رٌكن الحواديت

الموجوعون على الأرصفة

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

فجأة وضع شاب يده على فم صديقه الذى كان يصلى على النبى الكريم بصوت عال، ويعبث بيده فى شنطة بلاستيك سوداء، داخل عربة المترو، فتعجبنا من تصرفه! لم يبدِ الولد «مغلق الفم» ردة فعل تجاه تصرف صاحبه، وظل الجميع يرقب الأمر بشغف.  

بعدها بثوانٍ لمحت رجلًا ضخمًا يتفقد الركاب بعينيه المتسعتين، ثم اقترب من أحد الشابين وقال: بطاقتك. أخرج الولد البطاقة ويده ترتعش. ثم سأله: بتبيع إيه هنا؟

فقال الولد: ماحصلش يا باشا، وبسرعة أزاح صديقه الشنطة السمراء خلف المقعد، وتعاطف معه أحد الجلوس، وأمسك بها على اعتبار أنها تخصه.


نادى المذيع الإليكترونى باسم المحطة المقبلة، فتهيأت، ووجدت الشابين يقفان بجوارى أمام باب النزول، وعلى وجهيهما صفرة وكثير من العرق.
ونحن نمشى على الرصيف قال لصاحبه: أنقذتنى بغلق فمي، كنت سأقول موالًا فى نوع الولاعات الجديدة، فابتسم صاحبه وقال: وأنا كذلك ألفت نشيدًا لتسويق ساعات الأطفال التى معي.

لقد تعبنا من هذه المهنة، وعلينا البحث عن عمل آخر، أنهكتنا المطاردات والفصال مع الزبائن، وقلق البحث عن رزق يوم بيوم.  
فابتسم صاحبه بوجع وقال كل الذين شكوت لهم حالى ونصحونى بالصبر على البلاء وفحش هذا الغلاء، لديهم كثير من المال!