«الإفتاء» توضح حقيقة الربا والحكمة من تحريمه

 دار الافتاء
دار الافتاء

ورد إلى دار الافتاء سؤال يقول فيه صاحبه ما تعريف الربا؟ وما المنهج الذي سلكته شريعة الإسلام في تحريمه؟ وما الحكمة من تحريمه؟

وأجابت الدار بأن الربا: زيادة في رأس المال لا يقابلها عوضٌ مشروعٌ. وأوضحت الدار بأن الربا محرم في جميع الشرائع السماوية، وهو من أكبر الكبائر في شريعة الإسلام.

وقد حرَّم الله تعالى الربا لأسباب متعددة منها: أنه يقضي على روح التعاون بين الناس، ويولِّد فيهم الأحقاد والعداوات، ويؤدِّي إلى وجود طبقة من الجشعين الذين قست قلوبهم في الأمة والذين تكثر الأموال في أيديهم دون جهد منهم، بل إن التعامل بالربا في عصرنا الحديث أدّى إلى استعمار بعض الدول الغنية لبعض الدول الفقيرة.

وتابعت الدار: إن الربا في اللغة معناه: الزيادة، يقال: رَبَا الحال إذا زاد ونما؛ ومنه قوله تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276]، أي: يزيل الله تعالى بركة المال الذي يدخله الربا، وينمّي سبحانه المال الذي يتصدق منه صاحبه على المحتاجين.

والربا في اصطلاح الفقهاء له تعريفات كثيرة منها: أنه زيادة في رأس المال لا يقابلها عوضٌ مشروعٌ، والربا محرم في جميع الشرائع السماوية ويُعَدُّ في شريعة الإسلام من أكبر الكبائر، والمسلم الذي يتعامل بالربا عن تَعَمُّدٍ وإصرارٍ وعن إنكار لتحريمه يكون مارقًا عن الإسلام، وقد سلكت شريعة الإسلام في تحريمه مسلك التدرج كما فعلت ذلك في تحريم الخمر؛ لأن كليهما -أي الخمر والربا- كانا منتشرين بين الناس انتشارًا يصعب القضاء عليه مرة واحدة بعد أن تأصَّل في النفوس وتوارثته الأجيال جيلًا بعد جيل.

 

اقرأ أيضا : تنفيذًا لتوجيهات الرئيس| الأوقاف: نعمل بخطى ثابتة فى تأهيل الأئمة والواعظات