شخصيات و حكايات

حسام البدرى إنجازات عديدة.. وتحولات شديدة

حسام البدرى
حسام البدرى

كتب: شوقى حامد

جمعتنى بالكابتن حسام البدرى علاقة متصلة استمرت لعقود وحقب زمنية طالت لأكثر من ٤٠ عاما، صحيح لم ترق هذه الصلة لتكون صداقة.. لكنها أيضا لم تكن سطحية بل لعلها أقرب إلى أن تكون قوية، ففضلا عن كونه من العائلة الأهلوية التى تجمعنى وإياه، ويحرص أغلب أعضائها على التواصل والتعاطف،  فهو رجل علاقات عامة ممتاز يختلف تماما عن الشخص الحازم الحاسم الذى يبدو وهو يقود لاعبيه من على الخط بمعالمه الحادة وتكشيرته الجادة وتقاطيعه العبوسة.

 

 ومع ذلك فهو فى خارج الملعب باسم ودود رؤوم هادئ حصيف يجيد التعبير عما بداخله من مشاعر وما يجول بخاطره من أفكار، وهو كذلك مجتهد  متطور لديه قدرة فطرية تمكنه من اكتساب الخبرات والتحلى بالمقومات والإمكانات  التى توصله لتحقيق أهدافه وغاياته.. وكم جمعتنى بالبدرى جلسات ثنائية أغلبها فى أرجاء النادى كان معظمها للتشاور حول الأمور الفنية حيث كنت مكلفا بتغطية القلعة الحمراء إعلاميا، وكان هو فى مواقع عديدة كمدرب مساعد ومدرب ومدير للكرة، لديه من المعلومات ما يجعلنا نكتفى بالحصول على جانب منها.. وأشهد أن البدرى فى كل تلك المواقع لم يكن ضنينا فى البوح كما أنه لم يكن مفرطا فى التصريح.. والبدرى كسيرة ذاتية وإنسان له مشوار طويل وسجل عريق.. فهو من مواليد  ٢٣ مارس١٩٦٠ من أسرة مستقرة وعالية المستوى، حيث كان الوالد من المهندسين الكبار.

 

 انضم لأشبال الأهلى عام ١٩٧٨ بترشيح من الكابتن  فتحى نصير وتدرب فى المراحل المختلفة برعاية د.عمرو أبو المجد وارتقى لتمثيل الفريق الأول موسم ٧8/٧9 تحت قيادة الخبير المجرى هيديكوتى، وجاءت أولى مبارياته الرسمية أمام الأوليمبى وفاز فيها الأحمر ١/٣ وكانت أفضل مبارياته أمام الزمالك موسم ٨١ حيث فاز الأهلى بهدف  نظيف..

 

خاض البدرى  مع الأهلى ١٢٤ مباراة على كافة المستويات وأسهم فى تحقيق بطولة الدورى الممتاز أربع مرات وبالكأس ثلاث ومثلهن أفريقية.. ومثل منتخب الناشئين عام ٧٧ والمنتخب الأول  عام ٨٠ وشارك فى تصفيات الألعاب الأوليمبية بموسكو وأنهى مشواره بالملاعب  مبكرا لإصابته بالشبج المخيف الذى كان يتسبب فى اعتزال العديد من الموهوبين فى هذا الزمان، وهو قطع بالرباط الصليبى للركبة وودع الملاعب كلاعب عام ٨٧ ليتفرغ للامتهان بالتدريب معتمدا على  قدرته الفائقة فى تخزين واستيعاب الدروس والعظات من كل ما مر عليه من قيادات ابتداءً من نصير وحتى جوزيه مرورا بالكابتن الوحش ود.أبو المجد واللواء عبده الحاج وفينجادا ومارتن يول وبونفرير وأوليفيرا والسايس..

 

بدأ بقطاع الناشئين ثم معاونا بجهاز مانويل جوزيه فى ولايته الأولى ثم مع كل من خلفه وحتى عودته مرة أخرى لتولى المهمة واستمراره مدربا مساعدا حوالى عشر سنوات ثم مديرا للكرة بعد رحيل ثابت البطل ثم تولى منصب  المدير الفنى للأهلى بمفرده لثلاث مرات بفواصل وعمل مديرا فنيا للمريخ السودانى وحقق معه بطولة الدورى هناك واشتغل بتدريب نادى أهلى طرابلس ثم رئيسا لنادى بيراميدز.. ويمكن حصر الإنجازات التى حققها البدرى فى مشواره كلاعب فى الفوز بالدورى المصرى أربع مرات وكأس مصر ثلاثاً وكذلك ثلاث مرات أفريقية أما كمدرب فحقق مع الأهلى الفوز بثلاث مرات دورى وثلاث كئوس سوبر مصرى ومرة دورى أبطال أفريقيا ومرة كأس السوبر الأفريقى وكأس مصر واحدة.. كان البدرى  بين المرشحين لتدريب بعض  المنتخبات الأفريقية مؤخرا غير أن النهاية لم تكن بالتعاقد وهو كثيرا ما يسافر للخارج بكندا وأوربا لاكتساب المزيد من الخبرات والتواصل  مع أسرته هناك..