يحدث فى مصر الآن

قيثارة السماء

يوسف القعيد
يوسف القعيد

ذكّرنى الملف الخاص الذى أخرجته مجلة المصور فى عددها الأخير عن الشيخ محمد رفعت بمناسبة التاسع من مايو ذكرى ميلاده ورحيله. والعنوان الذى أفردته المجلة له: جوهرة قُرَّاء القرآن وقيثارة السماء الشيخ محمد رفعت. ولد الإثنين التاسع من مايو 1882، ورحل عن عالمنا فى التاسع من مايو 1950.


كان ميلاده فى السنة التى احتلت فيها إنجلترا مصر. وجاء رحيله قبل ثورة يوليو 1952 بعامين.

والملف نواة كتاب مهم عن الشيخ محمد رفعت الذى أوشكنا أن ننساه من زحمة ما يجرى حولنا. خاصة أنه عاصر الراديو فقط. ولم يعاصر التليفزيون.

وما يربطنا به صوته النادر رغم رداءة بعض التسجيلات. والخروشة التى يمكن أن تُقل منها. لكنها بمرور الوقت أصبحت ميزة من مزاياه وليست عيباً من عيوب التسجيل.


إنه الشيخ محمد رفعت بن محمود رفعت بن محمد رفعت. المولود فى درب الأغوات بحى المغربلين بالقاهرة. ملف المصور جامع مانع. فيه كل ما يمكن أن يُقال عن الشيخ رفعت. يتصدر الملف مقال منشور بمجلة الهلال يوليو 1982، كتبه كمال النجمى عاشق الشيخ رفعت الذى وصفه بأنه أعظم من رتَّل القرآن الكريم. وكان صادقاً فى وصفه.


وقد حسدت المرحوم كمال النجمى لأنه رأى الشيخ رفعت رؤيا العين واستمع إليه بأذنيه. خاصة أنه رآه بعد يومين من حضوره للقاهرة من قريته. ومن حسن حظ كمال النجمى أنه استمع إلى أم كلثوم أيضاً فى الليلة السابقة بمسرح حديقة الأزبكية فى وسط القاهرة. تتغنى حتى الثانية صباحاً. بروائعها التى كانت تملأ الأسماع فى ذلك العهد.


وكانت أم كلثوم فى عز شباب صوتها، واكتمال صحتها، وسعادتها بما حققت من مجد غير مسبوق لفن الغناء العربى على امتداد تاريخها الطويل. المهم أن الملف الذى نشرته مجلة المصور التى يرأس مجلس إدارتها أحمد عمر. ويرأس تحريرها الصحفى أحمد أيوب الذى يحاول استعادة كل أمجاد المجلة الأساسية والجوهرية من بين كل المجلات التى تصدر فى مصر الآن.


جاء ملف الشيخ رفعت احتفاء بمناسبة 120 عاماً على ميلاده، و72 عاماً على رحيله. ووصفته المجلة بأنه جوهرة قُرَّاء القرآن الكريم. أذكر أننى عندما كنت أُعد كتابى مع الأستاذ هيكل: محمد حسنين هيكل يتذكر عبد الناصر والمثقفون والثقافة أن الرئيس جمال عبد الناصر سأل عن تسجيلات الشيخ محمد رفعت. وسؤال الرئيس عبد الناصر عن التسجيلات هو الذى فجر قضية البحث عن تسجيلات رفعت.

واتضح لهم أن كل الموجود عبارة عن بعض تسجيلات الإذاعة له. وكذلك بعض الهواة. وكانت هناك بعض التسجيلات النادرة له عند أم كلثوم. ولا أعرف مصيرها.


وقد تم اكتشاف أن هناك بعض الهواة من محبى صوت الشيخ رفعت. ومنهم عاشق اسمه زكريا باشا مهران. سجل على أجهزة بدائية قراءات للشيخ رفعت من الراديو. وزكريا باشا مهران صاحب أهم تسجيلات للشيخ رفعت. هو الذى تقدم وقال إن عنده تسجيلات نادرة للشيخ رفعت.


فهل أحيى مجلة المصور على ملفها الفريد عن الشيخ رفعت وأكتب أن الملف نواة كتاب نادر عن الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء؟!.