بقلم مصرى

الإفادة فى الإعادة

    صلاح سعد
صلاح سعد

    صلاح سعد

إذا جاز القول إن معظم - وليس كل - المشاهدين تابعوا أحداث مسلسل (الاختيار 3) وكانت له الغلبة على ما عداه من مسلسلات أخرى فإنه بلا شك فى الإعادة إفادة، وأقصد بذلك العرض الثانى حتى تتاح فرصة المشاهدة المتأنية لأحداثه لمن تابعها وأيضا لمن لم يلحق بالعرض الأول فرصة الجلوس أمام الشاشة ومتابعة الحلقات من أولها وحتى نهايتها بتركيز شديد وآذان صاغية لكى يستوعب الأحداث وكل ما ورد فيها من تسريبات وتسجيلات صوتية.. فالعمل ليس مجرد دراما لها بداية وعقدة ونهاية بالشكل المتعارف عليه فنيا ولكنه وثيقة لأحداث تاريخية معاصرة مازالت حاضرة فى الأذهان منذ وقوعها فى 25 يناير وحتى ثورة 30 يونيو وما تخللها من أحداث ومواقف كانت تنذر بالخطر والضياع وسوء العاقبة..

ومن هذا المنطلق يمكن أن نطلق على العمل دراما تسجيلية فهى ليست من وحى خيال وإبداعات مؤلف يملك حرية تحريك الأحداث والشخصيات كما يهوى ويريد.. ولكنه واقع حى عاشته مصر بكل مرارته وعاصره كل المصريين من خلال وكالات الأنباء وعلى الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى والأهم من ذلك أنهم أنفسهم كانوا فى الصورة وليسوا على مقاعد المتفرجين واكتفوا بالمشاهدة ولكنهم كانوا فى بؤرة الأحداث وما خفى عنهم كشفته التسريبات والتسجيلات الصوتية التى أزاح العمل عنها النقاب.. وهذا انفراد بكل المقاييس يحسب لصالح المسلسل وهو أيضا سر قوته وتميزه..  وأعتقد أن العرض الثانى على الشاشة له مذاق خاص عن المشاهدة عبر المنصات الإلكترونية التى ازدحمت بالإعلانات!!