريقة التي تريدها. في بعض الأحيان يبدو أن وجود روسيا بحد ذاته مصدر إزعاج كبير للغرب الجماعي، وهم مستعدون لفعل أي شيء لمنعنا من تطوير الطريقة التي نريدها والعيش بالطريقة التي نريدها" منوها بأنه لا يمكن عزل روسيا بأي شكل من الأشكال.

اقرأ أيضًا: الخارجية تحث الأطراف بليبيا بضرورة التحلي بضبط النفس 

وشدد المتحدث على أنه "في عصرنا من المستحيل عزل سدس الأرض سواء سياسيا أو اقتصاديا أو دبلوماسيا أو إعلاميا".

ولفت بيسكوف إلى أن روسيا ستنتصر وستحقق كل أهدافها: "نحن واثقون من أن كل شيء سيكون على ما يرام، ونحن على ثقة من أننا سنفوز، وسنحقق كل الأهداف".

وتابع بيسكوف قائلا: "الدولة تفقد سيادتها إذا لم تظهر النزاهة في الدفاع عن مصالحها". مؤكدا في الوقت نفسه، أن روسيا تدافع باستمرار عن مصالحها.

وأضاف، "على مدار عقدين على الأقل، كانت روسيا تتطور وتلتقط وتيرة التنمية، وتحاول الصمود في وجه الأزمة، وتستخدم الأزمات للتجديد، والتحسين، والتطوير، وتصبح أفضل، بحيث تكون هناك آفاق وفرص جديدة. والانفتاح على الأجيال القادمة ".

"ودافعنا عن مصالحنا. لأن للدولة مصالحها مثل الفرد. وإذا لم تظهر الدولة مثابرة، وإذا لم تظهر الدولة مبادئ في قضايا الوجود الرئيسية، تفقد هذه الدولة استقلالها وسيادتها. والسيادة والقدرة على التفكير بشكل مستقل واتخاذ القرارات والسير في الاتجاه الذي تريده وهذا ما كنا نفعله منذ عدة عقود".

وأشار ديمتري بيسكوف إلى أن "الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تشن حربا هجينة ضد روسيا، أصبحت دولا معادية.. الحرب الهجينة هي ما يحدث الآن ، ما نواجهه.. حرب دبلوماسية.. حرب سياسية.. هذه محاولات لعزلنا في العالم.. هذه حرب اقتصادية ".

وشدد المتحدث باسم الرئيس الروسي على أنه "نعم، ما زلنا نسميها بهدوء دول غير صديقة، لكن يمكنني القول إنها دول معادية بالفعل، لأن ما تفعله هو حرب"، مؤكدا أن روسيا ستتعامل مع مواجهة الغرب، فلديها كل ما هو ضروري لذلك.

وأوضح أن روسيا حاولت إيصال صوتها ومطالبها إلى الغرب بخصوص مبادئ أمنية جديدة، "لكنهم لم يستمعوا لنا حقا".

وبحسب بيسكوف، فإن روسيا في "عاصفة كاملة" ولحظة الحقيقة: "نحن نعيش الآن في ظروف عاصفة كاملة ولحظة الحقيقة، تلك العاصفة واللحظة التي يجب أن تضمن وتحمي مصالحنا، يجب أن تتأكد من أنك تعيش بشكل أفضل وأكثر راحة وأكثر استقرارا وأكثر أمنا".

وأشار إلى أن أي حرب تنتهي بسلام، وسيكون هذا السلام هو السلام الذي يسمع فيه صوت روسيا.

وحول العملية الخاصة في أوكرانيا: قال بوتين"نحن على يقين من أننا سنفوز.. بوتين يعرف إلى أين يقود البلاد"

ولفت بيسكوف إلى أن الشعب الأوكراني هو شعب موهوب ومسالم ومرتبط بروسيا، لكن تم "خداعهم" لفترة طويلة جدا.

من جانب آخر أعرب بيسكوف أن كييف بالكاد كان بإمكانها القيام بمثل هذا "التمثيل البارع المتعطش للدماء في بوتشا، فلديهم جيش من شركات العلاقات العامة التي تعمل لصالحهم".

وتابع قائلا: "أفظع ما رأيناه في سياق حرب المعلومات الوحشية هذه هو تيارات الأكاذيب والتزييف، وهذه الأحداث التي تم تنظيمها تكون في بعض الأحيان وحشية لدرجة لا يستطيع العقل البشري تخيلها.. مسرحية بارعة متعطشة للدماء تم تنظيمها في بوتشا بالقرب من كييف من الواضح أن المتخصصين الأوكرانيين أنفسهم بالكاد يستطيعون العمل بمهنية عالية.. هناك جيش من شركات العلاقات العامة والتلفزيون ومستشارو المعلومات وخبراء حرب المعلومات يعملون معهم".

كما علق بيسكوف حول حرية الإعلام في الغرب: "الآن هذا مفهوم سريع الزوال وعابر، بالمعنى المثالي لا توجد حرية وسائل الإعلام ولا الديمقراطية".

وبخصوص مشاركة روسيا في قمة العشرين أكد بيسكوف أن روسيا ستتخذ القرار الأفضل بشأن شكل مشاركتها في قمة مجموعة العشرين مع اقتراب هذا الحدث.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وأعلنت الأمم المتحدة فرار أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا منذ بدء الحرب هناك، فيما كشفت المنظمة الأممية، يوم السبت 19 مارس، عن مقتل ما يقرب من 850 مدنيًا في الحرب حتى الآن. 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وأعلن الرئيس الأوكراني، يوم الأحد 20 مارس، تمديد فرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 30 يومًا، بدايةً من يوم الأربعاء 23 مارس.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.