الفريق عبدالمنعم رياض.. أسرار إنسانية في حياة الجنرال الذهبي

القريق أول عبد المنعم رياض مع الزعيم جمال عبد الناصر
القريق أول عبد المنعم رياض مع الزعيم جمال عبد الناصر

 

تحدث السكرتير الخاص للشهيد الفريق أول عبدالمنعم رياض الرجل الذي كان يمضي معه  كل يوم 16 ساعة كاملة من العمل المتواصل ويتساءل: لماذا صمم أن يذهب وحده في رحلة الوداع؟.. منذ ثماني سنوات وأنا أرافقه في كل رحلة كل يوم كنا نقضي معا 16 ساعة لا نفترق فيها وفي اليوم المشئوم ارتديت ملابس الميدان وذهبت معه .


لم يقل لي أي شيء في الطريق كان كتوما كعادته دائما وفي المطار وبعد أن وضعت قدمي على سلم الطائرة قال لي:  أرجع أنت .. بلاش تيجي معايا المرة دي ! ولأني تعودت طاعته لم أجادله ولبيت رغبته وعدت ولم أكن أعلم انه ذهب وحده وأنقذني من الموت ولكنه تركني أقاسي ما هو أقسى من الموت، بحسب ما نقلته عنه جريدة أخبار اليوم في 15 مارس 1969.


وأضاف السكرتير الخاص: كنت أرافقه في جميع سفرياته وفي روسيا أعجب به القادة الروس لدرجة أنهم كانوا يطلقون عليه لقب «الجنرال الذهبي». 

وفي أمريكا كنا في مأمورية سن1952 وزرنا شركة للأسلحة وكان يناقش أصحاب الشركة في كل شيء يتعلق بهذه الأسلحة وذهلوا لغزارة معلوماته وثقافته العالية وعرضوا عليه العمل بمرتب خيالي وفي اعتزاز نظر لمدير الشركة وقال :  أن بلدي أولى بي حتى لو دفعت لي ألوف الدولارات .

وعندما زار مونتجومري القاهرة طلب أن يزور عبد المنعم رياض وبعد اجتماعهما أشاد مونتجموري بثقافته العسكرية وإطلاعه .

وروى كذلك: شيء آخر لا يعلمه أحد عنه إن الشهيد البطل قضى ثلاث سنوات في كلية الطب فقد كانت أمنية والدته أن تراه طبيبا مثل أخوته والمتصلون بأسرة الشهيد يعرفون تماما أنهم كانوا يطلقون على السيدة والدته لقب « أم الدكاترة ».

اقرأ أيضا| أول محاولة لإنتاج فيلم صلاح الدين الأيوبي.. جمال عبدالناصر كلمة السر 


وحاولت أن تقنعه بأن يستمر في دراسته في كلية الطب ليحقق أملها ولكن ذلك كان المطلب الوحيد الذي رفضه لها في حياته وترك كلية الطب والتحق بالكلية العسكرية لنه كان يقول « أريد أن أتم رسالة والدي » .


وعن الجانب الإنساني  في حياة عبد المنعم رياض يقول سكرتيره الخاص: أذكر أنه قد كلف أحد الضباط بعمل بحث علمي وحدد له مدة معينة وقبل انتهاء المدة بيومين كان الضابط في حالة سيئة لأنه لن يستطيع أن ينهي البحث في المدة التي حددها الفرق وكان السبب أن ابنه خرج يلعب وضل الطريق وحاول البحث عنه دون جدوى ولم يستطع الضابط وسط هذه الظروف أن ينهي بحثه.

وعندما سمع الفريق بالحادث اتصل فورا بجميع أجهزة الأمن وشرطة السواحل وقال لهم إن الطفل ابنه ولم يسترح إلا بعد أن اطمأن على عودة الطفل وسلامته وقال يومها : إذا لم أوفر الراحة والاستقرار لكل ضابط وجندي فلن أستطيع أن أؤدي واجبي كاملا.

ويضيف: كنت دائما أراه يصهر روحه ونفسه في العمل ولا يستريح أبدا فقد عرضت عليه في إحدى المرات أنه لابد له أن يتزوج وفوجئت برده كيف أتزوج؟! السن تأخرت بي وليس عندي وقت الآن ولقد كانت له ظروف عائلية تمنعه من الزواج فقد تعود على التضحية فقد ضحى بنفسه وكرس حياته لخدمة وتربية أخواته وأولاد أخوته وعائلته لقد كان من ضيق وقته يحلق ذقنه في مكتبه ويتمشى أيضا في مكتبه  كما كان يهتم جدا بالأبحاث العلمية ويستعين بخيرات أساتذة الجامعة وكل شخص متخصص ويستطيع أن يشارك في إعادة بناء الوطن.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم