أستاذ كبد بجامعة أريزونا: مرض الأطفال الغامض لا يزال يحير العلماء

د. هشام حسن أستاذ أمراض الكبد بجامعة أريزونا الأمريكية
د. هشام حسن أستاذ أمراض الكبد بجامعة أريزونا الأمريكية

لا زال المرض الغامض الذى يصيب كبد الأطفال بالتهابات شديدة قد تصل للفشل الكبدى يثير حيرة العالم، ومنذ أيام قليلة أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد بلاغات الإصابة وصل إلى 230 بلاغًا حول العالم، بدأت من بريطانيا ثم انتشرت فى أوروبا.

وأوضحت أن الضحايا أطفال دون سن العاشرة، عانوا من التهاب شديد بالكبد، وصل فى بعض الحالات إلى الفشل الكبدى وزرع الكبد، وتعرض طفل للوفاة، بينما نجا الباقون ولم يعرف سببه إلى الآن.

وعن هذا المرض الغامض والتفسيرات المختلفة التى يضعها العلماء حول أسباب ظهوره، يقول د. هشام حسن أستاذ أمراض الكبد بجامعة أريزونا الأمريكية إن العديد من المراكز الطبية في دول العالم تعكف على دراسة الأسباب التى تؤدى لظهور هذا المرض الغامض الذى يصيب الأطفال بالتهاب فى الكبد قد يتطور لفشل كبدى وغالبا ما يصيب الأطفال فى سن الخامسة ، لكنه يمكن أن يصيب الأطفال من سن شهر إلى 16 سنة.

ويضيف أن المرض يظهر فى البداية على شكل أعراض تشبه النزلات المعوية، مثل القىء والاسهال وآلام البطن ثم يتطور إلى التهاب كبدى شديد واصفرار فى العينين مع حكة شديدة فى الجلد، ومع الوقت تشتد الأعراض وقد يصاب المريض بفشل كبدى حاد.
-وعن بداية ظهوره يقول إن المرض ظهر أولا فى بريطانيا حيث تم الإعلان عن أول حالة فى شهر يناير الماضى،ثم انتقل المرض لدول أخرى مثل أسبانيا وإسرائيل.

ومنذ حوالى أسبوع أعلنت اليابان عن تشخيص أول حالة فى قارة آسيا وحتى الآن تم تشخيص 170 حالة فى 12 دولة وأدت الإصابات إلى وفاة طفل، وزرع الكبد لـ 17 طفلًا.

ويؤكد د.هشام حسن أنه حتى الآن لم يتم التعرف على السبب الحقيقى لهذا المرض، ولكن هناك احتمالات يضعها العلماء، فبعض الدلائل تشير إلى وجود علاقة بين ظهور أعراض هذا المرض والإصابة بفيروس شائع فى الأطفال هو «أدينو فيروس» (Adeno virus)، والذى يتسبب فى أعراض عديدة مثل ارتفاع الحرارة والتهاب الزور وأعراض نزلة معوية.

وهناك احتمال وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا وهذا المرض الغامض، إلا أن بعض الأطفال لم يثبت وجود أى دلائل عن إصابتهم بكورونا عند ظهور أعراض المرض الجديد.

ويضيف أن هناك احتمال ثالث، وهو أن عزل الأطفال والإجراءات الاحترازية تسببت فى الحد من إصابة الأطفال بأدينو فيروس ، ومع تخفيف الاجراءات الاحترازية لم تكن لدى الأطفال مناعة ضد هذا الفيروس ونتج عن ذلك إصابتهم بأعراض شديدة له، حيث جرت العادة من قبل أن أدينو فيروس لا يسبب الإصابة بالتهاب شديد فى الكبد إلا فى حالة نقص المناعة ورغم وجود دلائل على الإصابة بكورونا إلى جانب أدينو فيروس فى ٤٥٪ من الحالات ببريطانيا إلا أن أكثر من ٥٠٪ من الحالات لم يثبت فيها ذلك.

وعن احتمالات تطور المرض وانتشاره، وهل يمكن أن يصبح وباء مثل كورونا، قال: «حتى الآن لا نستطيع أن نتنبأ بخطورة أو احتمال انتشار هذا المرض الغامض فى سائر أنحاء العالم أو وصوله لمصر ، ولكن قد تكون لدينا فكرة أفضل فى الشهور القادمة.. وكل ما ننصح به ضرورة توعية الأطقم الطبية بأعراض هذا المرض الجديد، وأهمية الخطوات الاحترازية التى يجب اتباعها لمنع انتشاره، مثل غسيل اليدين ومنع الاختلاط مع  المصابين بأعراض فى الجهاز التنفسي وابقاء الأطفال المصابين بأعراض نزلة معوية فى المنزل حتى مرور 48 ساعة بعد اختفاء الأعراض.

وأكمل: "لا توجد أى علاقة بين ظهور المرض وبين التطعيم ضد فيروس كورونا".