أما قبل

وزير يصنع المعجزات

داليا جمال
داليا جمال

تخيل يا مؤمن وتخيلى يا مؤمنة أن تذهب إلى قلعة الطب فى مصر والعالم العربى، كلية طب قصر العينى، فتفاجأ أنه ما بقاش قصر العينى !! بل يمكن ان نطلق عليه «قصر المندى» او « قصر المضبى»، وهى أسماء أكلات بدوية يعرفها أهل البادية.

فجأة تدخل إلى قلعة الطب فى مصر وأكبر وأقدم جامعة للطب فى العالم العربى والشرق الاوسط، فلا تجد طبيبا مصريا واحدا من طلاب كلية الطب !  
بينما تتعثر داخل أروقته فى طلاب من جنسيات عربية وإفريقية مختلفة، طالبات يرتدين البراقع السوداء لأنها الزى الرسمى للمرأة فى بلادهن ! والطلاب يرتدون الجلباب الابيض بدل البالطو !
تسأل مين دول ؟

تأتيك الإجابة بأنهم دفعة سنة أولى طب السنة دى ؟ أومال فين طلاب الطب المصريين ؟
يأتيك الرد كرصاصة قاتلة : بأن دفعة كلية طب قصر العينى هذا العام تضم ٢٠٠٠ طالب أجنبى، مقابل ٦٠٠ طالب مصرى فقط !
وأن القبول لأبناء الدول الأخرى من غير المصريين، لايشترط أكثر من حصول الطالب على ٧٠٪ فقط لاغير لدخول كلية طب قصر العينى !
ونظرا لصعوبة دراسة الطب باللغة الإنجليزية على طلاب حاصلين على ثانوية بلادهم بنسبة ٧٠٪، فقد لجأ أساتذة طب قصر العينى لتدريسهم الطب باللغة العربية، ومع ذلك كانت النتيجة سلبية، ورسبوا !!

أما أولادنا المصريون الحاصلون على أرقى تعليم وأقوى ثانوية عامة فى العالم البريطانية والأمريكية، فلا مكان لهم داخل كليات الطب الحكومية.
والنتيجة أننا بعد سنوات قليلة لن نجد أطباء فى مصر، بعد أن فقدنا وجود أجيال من الأطباء يتسلمون رسالة الطب جيلا بعد جيل، وأن حلقة الوصل بين أجيال الطب فى مصر ستنقطع تدريجيا.
وللحديث بقيه....