الصانيعي الأخير| وليد يواجه شبح اندثار السجاد اليدوي والكليم

الكليم اليدوي
الكليم اليدوي

رغم ما تواجهه الصنعة من مشكلات وصعوبات اقتصادية جعلت الغالبية العظمى من محترفيها يتجهون للتخلي عنها، والبحث عن أعمال أخرى تواكب العصر أكثر، وتكون مصدرا أسرع للدخل، إلا أن هناك القليل ممن مازالو يتمسكون بتراث الأجداد وصنعة الأباء، حيث تعد حرفة وصناعة الكليم اليدوى من أقدم الحرف التى يتوارثها الأبناء عن الأجداد وشهدت تطورا كبيرا على مر الزمان، فالكليم اليدوي المصنوع من الصوف كان يستعمل كسجاد أرضية، وأصبح يعلق على الحوائط كديكورات.


وفي منطقة تحت الربع "الخيامية" كان وليد علي تاجر سجاد يدوي يجلس وسط محله الذي يعرض فيه نتاج عمل ورشته، وقال "أعمل بهذه المهنة منذ حوالي 20 عاما، إلا أن شغل الهاند ميد أخذ طريقه فى الإندثار والإنقراض منذ سنوات".


وأشار إلى أن سبب ذلك يعود إلى أن الأجيال الجديدة لا تريد أن تتعلم الصنعة، وليس لديها صبر وقوة تحمل كما كان في الأجيال السابقة، قائلا "اللى شغالين من سنين هما هما، وكمان بينقص منهم ناس بتترك الصنعة وناس طبعا بتموت".


ووفق رواية وليد فإن 95% من العاملين بالسجاد اليدوي والكليم أشخاص كبار فى السن ممن استطاعو أن يستكملو العمل فيه رغم معوقات الصنعة والصناعات اليدوية عامة، مؤكدا "وعندما يموت هؤلاء ستموت معهم الصنعة".


وأشار إلى أن هذا بخلاف بعض الحرف الأخرى مثل الخيامية، والتى بدأ مؤخرا يسعى لتعلمها بعض الشباب من الجنسين، لما لها من رواج وزبائن، خاصة وانها تدخل في أكثر من صنعة.


وأضاف وليد أن السجاد والكليم اليدوي كله هاند ميد يتم صناعته على النول، ولكن تختلف الخامات، فهناك ما يصنع من الصوف الخالص، وهناك مايكون صوف على قطن، وهناك من بقايا اقمشة تأتى من مصانع المنسوجات مثل التى كانت تصنعها أمهاتنا وجداتنا من ملابس قديمة، تقوم بقصها شرائط طويلة وربطها ببعضها البعض ولفها فى شكل كرة، وهذا مايحدث الآن أيضا، وكل "حاجة لها سعرها".


مختتما "لا أريد أن يسلك أولادي نفس الطريق ولا نفس الصنعة، فأنا أقوم بتعليمهم ليكونو فى أماكن أفضل، خاصة أنه لايوجد مستقبل للصناعات اليدوية، فمنذ وقت الثورة والوضع من سيء لأسوأ".

 

اقرأ أيضا : الصانيعي الأخير| زياد.. ورث حرفة والده في عالم «البلور» ورفض ترك الصنعة