شيخ الشهداء.. عُمر المختار يهز جيوش الإمبراطورية

عمر المختار في الأسر - أرشيفية
عمر المختار في الأسر - أرشيفية

عاش حياته كلها لا يعبأ بالموت كان ينتظره في كل لحظة كان يؤمن به ويرى شبحه قريبا منه وكانت أمنيته أن يموت وسلاحه في يده أن يسقط وهو يدافع عن حرية بلده واستقلالها وقد كان له ما أراد.

 

رفض كل العروض التي قدمها له حكام روما وانطلق في الصحراء يواجه برجاله المؤمنين وأسلحتهم البسيطة قوافل الإمبرطورية الرومانية وحشودها واستطاع أن يدفع الجنرالات العظام حتى اشترك موسوليني بنفسه في إعداد خطة القضاء عليه، وكان يردد دائما اللهم أمتني على عقيدتي وفي سبيل هذه القضية المباركة.


 
عاش عمر المختار حياته مناضلا  كبيرا ومات بعد جهاد عظيم حتى استحق من وطنه ومن التاريخ لقب شيخ الشهداء، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في الرابع من يناير عام 1969.

 

وقد دار بينه وبين حوار بينه والجنرال جرسياني القائد العام للقوات المسلحة الإيطالية:

 

هل أنت عمر المختار؟ 

ورد بصوت قوي شيخ يتحدث العربية: نعم أنا عمر المختار.

 

والتقط الجنرال جرسياني القائد العام للقوات الإيطالية المسلحة في برقة أنفاسه ثم خرج صوته يسأل بالإيطالية.. ولماذا حاربت الحكومة الإيطالية؟

 ورد عمر المختار بالعربية: لأن ديني يأمرني بذلك.

 

وعاد الجنرال جريساني السؤال: هل كان لديك أمل في أنك تستطيع إخراجنا من برقة بهذا العدد  القليل من رجالك وبتلك المعدات التي تملكها؟

ورد الصوت العربي القوي: هذا على ما يبدو وكان أمرا مستحيلا!

 

إذن لماذا كنت تحاربنا وماذا كان غرضك من الحرب التي قدتها ضد قوات إيطاليا؟

 كنت مجاهدا لا أقل ولا أكثر أما النتجية فالأمر لله وحده.

 

وغير الصوت الناطق بالإيطالية من لهجته قليلا ثم عاود السؤال: كم من الوقت يمكنك حتى تستطيع إخضاع الثوار وإنهاء القتال في الجبل؟ 

ورد الصوت العربي أسرع وأقوى: أبدا أبدا إنني لا أستطيع ذلك أنني الآن أسير لكم وقد سبق لنا جميعا أن أقسمنا اليمين بأن نموت واحدا واحدا ولا نسلم أنفسنا وأنتم تعرفون أنني لم أسلم نفسي إليكم.

 

دار هذا الحوار في مكتب الجنرال جريساني أو سفاح برقة الشهير، وكان عمر المختار قد وقع في الأسر منذ ثلاثة أيام كان الرجل الذي دوخ قادة روما قد سقط أسيرا في أيدي القوات الإيطالية.

 

وعندما وصل الخبر إلى جريساني لم يصدق أنهم استطاعوا أخيرًا أن يأسروا الرجل الذي قاد الحرب ضد جيوش إيطاليا في ليبيا، حيث كان جريساني في طريقه إلى باريس بعد أن فشل في القضاء على عمر المختار وعندما أبلغوه بالخبر ألغى أجازته واستقل طائرة خاصة إلى بني غازي.

 

وعندما هبطت الطائرة خرج منها يسأل عن عمر المختار أين هو؟ أنني لا آراه هل صحيح أنكم قبضتم عليه؟ إذا كنتم قد قبضتم عليه فأحضروه إلى مكتبي حالا.

 

ووصل عمر المختار إلى مكتب الجنرال الإيطالي مكبلا بالأغلال يحيط به مدير السجن وكبار الضباط الإيطاليين ووقف الرجل العجوز الذي هز جيوش الإمبراطورية كالأسد أمام المكتب الذي يختفي وراءه جرسياني جنرال إيطاليا الذي استولت عليه الدهشة.. أهذا هو عمر المختار؟!.. وكان هذا هو يوم 15 سبتمبر 1935.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم