مخدرات ورصاص وقتيل.. 3 مشاهد في حياة مدمن القليوبية

مخدرات.. ورصاص.. وقتيل 3 مشاهد في حياة مدمن القليوبية
مخدرات.. ورصاص.. وقتيل 3 مشاهد في حياة مدمن القليوبية

كتبت: آلاء البري

معظم النار من مستصغر الشرر، مثل شعبي ندلل به للتحذير من الاستهانة بما يبدو اليوم هينًا وهو الحقيقة خطر لكنه يحمل في تبعاته خطرًا أعظم؛ وهل هناك أخطر من إدمان المخدرات التي كانت بداية المصائب ومعها ذاقت الأسرة مع أحد أفرادها العذاب ألوانًا؛ لينتهي الأمر بمأساة؛ مقتل الشاب المدمن، وأحكام بالإدانة ضد الجناة أصدرتها محكمة جنايات شبرا الخيمة.

 

مسجل خطر وبتاع مشاكل وبيحب الدم هكذا بدأ (أ.ج) شقيق المجني عليه (رضا.ج) شهادته أمام محكمة جنايات شبرا الخيمه، (رضا.ج) هو الأخ الأكبر بين أشقائه ولكن لم يكن كعادة الأخ الكبير عونًا وسندًا لأشقائه بل كان مصدر القلق الوحيد والدائم لهم، وحتى والداه لم يسلما من أذاه فهو منذ صغره يثير المشاكل، فلم يكن الأب ينتهي من حل مشكلة أقحمهم رضا فيها حتى يوقعهما في مشكلة أكبر سواء مع أبناء بلدته أو القرى المجاورة حتى وصل الأمر لعقد أكثر من جلسة صلح بين والده وبعض أقاربه وجيرانه ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد بل اضطر والده وشقيقه الأصغر أن يدفعا المال مقابل أن يتنازل أحد جيرانهما عن شكوى رفعها الطرف الآخر على رضا، ولكن الأمور لم تقف عند هذا الحد رغم  بلوغ رضا العمر الذي يجب أن يعتمد فيه على ذاته، وظن والده أن أفعال ابنه الشيطانية ستتوقف عند بلوغه سن الرشد وأنه سيعود لعقله وسيكف عن افتعال المشاكل، لكنه أبى أن ينعم والداه بالراحة حيث التقى ببعض الأشخاص ذوي السمعة السيئة والمشهود لهم في قريتهم بسوء الأخلاق ليكونوا رفقاء دربه، ليزيد من شروده وشره وتزداد مصائبه ويثقل حمله على والديه، فأصبح دائم الشجار مع جيرانه وافتعال المشاكل مع أقاربه مسببًا المتاعب لأشقائه ووالديه. 

 

طريق الإدمان

اتجه بعدها لطريق المخدرات حتى تخطى مرحلة الإدمان ووصل به الأمر بأن يتاجر فيها في بعض الأحيان كي يوفر لنفسه نفقات إدمانه على السموم التي يتعاطاها، وحدثت أكثر من خصومة بينه و العديد من الأشخاص من ابناء قريته، حتى أنه دخل السجن أكثر من مرة وصار الجميع يطلقون عليه في بلدته،  رضا المسجل، حتى أنه اعتمد على أشقائه ليتولوا إعانته فكان يأخذ منهم الأموال كي ينفق على لهوه كل ليلة حتى ضاق أخوته ذرعًا به من كثرة مشاكله، وأنه أصبح عاله بشكل كلي عليهم، وفي سبيل الحصول على الأموال منهم يتعدى عليهم بالسب، رغم محاولاتهم قطع علاقتهم به وطرده من المنزل بعد موت والديه كمدًا وحسرة على ما يفعله، وكل ذلك لم يثنه عن طريق الهلاك الذي يسير فيه، وبالرغم من محاولة أشقائه نصحه أكثر من مرة وبكل الطرق بأن نهاية أفعاله ستودي به إلى السجن لا محالة، وأنه سيتجرع مرارة أفعاله الخاطئة وحتمًا سيندم لاحقا، لكنه أصم أذنه ولم يلتفت لنصائحهم له بترك الطريق غير المستقيم الذي يسير فيه، لم يتوقع رضا بأن تكون نهايته أكثر من مأساوية وأنه بأفعاله الدموية يكتب السطور الأخيرة في قصة حياته المليئة بالمشاكل والدم و أن أصدقاء السوء الذين اختارهم ليكونوا رفقاء دربه لن ينفعوه بل سوف ينصرفون عنه.


النهاية

دائمًا وابدًا البدايات تقود إلى النهايات وهذا ما حدث مع رضا؛ اعتدى المدمن هو وأحد أصدقائه بالضرب على أحد أبناء قريته، وبعدها تتصاعد الأمور إلى الأسوأ؛اتى أشقاء وأقارب العائلة قاصدين الانتقام من رضا على فعلته ويقومون بتأديبه، لكن رضا أطلق عليهم العديد من الأعيرة النارية من سلاحه الذي لا يفارق ملابسه(فرد خرطوش) لتستقر إحدى الأعيرة النارية في عين أحد الأشخاص الذي يدعى (ر.ي) وتكون النتيجة أن يفقد بصره بعدما اخترقت الرصاصة عينه، وما أن سمع رضا هذا الخبر حتى قرر بعدها الهروب من القرية والفرار حتى تهدأ الأوضاع غيرعابئ بما سيحدث لأشقائه بسبب جريمته هذه؛ فأصدرت النيابة قرارًا بحبس شقيقه الأصغر (أ.ج)، لكن الأحداث لم تنته عند هذا الحد ليبقى القبض على المتهم الهارب بفقأ عين جاره.


خرج المجني عليه (ر.ي) من المستشفى وذهب لسرايا النيابة وأقر بأن (رضا.ج) هو من أطلق عليه النار من سطح منزله، ليقرر أشقاء رضا بعدها قطع علاقتهم بشقيقهم نهائيًا خاصة بعدما تسبب بحبس شقيقه الأصغر، و نالوا بسببه من الأذى ما لايستطيع أحد أن يتحمله، بدت الأوضاع في بداية الأمر داخل القرية هادئة بعد اختفاء رضا و تركه لمنزل والديه ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة؛ أبى أن ينعم أشقاؤه بالراحة سواء منه ومن شره ومشاكله أو من جيرانهم الذين تصيدوا عودته لا للإبلاغ عنه والقبض عليه وإنما للثأر منه؛عاد رضا مرة أخري لمنزل والديهيتشاجر مع أخيه الأصغر بعدما رفض إعطاءه بعض المال، تشاجر الشقيقان بعدها يختفي رضا مرة أخرى، لكن أشقاء (ر.ي) خططوا للانتقام لأخيهم بدلا من تركهم القانون وحده يقتص من الجاني.

 

ظلوا يراقبونه حتى ادركوا المكان الذي يختبئ فيه، فاتفقوا مع أحد أصدقاء شقيقهم أن يستدرج رضا بعدما علموا بمكانه ليتمكنوا من تنفيذ انتقامهم منه، المكان المتفق عليه هو أن يتم استدراج رضا إلى ارض فضاء بجوار أحد الجراجات الخاصة بمنطقة شبرا الخيمه، حتى إذا ما تمكنوا منه قام (محمد.ع) بصدمه بسيارة نصف نقل، بعدها يطلق شقيق (ر.ي) الأعيرة النارية على المجني عليه (رضا.ج)، ولم يكتفوا بهذا ولكن قام باقي أشقاء المجني عليه بالاعتداء عليه باستخدام الأسلحة البيضاء قاصدين التمثيل بجثته، ومن ثم حملوه في السيارة وألقوا جثته أمام الجراج وبعدها لاذوا  بالفرار، ابلغ الأهالي رجال الشرطة بعثورهم على جثة رضا بجوار جراج، ليتم القبض على أشقاء (ر.ي) وهم خمسة متهمين ليتم إحالتهم إلى النيابة التي قررت حبسهم وتوجيه تهمة القتل العمد لهم، لتصدر بعدها محكمة جنايات شبرا الخيمه حكمها بالسجن المؤبد للمتهم الأول (خالد.ي)، والسجن المشدد7 سنوات لكل من المتهم الثاني (مصطفى.ي) والمتهم السادس (محمد.ع)، والمتهمين الثالث والرابع والخامس.

اقرأ ايضا | الإعدام لعامل قتل شخص وأشعل النار فى جثته لسرقته بشبرا الخيمة