هيام

الشيخ خليفة بن زايد

محمد صلاح
محمد صلاح

عقب صلاة الجمعة الماضية، وكالمعتاد تكرر المشهد الكلاسيكى لعم ضم ضم الجالس امام دكانه العتيق، امامه شيشته النحاسية، ومساعده سوستة يضع الفحم المتوهج على الشيشة، يتطاير الدخان من عم ضم ضم، ليغطى ملامح وجهه لحظات تلو الاخرى، من حوله يجلس اصدقاؤه، ولكن هذه المرة لا يتحدث احد، للوهلة الاولى تتخيل انهم نائمون، يخيم عليهم الحزن.. جلست عن قرب اتابع هذا المشهد الغريب، فانا لم اعهد هذا الصمت من عم ضم ضم واصدقائه.
ازداد فضولى، فتوجهت لأنضم الى هذه الجلسة غير المعتادة، وبعد الاستفسار، اخبرنى عم سعد البقال بأن الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الامارات انتقل الى رحمة الله اليوم، وهنا بدأ الحديث:


بداية من عمق جذور العلاقات المصرية الإماراتية، القائمة على الوعي والفهم المشترك لدعم جهود الاستقرار، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة.. مروراً ببداية حلم القومية العربية بين الزعيمين عبد الناصر والشيخ زايد آل نهيان، حتى تأييد مصر لاتحاد الإمارات السبع لتصبح الإمارات العربية المتحدة، فكانت مصر من أوائل الدول التي أيدت قيام الاتحاد، والاعتراف به، بل ودعمته دوليا وإقليميا كإضافة للقوة العربية.
وتطرق الحديث عن وفاء الشيخ زايد رحمة الله لمصر ودوره الريادى بالمنطقة، وما قدمه من دعم لمصر بعد حرب 1967، حتى معركة التحرير.. ومع حرب اكتوبر 1973، كان الشيخ زايد في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد في إعلان دعمه لمصر فى حربها، ومساهمته نيابة عن شعب الإمارات في إعادة اعمار مدن قناة السويس عقب انتصارات حرب أكتوبر. وتذكر الجميع جملته الشهيرة: «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر».


نهاية لما وصلت اليه خصوصية وذروة العلاقات بين مصر والامارات، لتزداد عمقا ورسوخا في عهد الرئيس السيسي وسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات رحمه الله، لتصبح النموذج الأبرز للعلاقات العربية العربية القادرة على مواجهة جميع التحديات في مختلف المجالات، وتجلى ذلك فى دعم الامارات لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، فى انعكاس لعمق واستثنائية العلاقات المصرية الإماراتية التي تمتد جذورها إلى المؤسس الشيخ زايد آل نهيان.. وفى النهاية ترحم عم ضم ضم وأصدقاؤه على فقيد الأمة العربية والإسلامية؛ لأنهم من الشعب المصرى الوفى الذى لا ينسى من وقف بجانبه.
رحم الله الفقيد، وإنا لله وإنا اليه راجعون.