المسلسل عرض أجندة أهل الشر لـ«خراب البلد» ويحذر الجمهور منها

طارق لطفى: «جزيرة غمام» عمل وطني يترك أثرا لدى المشاهدين | حوار

طارق لطفى ومى عز الدين فى مشهد من مسلسل «جزيرة غمام»
طارق لطفى ومى عز الدين فى مشهد من مسلسل «جزيرة غمام»

عاما بعد عام يثبت للجمهور أنه فنان من العيار الثقيل، فبعد سلسلة نجاحات متتالية قدم العام الماضى شخصية الإرهابى «الشيخ رمزى»  فى مسلسل «القاهرة كابول» وأعتقد البعض أنه وصل لأعلى مكان فى سقف أعماله إلا أنه أظهر للجميع أنه مازال لديه الكثير ليتفوق على نفسه فقدن هذا العام شخصية أصعب مع «خلدون الغريب» زعيم طرح البحر بمسلسل «جزيرة غمام» وعلى الرغم من تواجد أعمال ضخمة ومسلسلات قوية إلا أنه استطاع بالمسلسل أن يحجز لنفسه مكانة مرتفعة بين نجوم الصف الأول وضمن ترتيب عالٍ بين أعلى المسلسلات فى نسب المشاهدة أنه الفنان طارق لطفى الذى يتحدث إلينا من خلال الحوار التالى عن «جزيرة غمام» وكواليس تصوير المسلسل وغيرها من التفاصيل وإلى نص الحوار..

لماذا وقع اختيارك على «جزيرة غمام» لتخوض به السباق الدرامى؟


الموضوع جاء محض صدفة فقد كنت مرشحا لبطولة عمل آخر ولكن اثناء إحدى جلسات العمل روى المؤلف عبد الرحيم كمال حدوته جزيرة غمام» وفى تلك اللحظة قررت أن ألعب بطولة هذه القصة بدلا من المسلسل الأصلى لأنها حدوتة غنية جدا وبها كم هائل من التفاصيل التى أردت أن أعيشها وشخصيه خلدون مبهرة وتجذب أى فنان.


ما تلك التفاصيل التى جعلتك تؤجل مسلسلا من أجلها؟


يكفى أن يروى عبد الرحيم كمال قصة المسلسل أمام أى فنان ليتعلق بها فهو حكاء عظيم غير أنه عندما روى احداث القصة رواها بكافة تفصيلاتها واسقاطاتها السياسية وهى حدوتة مغرية وشخصية «خلدون» اعتبرتها تحديا لأظهر من خلالها إمكانياتى الفنية وموهبتي، لاسيما أننى حصدت نجاحا كبيرا بفضل الله فى العام الماضى من خلال مسلسل «القاهرة كابول» وجسدت شخصية صعبة للغاية لذا أظن أننى وجدت ضالتى فى مسلسل «جزيرة غمام» الذى لا يقل فى الروعة عن مسلسل العام الماضى وشخصية خلدون بها عمق ولها أبعاد فنية ونفسية لا تقل عن شخصية «الشيخ رمزى» فى «القاهرة كابول».


كيف كان تحضيرك لشخصية 'خلدون الغريب»؟


لقد عشقت الشخصية قبل أن أقف بها أمام الكاميرات لذلك وضعت لها تاريخا وتصورته فى كل مراحل حياته من الطفولة إلى أن أصبح فى المرحلة السنية التى تتضمنها الأحداث وأنا دائماً لى حسابات خاصة قبل البدء فى تجسيد أى شخصية فأنا لا أحب أن أعمل على «الكليشيه» المتعارف عليه لأى شخصية فالارهابى المتطرف مثلا يكون له أبعاد أخرى فى الشخصية من المفترض عرضها كذلك «خلدون الغريب» فعلى الرغم من شره إلا أنه به مشاعر وأحاسيس كبيرة يجب أن تظهر للمشاهدين وهذا لسبب وجيه هو أن هدفنا دائما هو مخاطبة عقل المشاهد وحثه على التفكير ويبدأ فى أن يتدبر أى موقف وهذا لن يحدث إذا أخذ المشاهد موقفا من الشخصية بل سيصبح الأمر تحديا وانتظارا للهزيمة ليس اكثر فحتى إن أحببت الإرهابى أو الغجرى سوف تكره أفكاره وستتعاطف مع غبائه وستتمنى أن ينسى أفكاره ويغيرها.

هل أنت من اخترت شكل الشخصية؟


التعامل مع شخصية كـ «خلدون» كان صعبا جدا واستغرقت وقتا طويلا للغاية ومجهودا كبيرا جدا بمعاونة المخرج حسين المنباوى فقد ظللنا مدة كبيرة نفكر ونتناقش حتى وصلنا لسمات الشخصية ووقفنا عليها وحددنا بعدها شكل الملابس وطبقة الصوت وبدأت تطويع صوتى ليكون مناسباً لها، حتى وصلنا لنبرة صوته التى أجهدتنى كثيرا حتى اننى تعرضت للإصابة بشرخ فى الأحبال الصوتية أثناء التصوير.


هل لاسم «خلدون الغريب» أى دلالة؟
بالطبع فالاسم يعكس الشخصية فاسم خلدون يعنى الخلود وهذا ما حاولنا أن نوصله أن هذه الشخصية ستظل خالدة فنحن نحاول أن نوضح أن الشر سيظل موجودا إلى الأبد ونظهر أيضا أن الشخصية متلونة لأنه لا يوجد شر مطلق وأن الشر قد يستتر خلف وجه باسم.


رأى البعض أنك قدمت شخصية الشيطان مع «خلدون» ظهرت الغوامض التى ترتبط بالإسقاط النجمى فهل قصدت ذلك؟
فى نظرية العالم الموازى هناك شىء يسمى الوسيط يتم التواصل من خلاله مع عالم الجان ويطلق عليه البعض كلمة «الاسقاط النجمي» كما قلت ومثبت تاريخيا أن البعض استخدم تلك الغوامض ليخرجوا من أرواحهم ويروا ما يرعب أعينهم ويعيشوا ما تحب قلوبهم وقد عرضت على الأستاذ عبد الرحيم كمال الفكرة ووافق عليها وهنا ارتديتها أما فكرة الشيطان فـ «خلدون» يمثل الشخص الشرير المعتدى أيا كان صهيونيا أو ماسونيا أو أى شىء آخر.


هل تؤمن على المستوى الشخصى بالإسقاط النجمى أو العالم الموازى؟
هناك ظواهر كثيرة فى العالم وأنا مهتم طوال الوقت باكتساب معلومات عنهم ليس أكثر.


كيف تدربت على التعامل مع النسناس خلال الحلقات؟
فى الحقيقة لست صاحب الفضل فى ذلك فالنسناس جاء إلىَّ مدربا على التمثيل والوقوف أمام الكاميرات، وكان يعلم جيدا الدور الذى من المفترض أن يقوم به، فقد كان معنا أثناء التصوير المدرب الخاص به، والذى دربه على الوقوف على كتفى خلال المشهد، ولم يكن هناك خطورة فى ذلك.


ألم تخش عدم تقبل الجمهور لفكرة عرض صراع الغجر فى الصعيد من 100 عام؟
الجمهور المصرى مبهر وفى كل عام يظهر مدى نضجه وتنوعه وتقبله لكل أشكال الفنون ففى كل مرة نقدم عملا مختلفا ونخشى فيه من رد فعله نجده يقف بجوارنا ولكن فى النهاية نحن نعرف أن أكثر ما يهم الجمهور هو أن نحترمه ونقدم له عملا جيدا.


ألا ترى أن المسلسل يمكن توصيفه أن به إسقاطا على العصر الحالى؟
بالطبع وهذا هو ما أعجبنى وأبهرنى فى فكرة المسلسل فالفكرة أن ما يحدث من 100 عام سيحدث بعد 100 عام فقصة الجزيرة تطبق فى كل وقت وبنفس التفاصيل فإذا ركزنا من أحداث أولى الحلقات سنجد فى أهم المشاهد عجوز الغجر توصى خلدون الغريب بثلاث توصيات وهى تخلع عنه رداءه الغجرى وتلبسه ملابس أهل الصعيد وتقول له «أول حاجة طاطي، تانى حاجة اخربها، تالت حاجة اركبها وامسكها من قرونها» وهذه هى الروشتة لاحتلال أى بلد أو لخراب أى مجتمع وقد حدث ذلك من قبل وسوف يحدث فى المستقبل.


البعض شبه «جزيرة غمام» بمصر والآخر بفلسطين كيف رأيت ذلك؟
القصة تحتمل كل الوقائع وكل البلدان ولكننا فى النهاية حاولنا تجسيد الشخصيات وإرسال رسائل للجمهور عن أنه إذا وصل أى بلد إلى هذه المرحلة من عدم الاستقرار وسمحنا للبعض بإثارة الفوضى سيكون هذا حالنا فـ «جزيرة غمام» هى رمز و»خلدون الغريب» هو رمز ينطبق على آلاف القصص. 


الأحداث تدور فى حقبة زمنية قديمة ومكان غير محدد.. فكيف تعاملتم مع الأمر؟
جزيرة غمام هى جزيرة وهمية فى صعيد مصر أحداثها تدور قبل مائة عام وهذا ما دفعنا لبناء ديكورات ضخمة فى أماكن مختلفة مخصصة للعمل وأيضا كانت هناك تكاليف ضخمة للأزياء الخاصة بالعمل وأشكر شركة الإنتاج التى لم تبخل على العمل بأى شيء ففى أحد المشاهد كان لدينا مئات من الكومبارس فى وقت واحد وتكرر هذا فى عدد من المشاهد.


وما أصعب المشاهد التى واجهتها أثناء التصوير؟ 
كان لدينا لوكيشن تصوير بمدينة العين السخنة واستمر لمدة 17 يوما تحت درجة حرارة متدنية جدا وسرعة رياح عالية وواجهنا أكثر من عاصفة ترابية واستخدمنا احدى تلك العواصف فى التصوير فقد كان واجبا علينا أن نستمر فى التصوير تحت أى ظرف لأن التصاريح لمدة زمنية قصيرة ولا تحتمل تأجيل يوم واحد وفى احد المشاهد وجدنا حائطا كاملا من الديكورات قادما إلينا وكاد يصاب فريق العمل بالكامل لولا ستر المولى وأيضا أطاحت الرياح بجسر تم بناؤه خصيصا للمسلسل فهذا «اللوكيشن» كان من أصعب ما صورت فى حياتي.


الدراما المصرية قدمت قصص الغجر سابقا فهل راعيتم أن تكونوا مختلفين؟
قصص الغجر لم تقدم كثيرا فى الدراما ولكن فى النهاية الغجر معروفون لدى الجميع أنهم مجموعات يعيشون فى شتات بلا أرض أو وطن «رحل» مقسمين إلى مجموعات كثيرة جدا وكل مجموعة متخصصة فى عمل مختلف ومنهم مجموعة الهنجرانية والمعروفة لدى الكثيرون بأنهم مجموعة من اللصوص وقد قدمنا من خلال العمل سيناريو وهم يحاولون أن يبحثوا عن مكان وموطن يخلقون فيه جزرا لهم من خلال احتلالهم لأرض جزيرة غمام.


هل الاعمال الاجتماعية قادرة على إرسال رسائل بهذا العمق للمشاهدين مثل الأعمال الوطنية؟
لا يوجد عمل بعينه اسمه عمل وطنى فكل الأعمال وطنيه فالفن سلاح ذو حدين يمكن أن تستخدمه لإفادة البشر أو لإبادة العالم وتأثير الفن لا يقل عن تأثير أى شيء فى العالم و»جزيرة غمام» عمل وطنى أثق أنه ترك أثرا لدى المشاهدين.


هل تعتقد أن هناك أشكالا من الدراما مضمون إلى حد ما نجاحها منها الدراما الصعيدية التى ينتمى لها المسلسل؟
بالطبع فهناك أشكال للدراما تعود عليها المشاهد مثل الدراما الصعيدية أو المسلسلات الكوميدية وأيضا إلى حد ما مسلسلات الجريمة «الساسبنس» ولكن مسلسل «جزيرة غمام» مختلف وحينما تقدم عملا مختلفا عن كل مسلسلات الموسم ويتوافر فيه كل عناصر النجاح من مؤلف بارع وشركة إنتاج كبيرة ومحترمة وممثلين على أعلى قدر من الخبرة والموهبة ومخرج كبير يستطيع توظيف إمكانياتهم فأنت ضمنت النجاح.


ألم تخشَ المنافسة فى وجود هذا الكم الهائل من المسلسلات؟
كما قلت من قبل نحن لدينا مقومات النجاح سواء فى الكتابة أو الإخراج أو «الكاست» وهذا ما يجعلنا نضمن على الأقل الحد الأدنى من النجاح وننتظر فقط أن نرى ترتيبنا بين أفضل مسلسلات الموسم.


وكيف استقبلت ردود الأفعال حول العمل؟
الحمد لله عظيمة وفى الحقيقة لقد بدأت استقبال ردود الأفعال منذ عرض الحلقات الأولى فمنذ طرح البرومو الخاص بالمسلسل على شاشات التليفزيون وأنا أتلقى رسائل حماسية كبيرة مع عرض المسلسل وجدت كما هائلا من الرسائل التى تشيد بالمسلسل وادائى به توالت هذه الإشادات مع العرض المتتابع للحلقات وبعد نهايته والحمد لله.


هل ترى أن الجمهور أصبح لديه ثقة كبيرة فى طارق لطفى وينتظر أعماله؟
لقد أشعرتنى بخوف فبمجرد طرح سؤالك شعرت بخوف وخفقان فى قلبى فعلى قدر ثقة الجمهور يجب أن تكون على قدر هذه الثقة إن أخطأت فلن يرحمنى فكما وثقوا بى ورفعونى إلى أعلى مكانة إن خذلتهم لن يكون لى مكان على الساحة.


هل حاولت أن تكرر تجربة البطولة الجماعية فى المسلسل بعد نجاحها العام الماضى؟
العمل الفنى فى الأصل هو عمل جماعى انحرف فى بعض الفترات وتحول إلى عمل أنانى ولكنه عاد من جديد  لقواعده السليمة فإذا ألقيت نظرة على تاريخ الدراما المصرية فستجدها جميعا ببطولات جماعية فالممثل لن يخرج مواهبه إلا إذا وقف أمام فنان كبير يستطيع أن يضاهيه وعلى النقيض الفنان الكبير لن يبدع اذا وقف أمام ممثل ضعيف أو ناقص الخبرة فالبطولة الجماعية هى الحل فنانون كبار يقفون أمام بعضهم فى تحد يستفيد منه الفنان قبل المشاهد ويتحول الأمر من مجرد تمثيل إلى متعة والمشاهد هو الفائز النهاية.


هل تابعت أعمالا أخرى فى شهر رمضان؟
للاسف ضيق الوقت لم يمكنّى من متابعة حتى مسلسلى الذى كنت أشاهده قبل أن أنام على ووتش ات ولكنى مررت سريعا على معظم المسلسلات ولفت انتباهى فريق عمل مسلسل «الاختيار» فهو فريق عمل لا يمكن وصفه وعلى الرغم من أنهم جميعا نجوم كبار جدا إلا أنه واضح من أدائهم كم الاجتهاد والمعافرة ليخرجوا أفضل ما لديهم سواء الفنان ياسر جلال الذى اهنئه على اجتهاده فعندما سمعت انه سيقدم شخصية رئيس الجمهورية توقعت أنه سيكون بشكل رمزى لكنه لم يمثل شخصية الرئيس بل تقمصها وقدمها بشكل حقيقى وأحرص الآن على مشاهدة الاختيار بتركيز وأيضا عدد من المسلسلات منها مسلسل حنان مطاوع فانا أثق فى أعمالها فهى ممثلة لها مكانة خاصة أشبهها بالمدفعية الثقيلة.

اقرأ أيضا | طارق لطفي: «دوري في جزيرة غمام محدش يحب يعمله من كتر شره»