230 أصيبوا بالالتهاب الكبدى فى 20 دولة

الحيوانات الأليفة فى قفص الاتهام «فيروس غامض» يطارد أطفال العالم

«فيروس غامض» يطارد أطفال العالم
«فيروس غامض» يطارد أطفال العالم

حالة قلق جديدة تعيشها الأمهات بعد ظهور وباء جديد فى حوالى 20 دولة حول العالم يصيب الأطفال دون الـ16 عاما، ولم يُعرف السبب وراءه حتى الآن، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تلقت عشرات البلاغات عن إصابات أطفال بالتهاب الكبد الحاد التى لم يحدد سببها بعد، مقدرة عددها بنحو 230 حالة فى مختلف أنحاء العالم، وسجلت غالبية هذه الحالات فى أوروبا وبريطانيا مع خضوع 10 أطفال منهم لعمليات زراعة كبد حرجة.

 

ووفقاً لصحيفة «صن» البريطانية، أظهرت البيانات الرسمية أن 163 طفلاً فى المملكة المتحدة أصيبوا بالمرض، 11 منهم بحاجة لزراعة كبد، وحذر مسئولو الصحة فى بريطانيا من أن وجود كلب أليف أو تناول الباراسيتامول قد يؤدى إلى حالات غامضة من التهاب الكبد لدى الأطفال، ويحذر المسعفون من أن حالات المرض أكثر انتشاراً فى المنازل التى توجد بها كلاب، وفى 92 حالة فى جميع أنحاء المملكة المتحدة، كانت 64 حالة فى الأطفال الذين كانوا من عائلات تملك كلاباً أو تعرضوا للكلاب، وفقاً لبيانات من وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة (UKHSA).

 


ومن أعراض هذا التهاب الكبدى الغامض إصابة الطفل باليرقان أو اصفرار لون الجلد والعين والإسهال والتقيؤ وآلام البطن، وأشار المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية إلى أن أيا من الفيروسات التى تسبب عادة التهاب الكبد الوبائى الحاد من (A) إلى (E) لم ترصد فى أى من الحالات التى ظهرت مؤخرا، ورجحت السلطات الصحية الأمريكية بناء على تحاليل للإصابات المسجلة أن يكون فيروس «غدّي» - المسبب لأعراض تنفسية أو اضطرابات بالجهاز الهضمى - وراء هذه الحالات الغامضة، لكنها مع ذلك لم تجزم بأنه السبب المؤكد.


الوضع آمن بمصر

من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، أن الوضع الصحى فى مصر خال تماما من مرض التهاب الكبد الحاد الذى يصيب الأطفال، كما أنه لم يثبت بعد أن المرض ينتقل من شخص لآخر، فمن المعروف أن انتقال الفيروس الكبدى يكون عن طريق الدم فقط وليس التنفس أو الجلد، منوها بأن وزارة الصحة تتابع كل المستجدات الصحية على المستوى المحلى والعالمى ليكون لديها كل المعلومات الحديثة فى قطاع الطب الوقائي.


من جانبه، أصدر الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، منشورا لكل قطاعات وزارة الصحة بشأن رصد حالات الإصابة بالالتهاب الكبدى عند الأطفال فى عدد من دول العالم منها أيرلندا والمملكة المتحدة غير معروفة السبب، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن الحالات المصابة بالمرض تعانى ارتفاعا فى إنزيمات الكبد بشكل ملحوظ، مع ظهور بعض الأعراض مثل الصفراء والقيء والإسهال وآلام فى البطن وتم استبعاد الإصابة بفيروسات الكبد  A-B-C -E.


وتضمن المنشور تعريف حالات الإصابة بالالتهاب الكبدى للأطفال منها الحالة المؤكدة وتشمل أى طفل يبلغ من العمر 10 سنوات أو أقل يعانى التهابا كبديا حادا، ولم يتم تشخيص أى من فيروسات الكبد A to E مع وجود ارتفاع فى إنزيمات محددة للكبد أعلى من 500 وحدة دولية بداية من مطلع يناير 2022، أما الحالة المحتملة، أى طفل بعمر من 11 إلى 16 عاما يعانى التهابا كبديا حادا لم يتم تشخيصه بأى فيروسات الكبد A to E مع وجود ارتفاع فى إنزيمات محددة للكبد أعلى من 500 وحدة دولية بداية من الأول من يناير 2022. وتشمل الحالة المرتبطة وبائيا بأى حالة يتم تشخيصها كحالة التهاب كبدى حاد، ولم يتم تشخيصها بأى من فيروسات الكبد A to E أى عمر ولديه ارتباط وبائى مع الحالات المؤكدة.


البارسيتامول

فيما يقول الدكتور علاء نوح، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب قصر العيني، إن الدراسات العالمية لم تصل إلى حقيقة الفيروس حتى الآن ومعظم الحالات يتم شفاؤها إذا اتبعت نظام العلاج التحفظى المتبع فى المستشفيات، لكن فى حالة تدهور الوضع وتسارعه يكون الحل زراعة الكبد كما حدث مع عدد قليل من الأطفال المصابين، منوها بأن الأعراض المشابهة التى يتحدث عنها البعض فى مصر هى نتيجة لحساسية الكبد تجاه بعض الأدوية والتى تتسبب فى ظهور بعض العلامات المقلقة، وأبرز هذه الأدوية «الأسبرين» و»البارسيتامول» التى تسبب حدوث التهاب بالكبد ورفع معدل الإنزيمات عن الطبيعي، ولكن عند إجراء التحاليل المعملية تظهر النتيجة سلبية ولم يتم إثبات وجود التهاب فيروسى بالجسم، ومازالت الأبحاث مستمرة حول سبب الإصابة إذا كان الحساسية للعلاج أم بسبب الفيروس الغامض، وينصح الأمهات بضرورة التوجه للطبيب المختص فى حالة إصابة أطفالهن بأى مرض.


ووافقته فى الرأى الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب ورئيس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لطب الأطفال، مؤكدة أن البارسيتامول - وهو أفضل علاج آمن لارتفاع الحرارة على مستوى العالم - من الأدوية التى يتخلص الجسم منها عن طريق الكبد، وفى حالة وجود التهاب بالكبد وإن كان بسيطا فإنه يقلل قدرة الكبد على القيام بوظائفه الطبيعية، بالتالى لا يستطيع التخلص من الدواء وتزداد نسبته فى الدم؛ ما يسبب ارتفاعا ملحوظا فى الإنزيمات مصحوبا بعلامات أخرى كاليرقان أو اصفرار الجلد والعين والخمول والكسل، كنتيجة طبيعية لعدم قدرة الجسم على التخلص من الدواء وكذلك يمكن حدوث هذه المضاعفات السابقة عند طريق تناول جرعة كبيرة جدا منه.


وفيما يخص علاقة الحيوانات الأليفة خاصة الكلاب بزيادة فرصة الإصابة بالتهاب الكبد الغامض، قالت إن هناك شكًا فى ذلك، فمن المعروف عن الحيوانات الأليفة أنها تكون حاملة لبعض الفيروسات التى يمكن أن تنقل للإنسان لكن حتى الآن لم يثبت أيضا نقلها لفيروس يتسبب فى الإصابة بالتهاب الكبد، لافته أن المرض لم يشكل الخطورة البالغة التى يراها البعض وإنما الأخبار المتداولة عالميا تشير إلى أن هناك التهابا فيروسيا يصيب الكبد للأطفال من عمر عام وحتى 12 عاما ويشمل كل أعراض التهاب الكبد السابق ذكرها بالإضافة للتقيؤ وألم البطن وارتفاع بدرجة حرارة الجسم وقد تحدث حالات وفاة.


«الأدينو فيروس»

وقام الخبراء بعمل فصل للفيروسات الناتجة من التحاليل المعملية ووجد أنه لا يوجد أى أثر لفيروس كورونا كما يعتقد البعض أنه السبب فى الإصابة، لكن بعض الحالات ظهر بها ما يعرف باسم «أدينو فيروس» وهو فيروس قديم من الفيروسات الغدية الشائعة التى تصيب البشر فى أى وقت من السنة، ويمكن أن تسبب أمراضا مختلفة، وتتمثل أعراضه فى الرشح، والإسهال، والتقيؤ، والتهاب فى الحلق، والتهاب فى الأذن الوسطى، ويرى الخبراء أنه يمكن أن يتحور بشكل شديد مما يسبب التهاب الكبد والوفاة ولكن لم تجزم الدراسات بذلك حتى الآن، وفى الغالب لا يستغرق المرض فترة طويلة ويتم الشفاء عند تناول الطفل لأدوية تمنع الإسهال والقىء وتناول المحاليل.


ونتيجة للذعر المنتشر بين الأمهات، فإن الكثير منهن يربط بين التهاب الكبد وأمراض أخرى تتشابه معه فى الأعراض، أبرزها النزلات المعوية التى تصيب عددا كبيرا من الأطفال وتتسبب فى إصابتهم بالقيء المستمر والإسهال وهبوط فى الدورة الدموية وأحيانا العرق الغزير، مشيرة إلى أن التصرف الخاطئ هو ما يزيد الحالة سوءا، وعلى الأم معرفة أن الجهاز الهضمى فى حالة إصابته بالتهاب تكون الأمعاء والمعدة ليس لديها القدرة على تحمل أى طعام بها لذلك يجب الامتناع عن تناول أى طعام تماما والاكتفاء بشرب السوائل ومحلول الجفاف بكميات صغيرة على فترات متقاربة حتى لا يصل الأمر لإصابة الطفل بالجفاف ونقص السوائل واضطراب الأملاح بالجسم وتعريض حياته للخطر أو الوفاة لا قدر الله، وفى حالة استمرار القيء لأكثر من 24 ساعة فلابد من التوجه للمستشفى فورا لعمل اللازم.


طرق الوقاية

وشددت الألفى على ضرورة الاهتمام بطرق الوقاية لحماية الطفل من الإصابة بالتهاب الكبد أو أى أمراض أخرى وذلك عن طريق اتباع الإجراءات الاحترازية والاهتمام بغسل الأيدى باستمرار وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال وارتداء الكمامة والتباعد واتباع العادات الصحية والتهوية الجيدة وتعريض الأطفال للهواء الطلق للتقليل من فرص الإصابة والحد من انتشار هذا الفيروس.


وأخيرا أكدت تعاون لجنة الصحة بمجلس النواب مع وزارة الصحة بشكل مستمر للنظر إلى الحقائق الصحية على المستويين المحلى والعالمى مع وجود تنيسق وتشاور ولقاءات دائمة بين السلطة التشريعية والرقابية وبين السلطة التنفيذية للإطلاع على جميع المستجدات.

اقرأ ايضا | تعرف على حالات الكبد الأكثر احتياجا للعلاج بالبلازما