رحيق السطور صندوق «ناهد» الأسود!

رحيق السطور صندوق «ناهد» الأسود!
رحيق السطور صندوق «ناهد» الأسود!

في كتابها (صندوقي الأسود) تروي الكاتبة الصحفية ناهد إمام، من موقع «الشاهد الناجي لا الضحية» كيف تم أسرها بتزييف إرادتها، والعيش فى كهف الجماعات المتأسلمة (الإخوان والسلفيين والتبليغيين والجهاديين).

 وتكشف أسرار تجنيد الإخوان» لها والتقاطها من مدرجات كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وهى مازالت فى سنوات التكوين، ثم تروى كيف سقطت فى براثن زوج إخوانى.

ومن بعد زوجة لـ»دون جوان إسلامى» من جماعة التبليغ والدعوة، والويلات التى تعرضت لها وأمثالها من النساء ممن  صدقوا الحديث المعسول لتلك الجماعات الرافعة شعارات دينية، وبعد المعايشة داخل بطن تلك الجماعات تأكدت أن لديها توجهات سياسية يخفونها فى أنفسهم.

ويظهرونها فى لحظات خاصة، وجميعهم.. (الإخوان والسلفيون والتبليغيون والجهاديون) بينهم مشتركات عديدة كالالتفات حول فكرة «الخلافة» مثلا، فهم بالفعل أوان مستطرقة، على الرغم من كم الصراعات والخصومات والعداءات والانقسامات التى بينها.


 تبوح الكاتبة الناجية بعد خلاصة تجربتها مع تلك الجماعات قائلة: «الآن يكاد رأسى ينفجر، كلما تصورت المشهد المأساوى الذى عشته باسم الدين داخل تلك الجماعات، والدين منه براء، تبددت حيرتى عندما قرأت وعرفت أنماط التدين المرضى، وشعرت بالأسف لمسيرات تدين أجيال كاملة «مرضية» منسحبة من الواقع منفصلة عن ذواتها.

والزمن بهذه الصورة  المروعة بدعوى الزهد فى الدنيا، والسعى لرضا الله والطمع فى الأجر الأخروى والجنة، يا إلهى، كم جرت هذه التصورات والتفسيرات البشرية المضللة وهذه الأفهام السقيمة من ويلات ومصائب على المجتمعات والأفراد..!».. دخلت «ناهد» «كلية الإعلام» جامعة القاهرة أواخر التسعينيات والحوادث الإرهابية على أشدها مقتل مفكرين وقادة سياسيين، مما أشاع كثيرا من الفزع والارتباك لدى الناس، وتقول: «فى هذه المرحلة كنت أشعر بالخواء والفراغ والتفكك وأتوق للامتلاء.

وأبحث عن القيمة والانتماء.. ثم اكتشفت لاحقا ومنذ سنوات قليلة أن هذه كانت صفات من يكونون صيدا سهلا للجماعات المتطرفة، لذا فهى لا توفر لهم نوعا من الانتماء العادى بل «الانتماء الحميم» المتسم بالأخوية، وقضية ترتبط بقيمة يتعلقون بها ويعملون لأجلها.

وهى حالة الجماعات والتنظيمات الإسلامية، التى تتمثل فى إقامة الخلافة وتحرير الأقصى وصولا إلى أستاذية العالم، كما كان يعبر عن ذلك الإخوان ويتمسكون بالمصطلح على الرغم من نرجسيته الفجة، ، وهذا ما شاهدته بالجامعة وتورطت فيه، والفتيات بالجامعة يشغلهن أمر الزواج، والزوج الصالح.

وكان سمت شباب التيارات الإسلامية معبرا عن ذلك، ومن ثم جاذبا ومحفزا على الانضمام  لهم، وتخيلهم كأزواج محتملين، وكان الداعون للانضمام إلى جماعة إسلامية يتحدثون عن هذا بالفعل، انضمى لنا وستحصلين على زوج غاض للبصر، ومصل، حافظ لكتاب الله».. وللسذاجة المفرطة كان -ومازال- الاعتقاد السائد هو أن هذه ضمانات كافية لإنشاء أسرة سعيدة وحياة زوجية هانئة..!!.
اقرأ ايضا | فن «محمد عبلة» يرصد الشخصية المصرية ومغامرة التجريب