عبير حمدي تكتب: رحيل أبو عاقلة.. والنجدة 122

عبير حمدي
عبير حمدي

بينما أبكي قهرا على الإعلامية شرين أبو عاقلة، صوت فلسطين الحر، أفكر كيف تم  اغتيالها بوحشية وقسوة،  لإخماد صوت الحقيقة، ونقل جرائم الاحتلال، أصيبت أبو عاقلة برصاص حي أثناء تغطيتها لأحداث اقتحام قوات إسرائيلية لمخيم جنين، وهو ما حدث عام 2000 مع الطفل محمد الدرة، ليكونا ( الدرة وأبو عاقلة) ضحايا للعنف و الإرهاب والترويع واللا إنسانية، ربما رحيل ابو عاقلة بهذه الطريقة البشعة، جاء ليذكرنا بحق الدرة المعلق حتي الآن ، فهل اغتيال ابو عاقلة يكون سببا في إيقاظ ضمير العالم !!!!

 

وأثناء متابعة الجنازة، وما يحدث من اعتداءات على نعش شرين أبو عاقلة، والتفكير كيف أن تخرج مثل هذه الأفعال من انسان، ما كل هذا الإرهاب والترويع، والتوحش، إلا واستمع لصراخات تتعالى، واستغاثات من الصعب تجاهلها، خرجت مسرعة متأثرة بما حدث لأبو عاقلة في حياتها وبعد موتها ، ليفزعني ما رأيت  شاب في عقده الثالث تقريبا يطرح سيدة في عقدها السادس أرضا ويكيل لها يمينا ويسارا ، بعد أن ألقي بزوجها المسن أرضا ، وشابة صغيرة تبكي بشكل هستيري.

 

 تجمهر سكان الحي الهادئ الذي أسكنه في دهشة مما يحدث، أصيبت السيدة بجروح في الوجه ولم تستطع تحريك ذراعها وكان من الواضح أنه كسر، وقلت لها بهذا الوضع يجب الاتصال فورا بالشرطة، وبالفعل اتصلت بالنجدة 122 لتسجيل بلاغ بما يحدث من إرهاب وترويع للسكان، والاعتداء على هذه السيدة بالضرب المبرح .

 

لكن المفاجأة الكبري أن هذا المعتدي هو زوج ابنة هذه الأسرة، وأن الفتاه طلبت الطلاق ومقيمة عند والديها منذ أسبوع، وذهب الشاب ليصطحبها معه إلى البيت رافضا الانفصال، وعندما قوبل طلبه بالرفض، أخذ يكسر في شقة حماه، وقام بالاعتداء بالضرب على كل من اعترض طريقه، وعندما استغاثت حماته بالجيران بعد اعتدائه عليها بالضرب، نزل خلفها أمام العمارة وطرحها أرضا وصفعها على وجهها وعند شعوره بأن فعلته لن تمر، وعلم بقدوم الشرطة اصطحب ابنتيه دون أن يلتفت لبكائهما ولا اجسادهما المرتعدة من شدة الخوف، وحمل الطفلتين بمعاونة  شقيقه إلى السيارة وفر هاربا .

 

 وطبقا لشهود العيان من الجيران أكدوا أن هذا الشاب لم يكن في حالته الطبيعية، وأن هذه الفتاه تريد الانفصال عنه لأنه يتعاطى المخدرات، و كان ينبغي منعه من اصطحاب الأطفال معه، حيث إنه غير مدرك لأفعاله وهو تحت تأثير المخدر .

 

وهذا المشهد يذكرني منذ فترة ليست ببعيدة بما حدث بين زوجين من جيران المنطقة، مشاجرة انتهت بقتل الزوج لزوجته، وتيتم أطفالهما، والسبب عدم تدخل أحد من الجيران لتهدئة الأمور، الكل يريح ضميره بأنه لا يليق التدخل في الأمور العائلية، فالزوج أو الأخ أو أي فرد من العائلة يسحل ويضرب ويهين الطرف الأضعف في الأسرة تحت مظلة أمور عائلية.

 

وفي حقيقة الأمر لا أعرف لماذا لا نتبع المنهج القرآني لحل مثل هذه الأمور يقول المولي عز وجل  (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) تمثل  الآية الكريمة التي جاءت في سياق آيات الطلاق بسورة البقرة قاعدة سلوكية عظيمة .

 

وأخيرا أتمنى أن يسقط حق الأب المدمن في الرؤية أو الاستضافة أو الحضانة لحين علاجه وتعافيه تماما من الإدمان.

 

كما أتمني أن يتم ادراج جرائم العنف الأسري تحت مظلة الإرهاب، و تعديل التشريعات والقوانين ليعاقب كل من يقوم بمثل هذه الأفعال من ترويع وإرهاب للسكان المحيطين، بعقوبات رادعة ليفكر كل متهور فيما يفعل .

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي