إنها مصر

تطهير العقول!

كرم جبر
كرم جبر

لا يكفى أن نواجه الإرهاب بالأسلحة التقليدية، فالعدو من أقذر أنواع السفاحين، وليس لهم رسالة إلا القتل وإراقة الدماء، ومصر فى حرب حقيقية تستوجب شحذ كل أسلحتها بجدية وفاعلية فى معركة تطهير العقول، وتحصين من لم يقعوا فى الشرك، والأمر يتطلب ثورة دينية، رغم أن ما يحدث لا علاقة له بأى دين سماوي، والأديان بريئة منهم، ولكن من ينزل إلى القرى والنجوع والأماكن النائية، سوف يكتشف مأساة حقيقية، حيث تنتشر أفكار التطرف والتكفير، وإنتاج مزيد من الإرهابيين، مثل الذين يقتلون شهداءنا الأبرار، ويعتقدون أن ذلك جهاد فى سبيل الله.

ندعو بالصبر والسلوان لأهالى الشهداء، مسلمين ومسيحيين.. الذين يتسلحون بالقرآن والدعاء، رغم الحزن والألم ولوعة الفراق، فزوجات الشهداء أمهات مصريات مثل سائر أخواتنا، محجبة وبسيطة، وفى وجهها علامة الصلاة، وتقول «الحمد لله، ربنا يصبرني»، فى مواجهة أكبر محنة يمكن أن يواجهها إنسان، وأيضاً إخوتنا المسيحين الذين يتسلحون بالصبر والإنجيل.
ربنا ينزل عليكم صبراً جميلاً، فقد أقسم رجالنا الأبطال على أن دماء زملائهم لن تضيع هباءً.

***

السيدة مارينا صلاح سركيس دخلت مستشفى خاصاً لإجراء عملية عيون، فخرجت جثة هامدة، ولن يحصل زوجها على حق أو باطل، لأن منظومة المستشفيات الخاصة غير منضبطة وتحتاج إلى إعادة نظر.

من منا لم يعان، وأنا شخصياً لى حكايات كثيرة، وكان الله فى عون أى إنسان يمرض ويضطر للذهاب إلى المستشفى، فيعانى الأمرين من الإهمال حتى الفواتير العشوائية الفلكية.

وزارة الصحة عليها دور مهم بالتعاون مع نقابة الأطباء، لتحديد أسعار الخدمات الطبية حسب إمكانيات كل مستشفى، بجانب التفتيش والمرور الدورى على المستشفيات، فلم تعد مهنة الطب إنسانية بالدرجة الأولى، منذ أن دخلها الجشع والاستغلال واستثمار أوجاع المرض.

***

مأثورات الإمام على « كرّم الله وجهه»
جاء فى مواعظه المأثورة: خمس خذوهن عنّي: لا يرجو عبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحيى جاهل أن يسأل عمّا لا يعلم، ولا يستحى عالم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.

قال عندما طُلبَ منه وصف الدنيا: ما أصف لكم من دار، من افتقر فيها حمد، ومن استغنى فيها فُتن، ومن صحّ فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب .
قال فى التّحذير من المعاصى وأثرها السيىء على العبد فى الدنيا قبل الآخرة: جزاء المعصية الوهن فى العبادة، والضيق فى المعيشة، والنّقص فى اللذّة، فقيل له: وما النّقص فى اللذّة؟، قال: لا ينال شهوة حلال إلّا جاء ما ينغصه إيّاها.

قال فى باب الزّهد فى الحياة الدّنيا: الدنيا دار ممر إلى دار قرار، والنّاس فيها رجلان: رجلٌ باع نفسه فأوبقها، ورجلٌ ابتاعها فأعتقها، عرّف التّقوى تعريفاً جامعاً، فقال: التّقوى هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنّزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.