فلسطين: طرح إسرائيل مشاريع استيطانية جديدة عشية زيارة بايدن يثير الشكوك

مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية
مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات المخططات والمشاريع الاستيطانية الاستعمارية التوسعية، التي تقرها وتطرحها دولة الاحتلال بشكل متلاحق في الآونة الأخيرة بهدف تعميق وتوسيع المستعمرات القائمة واستكمال عمليات تهويد القدس وتغيير معالمها وواقعها التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم من خلال إغراقها في محيط استيطاني ضخم يفصلها تمامًا عن محيطها الفلسطيني ويربطها بالعمق الإسرائيلي.

جاء ذلك بعد قرار سلطات الاحتلال بناء 4000 وحدة استيطانية جديدة في الأرض الفلسطينية المحتلة معظمها لشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية وتسمينها وربطها بالمستعمرات الكبيرة القريبة منها، والموافقة على بناء 1600 وحدة استيطانية ادرجت في المخطط الرئيس لمدينة القدس في المجمعات التي تم تعريفها على أنها "بوابات الدخول إلى المنطقة الصناعية".

وأشارت الخارجية الفلسطينية، في بيانٍ لها، إلى أن ذلك في إطار عملية استكمال بناء 6 مجمعات تتحكم بالدخول إلى المدينة المقدسة من الغرب والشرق، ومصادقة ما تسمى بلجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس على 3 مخططات لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة "التلة الفرنسية" بما في ذلك بناء مجمعات سكنية وتشغيلية وأبراج في المكان، والبدء بشق طريق استيطاني في وادي فوكين غرب بيت لحم لإقامة منطقة صناعية ضخمة تضم عشرات الدونمات من الأرض الفلسطينية، هذا بالإضافة لعمليات تجريف الأراضي المتواصلة واسعة النطاق التي يقوم بها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال في مناطق الأغوار كافة.

كما أدانت الوزارة بشدة قرار ما يسمى القائد العسكري للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال بإنشاء مجلس محلي استيطاني جديد لأول مرة منذ 24 عامًا بالضفة الغربية بما يؤدي إلى تعميق دولة المستوطنين وشرعنتها في الأرض الفلسطينية المحتلة.

واعتبرت الوزارة أن هذا الهجوم الاستيطاني المتصاعد يندرج في إطار عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية بهدف إغلاق الباب نهائيًا أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو بعاصمتها القدس الشرقية، حيث يتضح يومًا بعد يوم أن الحكومة الإسرائيلية تسابق الزمن لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال وفقًا لخارطة مصالح إسرائيل الاستعمارية، الأمر الذي يحول الحديث عن عملية السلام والمفاوضات وحل الدولتين في ظل هذه المشاريع الاستيطانية إلى خيالي وغير واقعي، وهو ما يترافق مع حرب سياسية تشنها دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة على المستويات الدولية كافة لدفع المجتمع الدولي للتسليم بالتغييرات التي يفرضها الاستيطان عنوة في ساحة الصراع.

وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن مواقفها المعادية للسلام ومشاريعها الاستيطانية التوسعية التي تخرب أية جهود مبذولة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تمهيدًا لجلوسهما على طاولة المفاوضات.

وقالت الخارجية الفلسطينية: "من المستغرب أن طرح هذه المشاريع الاستيطانية الضخمة يأتي في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وفي ظل تأكيدات علنية على رفض الإدارة الأمريكية وإدانتها للاستيطان، وهو ما يثير عديد التساؤلات والشكوك خاصة في ظل ما أورده الإعلام العبري بشأن تنسيق البناء الاستيطاني الجديد والتشاور حوله مع الإدارة الأمريكية قبل الإعلان عنه".