خبير آثار: عظمة الحضارة الفرعونية سر الخيال الخصب الذي أغمض عين أبو الهول

 أبو الهول
أبو الهول

انتشرت صورًا وفيديوهات لأبو الهول مغمض العينين تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع خلال الساعات القليلة الماضية وتصدّر أبو الهول مؤشرات البحث على «جوجل» وتصدّر هاشتاج «#أبو_الهول» تريند تويتر ليبحث الجميع عن حقيقة ما حدث للتمثال وهى ليس إلا صورًا مفبركة من محترف للتصوير من زوايا تصوير معينة.

قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن الولع بالحضارة المصرية فى الداخل والخارج لن ينقطع وستنسج حوله الكثير من الخيالات الخصبة التى تساهم فى الدعاية للحضارة المصرية التى تكشف أسرارها يومًا وراء يوم خاصة مع ما قامت به الدولة ممثلة فى وزارة السياحة والآثار من موكب كبير شهد بعظمته العالم لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط عىوة على احتفالية إحياء طريق الأوبت بالأقصر مما كان له أكبر الأثر على تنمية الوعى بالداخل بقيمة الآثار المصرية وبدأ الشباب يتطلع لزيارة الآثار والتعرف على معالم الحضارة المصرية عن قرب والتى نتج عنها نوم أبو الهول أمس أيقظتنا على مكنون حب فى قلوب وعقول الشعب المصرى عبّر عنه فى هذه اللقطة التصويرية والذى سيتحول معها ملايين من الشباب المصرى خاصة مع بداية الأجازات لزيارة الأهرامات للتأكد بنفسه هل استيقظ أبو الهول أم ما يزال نائمًا .

ونوه الدكتور ريحان، لحادثة شهيرة عام 2013 حين أعلن مدير متحف مانشيستر ببريطانيا فى يونيو عام 2013 عن تحرك تمثال "نيب - سينو" المصري القديم، الذي يبلغ طوله 10 بوصات والموجود بالمتحف منذ 80 عامًا ودورانه 180 درجة فى فاترينة عرضه بالمتحف.

وذكر مدير المتحف كامبيل برايس في تصريحات لصحيفة "ميل أوف صنداي"، وقتها أنه لا يملك مفتاحًا لها سواه وقد قام بفتح الفاترينة بنفسه وإعاد التمثال لوضعه، وفى اليوم التالى لاحظ نفس الأمر وفسّر ذلك بأن هذا التمثال "أوشابتى" من التماثيل الصغيرة التى كانت توضع في المقبرة كوسيلة بديلة لنقل الروح ثم انكشف الأمر بأن الغرض هو الدعاية للمتحف وتحقق له ما يريد، وأن سبوبة لعنة الفراعنة أكل عيش للكثيرين فى صورة مؤلفات وقصص وخيالات وقد لاحظناها أثناء نقل ملوك مصر من المتحف المصرى وحذر البعض من كوارث رغم علم الجميع أن لعنة الفراعنة لا وجود لها إلا فى خيال معتقديها وليس لها أى أساس علمي.

ولفت الدكتور ريحان، إلى أن كتاب كتبه محامى لا علاقة له بالآثار عام 2010 يحمل عنوان "الفراعنة لصوص حضارة" وكانت ضمن حججه تمثال أبو الهول أيضًا  حيث ادّعى أن التمثال كان مغطى بالرمال وقت اكتشافه مما يعنى أن هناك رياح عاصفة غطته بالرمال، وهو نفس أسلوب عقاب قوم عاد كما سمح له خياله الخصب  وبالتالي فاستنتج أن قوم عاد هم بناة الحضارة المصرية وسرقها منهم قدماء المصريين.

وأكد الدكتور ريحان، أن تمثال أبو الهول لا علاقة له بقوم عاد أو بنبي الله إدريس كما أن الإدعاءات التي تقول أن أحد ملوك الفراعنة هو نبي من الأنبياء مثل ادعاءات أن أخناتون نبي الله موسى أو شطحات وخرافات عن مومياء معينة هي لنبي الله يوسف وغيرها كل هذه مجرد تخاريف لزوم الشهرة ولا أساس علمي لها بالمرة.

وأوضح أن المؤرخين اختلفوا في أصل أبو الهول وفكرة اتخاذ الأسد عنصرًا أساسيًا في تكوين شكل أبو الهول للتعبير عن القوة بدأت في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات واتخذه ملوك وحكام المقاطعات رمزًا للتعبير عن الحاكم القوي، وأن أبو الهول نسبة إلى الاسم المصري القديم "جوجون" أي مبعث الرعب و"بو هول" أي مكان المعبود هول، وأقدم اسم أطلق على أبو الهول وهو "روتي" المرتبط بإله الشمس الذي رمز له بصورة أسد رابض.

وفي الدولة الوسطى أطلق عليه "شسب عنخ" أي التمثال الحي، وهو ما نقله هيرودوت إلى اليونانية باسم سفنكس الذي انتشر بهذا الاسم في جميع اللغات، وصنع أبو الهول الموجود في الجيزة الملك "خع إف رع" خفرع 2625- 2600 قبل الميلاد ليتحدى به كهنة عين شمس.

وتابع الدكتور ريحان، أن معظم ملوك الدولة الحديثة صنعوا لأنفسهم تماثيل على شكل أبو الهول ووضعوها أمام معابدهم لحراستها، ثم انتقلت فكرة أو عقيدة أبو الهول ورمزه إلى مختلف البلاد الآسيوية واليونان وروما في عصور الهكسوس وبابل وآشور وأصبح لكل منها طابع مميز واختلف الرأس الآدمي فيها.

وقد عبّر عنه كهنة آمون في "طيبة" الأقصر برأس كبش والذى انتقل بدوره إلى البابليين والآشوريين أو رأس امرأة، كما ظهر في اليونان وروما بعدها ظهر في تماثيل ملكات مصر مثل تي وحتشبسوت ونفرتاري.