فى الصميم

القدس الأسيرة تنتصر على همجية الاحتلال

جلال عارف
جلال عارف

السلوك الهمجى من السلطات الإسرائيلية أثناء تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة ليس فيه من جديد إلا أنه يقع أمام أبصار العالم كله فلا يعود ممكنا أن يتجاهل إرهاب إسرائيل، ولا أن يتواطأ لإخفاء جرائمها!


حاولت إسرائيل بكل السبل أن تمنع الجنازة فى القدس الأسيرة لكنها فشلت. ولم يكن أمامها إلا أن تواجه الحقيقة التى لم ولن يستطيع إرهاب إسرائيل مهما فعل أن يغيرها وهى أن القدس العربية ستظل كذلك للأبد، وأن فلسطين لشعبها، وأن كل ماعدا ذلك عابر وإلى زوال!


تعرف إسرائيل أنها لا تملك إلا بطش القوة.. وحماقتها! كل ما فعلته لم يؤدى إلا أنها كشفت عن الوجه الهمجى للاحتلال بأوضح صورة. وكشفت أيضا أنها لاتخشى من شىء قدر خوفها من مواجهة الحقيقة. القوة الباغية تخاف من جثمان الشهيدة فى نعشها، وترتعد من علم فلسطين الذى يلف النعش ويرتفع فى أيدى الاف المشيعين. يعرف الاحتلال جيدا أن كل حجر وكل بشر فى القدس والأرض المحتلة لايعرف انتماء إلا لفلسطين ولايرفع علما إلا علمها.


كان جثمان الشهيدة فى نعشها أقوى من بطش احتلال لايتوقف عن جرائمه فى حق الإنسانية ولا انتهاكه للقوانين، ولا يخفى أيضا خوفه من الحقيقة التى لم يعد ممكنا أن يتجاهلها العالم. نحن لسنا هنا أمام حادث مؤسف نتلقى فيه العزاء ولا جريمة فردية تستحق أقصى العقاب. نحن أمام احتلال عنصرى لابد أن يسقط، وقدس عربية لابد أن نفك أسرها، وشعب فلسطين لابد أن ينال استقلاله ودولته وحقوقه المشروعة كاملة.


ستظل فلسطين تنجب الشهداء حتى تتحرر، ولن يحمى الإرهاب إسرائيل للأبد، ولن تسمح الشعوب باستمرار الصمت الدولى على جرائم اسرائيل التى لم يعد ممكنا التستر عليها. ليس كافيا إبداء الأسف أو تقديم العزاء، بل محاسبة إسرائيل على جرائمها وإنهاء الجريمة الكبرى وهى الاحتلال.
سلاما لأرواح الشهداء، وتحية للقدس الأسيرة وهى ترفع أعلام فلسطين وتنتظر الخلاص القادم حتما رغم كل الآلام.