بطولة أم .. أنقذت أبنتها من المتحرش وسلمته للشرطة

التحرش بالأطفال
التحرش بالأطفال

منى ربيع 

ظن المجرم في هذه الجريمة انه سيفلت بجريمته الشنعاء من العقاب، سيعبث ببراءة طفلة صغيرة في الخفاء ويفر هاربًا دون عقاب، تتبع الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها العشر سنوات اثناء دخولها منزلها، وبمجرد أن وجدها وحيدة ظن انها وقعت في المصيدة استوقفها وهو يظن انها ستخاف منه وستخضع لرغباته المريضة خوفًا منه، لكن الصغيرة بمجرد أن لمس جسدها صرخت واستنجدت بوالدتها لتحميها، هرب المجرم ظنًا انه أفلت من جريمته إلا أن الجيران استطاعوا الإمساك به ومن ثم تسليمه إلى الشرطة والتى بدورها سلمته للعدالة ليمثل امام محكمة جنايات القاهرة بعد أن أحالته النيابة العامة للمحاكمة بعد اتهامه بهتك عرض طفلة صغيرة، «اخبار الحوادث» لم تقف فقط عند حكم المحكمة بل  تحدثنا مع اساتذة الطب النفسي لنعرف منهم شخصية المتحرش وكيفية حماية أبنائنا منهم وهل هم مرضى ام مجرمون؟  في السطور التالية ننشر تفاصيل القصية  والاجابة عن تلك الأسئلة.

 

تفاصيل القضية ترجع إلى شهر اكتوبر 2021 عندما خرجت شيماء التى يبلغ عمرها 10 سنوات لشراء بعض الاشياء التى تحتاجها لمدرستها، من احدى المكتبات المجاورة لمنزلها بمدينة 15 مايو، ولأن  المكتبة لا تبعد سوى خطوات قليلة عن المنزل سمحت لها والدتها بالنزول، اشترت الصغيرة كل ما تحتاجه وأثناء عودتها كانت هناك عيون ترقبها وهي تسير في الشارع تمسك أدواتها فرحة بها، كانت تلك العيون تنهش جسدها الصغير بنظراتها بدت امامه كامرأة كبيرة متفجرة الأنوثة.

 

كانت تلك العيون لأحد الأشخاص الغريب عن المنطقة، بدأ يترقب الصغيرة اثناء سيرها وعودتها إلى المنزل، اخذ يسير وراءها في هدوء، حتى دخلت بيتها، وقبل أن تصعد درجات السلم اخذ ينادى عليها وترتسم على وجهه ابتسامة صفراء يطلب منها أن تساعده في أن تدله على رقم احدى البنايات، وبكل براءة اقتربت منه الصغيرة لتساعده، لترتسم على وجه الغريب ابتسامة الانتصار والنشوة بأن الضحية وقعت في المصيدة وصارت بين يديه، وبمجرد أن اقتربت منه جذبها اليه وهو يلمس مواطن عفتها، شعرت الصغيرة بالخوف والذعر واخذت تصرخ تستنجد بوالدتها، خرجت الام مذعورة على صرخات صغيرتها ليفر ذلك الذئب الغريب عن المنطقة، لكن الصغيرة لم تصمت وظلت تصرخ حتى تجمع الجيران ونزلت والدتها ووالدها، لم يستطع ذلك الشخص الفرار من ايدى الاهالى ووالدى الصغيرة حيث سلموه  لرجال الشرطة لينال عقابه رافضين التنازل عن حق ابنتهما الصغيرة.

 

الحكم

ليتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة حيث اكدت الصغيرة؛انها اثناء عودتها إلى مسكنها فوجئت بالمتهم يتتبعها ثم فاجأها بالإمساك بجسدها فهمت بالصراخ حتى نجدها والداها وأبلغ الاهالى عنه، حيث واجهت النيابة العامة الصغيرة بالمتهم وتعرفت عليه وباستجوابه اعترف بالجريمية تفصيليًا ولم يستطع الإنكار، كما أكدت تحريات المباحث صدق الواقعة، لتقرر النيابة العامة إحالة المتهم إلى محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندي، وعضوية كل من المستشارين ايمن عبد الخالق، ومحمد احمد صبرى.

 

وأمام المحكمة حاول المتهم إنكار التهمة ودفع محاميه بانتفاء أركان الجريمة بركنيها وعدم معقولية تصور الواقعة وبطلان اعتراف المتهم بالتحقيقات، وعدم وجود تقرير طب شرعي، وتضارب اقوال المجنى عليها ووالديها، إلا أن المحكمة أصدرت حكمها بسجنه عامًا مع الشغل وإلزامه بالمصاريف الجنائية، بعد اتهامه بهتك عرض الصغيرة بالقوة والتهديد بأن تبعها الى حيث مسكنها وأمسك موطن عفتها قاصدًا من ذلك هتك عرضها حال كونها طفلة صغيرة لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها.

 

وقالت المحكمة؛ إنه بعد الاطلاع على المادتين 304 و313 من قانون الإجراءات الجنائية والمادة268 عقوبات فقرة 1 و2 والمادتى 2 و116 مكرر 1 من القانون رقم 12 لسنه 1996 المعدل بالقانون 126 لسنة 2008 اصدرت حكمها السابق بسجن المتهم عاما مع الشغل وإلزامه بالمصروفات الجنائية.

الطب النفسي: مجرمون وليسوا مرضى

ما الذي يراه المتحرش في جسد صغيرة عمرها 10 سنوات؟!

أجابت الدكتورة ايمان عبد الله استشارى الطب النفسي والأسري قائلة؛ هذا النوع  من المجرمين لديه «هوس جنسي»  والانجذاب الجنسي للأطفال، وغالبًا ما يداوم على مشاهدة الافلام الإباحية، ضاربًا بكل الاعراف والتقاليد عرض الحائط فهو في تلك اللحظة لايهمه قدسية المكان الذي يعمل به، أو انه سوف يفقد عمله أو سيتم عقابه فهو شخص لديه خلل في الشق الجنسي؛  فهو يتصيد الاطفال من سن ثلاث سنوات لـ 15 سنه، وبعض هؤلاء يكونون مصابون بـ «البيدوفيليا»، وهو الولع الجنسي بالأطفال، فهو لايعرف أن يسيطر على رغباته في الانجذاب للأطفال ومن ثم  تهديدهم وبث الرعب والخوف في نفوسهم وهذا رأيته فعليًا اثناء عملى، جاء الينا طبيب كان مصابا بالهوس الجنسي بالاطفال ولان لديه اخلاق أتى يطلب العلاج لكن هناك آخرين لا يهتمون بذلك. 

 

وتضيف الدكتورة ايمان؛ أن البيدوفيليا أو ما يُعرف بالرغبة والاشتهاء الجنسي تجاه الاطفال، هو خلل أو اضطراب جنسي، يميل فيه الشخص البالغ جنسيًا نحو الأطفال دون سن البلوغ والذي يكون عادةً «13 عامًا» أو من هم أصغر، وتعتمد شهوته الجنسية على تخيل ممارسة سلوكيّات جنسيّة مع الأطفال، ما يُترجم إلى مفهوم التحرش أو الاعتداء الجنسي، فهؤلا مجرمون وليسوا مرضى.

 

وأن عادةً ما توجد النسبة الأكبر من المصابين بهذا الاضطّراب بين الرجال مقارنةً بالنساء، الذين ينجذبون جنسيًا للأطفال من أحد أو كلا الجنسين، في حين تختلف سمات تعلّقهم بالبالغين من الجنس الآخر، وغالبًا يكون المعتدون من الأقارب أو أصدقاء العائلة المقربين، وتبلغ نسبة الإصابة بين الرجال حوالي من 3 إلى 5 %، في حين أن النسبة صغيرة جدًا بين النساء، فهناك حوالي20% من الأطفال في الولايات المُتّحدة، تم الاعتداء عليهم جنسيًا، وبذلك يمكننا اعتبار اضطراب البيدوفيليا من الاضطرابات الجنسية الشائعة.

 

ومن المرض النفسي للوقاية والحماية من تلك الجرائم تحدثنا مع الدكتورة ايمان عزت استاذ التربية النوعية بجامعة القاهرة ومؤسس حملة حماية لتوعية الأطفال ضد .55/التحرش قالت؛ المتحرش ليس له شكل معين فقد يكون رجلا كبيرا في السن وقد يكون من المقربين من الاسرة أو قد يكون مدرس كما رأينا في بعض الجرائم او العاملين بالمدرسة، فالمتحرش ليس له صفات تميزه أو تتضح على ملامح وجهه العنف.

 

تؤكد د. إيمان؛ على توعية الاطفال من المتحرشين بأن لا يتحدثون مع غرباء إذا لمسهم احد يصرخون ويبعدون عنهم لذلك نحن في حملة حماية والتدريب نقوم على توعية الاطفال من الغرباء، عندما يحاول احدهم التحرش يبتعدون عنه فورا، كذلك يجب أن يعلم الجميع أن المتحرش لايهمه أن يخطف الطفل او الطفلة لكي يتحرش لانه في دقائق محدودة يستطيع التحرش بالطفل وفي أي مكان لذلك يجب توعية الآباء والامهات بذلك، وعلى الاسرة توعية أطفالها دائما وجعلهم يعرفون التفرقة بين أي لمسة يتعرضون لها سواء كانت بها تحرش أو عدمه، فهناك خطوات يستطيع بها الطفل حماية نفسه عندما يشعر بأن هناك شخصًا ما يحاول لمس جسده بطريقة مريبة؛ اولها يجب عليه الرفض ويبتعد فورا عن هذا الشخص، ثانيًا الصراخ، ثالثا المقاومة اذا جذبه ذلك الشخص بالقوة، رابعًا الهروب، خامسا يجب عليه أن يحكي لوالديه عما حدث له وهنا يجب على الابوين تصديقه ومساعدته حتى لاتتكرر محاولة الاعتداء مرة اخرى له او لغيره.